شبكة قدس الإخبارية

كتاب "إسرائيل" المقدس: هدم منازل الفلسطينيين لأجل الحدائق

جوناثان كوك

تكاد خرائط القدس تمتلئ ببقع ذات لون أخضر، ويوماً بعد يوم تزداد انتشاراً في "المناطق العربية". قد يكون الخبر ساراً للبعض، فهناك بقعة ستصبح حديقة عامة ومنتزهاً، لكنه ليس كذلك لسكان منازل في تلك المناطق تواجه شبح الهدم من أجل "بناء حديقة وطنية".

وتكاد ترتكز مخططات الاحتلال على المناطق الفلسطينية في القدس، حيث تتهم جماعات حقوق الإنسان سلطات الاحتلال باستخدام متزايد لهذه الحدائق من أجل انتزاع السيطرة على "المناطق الفلسطينية" وتنمية السياحة والمحافظة على الآثار التاريخية.

وفعلياً تسعى بلدية الاحتلال بالقدس لنقل سيطرة المناطق ذات الكثافة الفلسطينية العالية ظاهرياً إلى وكالة البيئة الإسرائيلية والتي بدورها ستقوم بهدم منازل الفلسطينين وترحيلهم في سبيل إنشاء حدائق وطنية عامة يرتادها السكان.

Jerusalem_NationalPark02

ولا تقتصر آثار هذه الخطة على الجيل الحالي من الفلسطينين، بل إنها تقضي على أي أمل مستقبلي لإسكان الجيل القادم.  تقول جيف هالبر، من لجنة مناهضة هدم المنازل في "إسرائيل": "الحدائق الوطنية هي طريقة إسرائيلية رائعة لإخفاء جدول الأعمال الحقيقي، تهجير وهدم لمنازل الفلسطينيين، وتركهم دون أي بديل حقيقي، ولجان التأمين ستجد الأمر أسهل عليها خاصة أن المنفذ هو هيئة البيئة هذه المرة وليس البلدية".

خطة الممر المقدس

يشمل مخطط جديد على هدم 13 منزلاً فلسطينياً في منطقة وادي الجوز، حيث اكتشفت هذه العائلات انها تعيش رسمياً داخل حدود حديقة مدينة القدس، رغم أنها تأسست قبل 40 عاماً. كانت هذه الحديقة أول حديقة أعلن عنها الاحتلال في شرقي القدس وذلك في انتهاك واضح للقانون الدولي.

تعود ملكية هذه المنطقة بالأساس لبعض العائلات الفلسطينية، استولى الاحتلال عليها وأقام الحديقة وها هي الآن تأخذ بالتمدد نحو المنازل الأخرى في المنطقة.

وتشير المخططات إلى سعي قوات الاحتلال لإنشاء شبكة طرق ومراكز سياحية للاتصال بين البلدة القديمة والمستوطنات، وهو ما سيسهل عمليات الاقتحام المستمرة للاقصى تحت ذريعة السياحة والبيئة أيضاً.

الاستيلاء على المنازل

تقع المنازل في أسفل وادي جبل الزيتون، على الطرف الشمالي من وادي الجسمانية، حيث من المفترض أن يسوع قام بالصلاة مع تلاميذه قبل أن يتم صلبه. تشمل المشاريع المقترحة هناك بناء فندق في الموقع، بالإضافة إلى طريق طويل ومواقع سياحية وحدائق منتشرة.

لا يفصل الكثير بين منازل العائلات الـ13 ومناطق سلوان، لكن المستوطنين منحوا ترخيصاً للاستيلاء على المنازل ومحيطها في وقت سابق وبدأو بحفر حديقة أثرية وادعوا وجود "مدينة دواد" تحت هذه المنازل وحولها.

وبعيداً عن هذه الحجج، فإن قوات الاحتلال حريصة على السيطرة على هذه المنطقة لأن منازل الفلسطينيين تصلهم بالمسجد الأقصى مباشرة، عدا عن أن سلوان أصبحت نقطة اشتباك ساخنة بشكل منتظم بين الفلسطينيين والمستوطنين.

اجندة خفية

تقول سلطة حدائق الاحتلال أن الإجراء جاء لحماية الطبيعة والتراث والمواقع التاريخية وتسهيل الوصول إليها، فيما تشير تقارير حقوقية أن إعلان حديقة وطنية في تلك المنطقة يعتبر إجراءً متطرفاً لا يجب أن يطبق إلا في حالات لا يأخذ فيها التراث الطبيعي الأولوية المطلقة.

وبشكل عام؛ لا تعتبر بلدية الاحتلال بالقدس مصالح أو اهتمامات سكان شرقي القدس ضمن اعتباراتها، بل تستخدم هذه المبررات لتغطية عمليات الهدم والتهجير وتجنب الانتقاد الدولي لسلطات الاحتلال.

ويبدو أن سكان تلك المناطق في طريقهم لمواجهة موجة هجرة جديدة هذه المرة تحت ذريعة بناء حدائق وطنية وتعزيز الأماكن السياحية. ما يفضي إلى تطويق البلدة القديمة أكثر من ذي قبل و تعطيل إمكانية وصول الفلسطينيين للمسجد الأقصى.

المصدر: ميدل ايست اي - ترجمة: هيثم فيضي