شبكة قدس الإخبارية

بعد الإطاحة بمرسي... "إسرائيل" مترقبة ومتخوفة وحائرة

هيئة التحرير

تابعت الصحف الإسرائيلية الأحداث الجارية في مصر باهتمام وترقب كبيرين، إذ تناولت في أعدادها الصادرة اليوم قيام الجيش المصري بعزل الرئيس محمد مرسي وما تبعها من أحداث واشتباكات في الميادين، وما ترتب عليها من ارتدادات سياسية على الساحة الإسرائيلية.

صحيفة معاريف على صفحتها الأولى في العدد الصادر لها اليوم كتبت "إن عزل الرئيس محمد مرسي عن الحكم لن يؤدي إلى هدوء ، وإنما سيجلب مزيداً من الانقلابات الأخرى حتى وإن تحققت طموحات أحزاب المعارضة متمثلة بجبهة الإنقاذ".

وأشارت الصحيفة إلى أن الأوضاع في مصر لن تستقر، لافتة إلى أن إجراء الجيش المصري لانتخابات حرة رئاسية وبرلمانية، لا يعني بالضرورة أن تنجح القوى السياسية لا سيما الإسلامية منها في جسر الفوارق التي تفصل بينها وبين القوات المسلحة ورأب الصدع في النظام السياسي السائد في مصر.

وأوضحت الصحيفة أن الانقلاب على ما أسمته "نظام حكم الإخوان" في مصر سيزيد من ذلك التصدع داخل النظام السياسي وكذلك داخل المجتمع المصري نفسه، مما سيؤثر على مصير كل رئيس مصري قادم إذا لم يكن في حجم توقعات الجماهير.

كما لفتت الصحيفة إلى أنه سيؤثر على أي رئيس قادم في حال لم يعمل على تحسين واضح في النظام الاقتصادي والأمني، فإن مصيره سيكون كمصير الرئيس المعزول محمد مرسي، وبهذا الشكل ستكون هناك سلسلة من الانقلابات، على حد تعبير الصحيفة.

وبينت الصحيفة أن سيناريو سلسلة الانقلابات قد يكون وارداً في مصر باحتمالات كبيرة، وذلك نظراً لوجود انقسامات عميقة في المعارضة، وإنها لم تستطع تقديم بدائل حتى اللحظة، كما أنها لم تستطع طرح مرشح متفق عليه يكون قادراً على اقناع الجماهير المصرية، وما الانقسام العميق التي تشهده ما يجعل أن الأمر سيكون أكثر صعوبة على التوافق فيما بينها في المستقبل.

وإضافة إلى ذلك فإن أحزاب المعارضة تتبع لأيديولوجيات ونظريات اقتصادية مختلفة، مشيرة إلى أنه طوال العام من حكم محمد مرسي لم توجه له انتقاداً محدداً ضد سياسته ولم يطرحوا نقاشاً بديلاً لإصلاح الوضع الاقتصادي في مصر.

صحيفة هآرتس العبرية  في سياق التعليقات الاسرائيلية على عزل الرئيس المصري، محمد مرسي، أوردت في تقرير نشرته في موقعها على الشبكة، اليوم الخميس، أربعة أسباب جعلت مرسي "جيداً" لـ"إسرائيل" على رأسها التزامه باتفاقيات كامب ديفيد.

وقال التقرير إنه "بالرغم من أن الرئيس مرسي لم يكن من "محبي صهيون"، وأنه امتنع عن ذكر كلمة "إسرائيل" وبالرغم من أن المتحدث باسمه نفى حتى أن يكون قد بعث برسالة شكر للرئيس الاسرائيلي، شمعون بيرس، في أعقاب إرسال الأخير رسالة تهنئة له بمناسبة انتخابه، بالرغم من ذلك فإن التزامه باتفاقيات كامب ديفيد وعمله على كبح جماح حماس ونشاطه ضد الخلايا المسلحة في سيناء إضافة إلى عدائه المتجذر لايران تشكل مجتمعة أسبابا وجيهة ستجعل "إسرائيل" تفتقده وتشتاق لأيام حكمه".

من جهة أخرى أعرب مسؤولون كبار في حكومة الإحتلال عن خشيتهم من سيطرة عناصر وصفوها "بالإرهابية" على شبه جزيرة سيناء المصرية، في ظل انشغال الجيش المصري بالأوضاع الداخلية في مصر، بعد إعلان عزل الرئيس المصري محمد مرسي.

وأوضحت المصادر لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن هناك خشية إسرائيلية من قيام عناصر تنتمي لمجموعات الجهاد العالمي، بالإضافة إلى القبائل البدوية المنتشرة في سيناء بإطلاق صواريخ على أهداف إسرائيلية، أو القيام بعمليات تستهدف الجنود الإسرائيليين.

وأشارت المصادر إلى أن حكومة الاحتلال تخشى من سحب الجيش المصري جزء من قواته العاملة على الحدود لنشرها في المناطق الداخلية المصري لتعزيز الأمن، الأمر الذي سيسهل على مجموعات الجهاد العالمي من استهداف المناطق القريبة من الحدود بصورة أسهل.

* الصورة أعلاه لكاريكتير نشر في صحيفة "إسرائيل اليوم".