شبكة قدس الإخبارية

مخيم صيفي لأطفال القدس في رحاب الأقصى

صفاء خطيب

في حين تستيقظ اثنتان من نسوة حيّ واحد في غزة في إحدى صباحات هذا الصيف الحارّ، وتُعِدّا وجبة الإفطار لولديهما، أحدهم يذهب إلى معسكر أشبال القسام على شاطئ غزة، وأخر  يذهب إلى مخيم الموسيقى الذي تنظمه وكالة الأونروا في إحدى مراكزها المنتشرة في القطاع، تقوم امرأةٌ ثالثة لتوقظ طفلها للمخيم الصيفي في مدينة رام الله، الذي يشمل في برنامجه فعاليات لنشر ثقافة البيئة الخضراء بين الأطفال، فيخرجون في الشارع هاتفين:الشعب يريد بيئة نظيفة. بينما تقوم امرأةٌ رابعة تُجهِّزُ نفسها وطفلها للذهاب للمسجد الأقصى المبارك، هي للصلاة والقرآن، وهو لمخيم مساطب العلم للأطفال.

عن المجموعة الأخيرة من الفلسطينيين يتحدث هذا التقرير. عن حمزة، وهبة، وعبدالرحمن، وعمر وآية الذين كانت لهم عطلة صيفية مختلفة. يبدأ كلّ منهم يومه مع مجموعة من الأطفال في مثل عمرهم يجلسون على أحد مصاطب العلم في المسجد الأقصى المبارك مع معلمة تلقنهم القرآن، ثم وجبة إفطار خفيفة تحت أشجار السرو في المسجد، وإلى لعبة ترفيهية يمضون بعدها للعب في الساحات، وهو برنامج على بساطته لا يتحقق لكل فلسطيني الحصول عليه، في ظلّ الاحتلال الذي يمنع فلسطيني الضفة والقطاع من الوصول إلى القدس.

aqsa1

تحت شعار "أقصانا في العيون نفنى ولا يهون" انطلقت فعاليات مصاطب العلم الصيفية للصغار في المسجد الأقصى يوم الأحد 1662013 للسنة الثانية على التوالي. شارك في المخيم الصيفي الذي تنظمه مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات ما يقارب 1000 طفل وطفلة من   القدس المحتلة وضواحيها.

عن هدف هذا المخيم حدثنا ساهر غزاوي من مؤسسة عمارة الأقصى قائلاً أنهم يهدفون من خلاله إلى "إعمار المسجد الأقصى بالأطفال الصغار وتربيتهم من وقت مبكر على حبّ المسجد الأقصى والتعلق والرباط فيه، وتكثيف التواجد في ساحات المسجد في ساعات الصباح المبكرة بالتزامن مع دخول مجموعات كبيرة بأعداد ضخمة من السياح الأجانب واقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد وأداء صلواتهم التلمودية فيه، ودعواتهم المتكررة إلى هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث والمزعوم مكانه".

aqsa3

وتتضمن فعاليات المخيم الممتدِّ حتى الخميس الرابع من تموز ألعاب تحدي ومنافسة بين الأطفال لحثهم على التعلق بالمسجد، فطاقم المرشدين والمرشدات يسعون لأن يكون البرنامج تربوي ترفيهي في سياق متكامل.

وقد تمَّ تقسيم البرنامج منذ الصباح تحت عناوين عديدة، كان أبرزها: صباح الأقصى، وقرآني حياتي، بالإضافة إلى التعاون المشترك بين مشروع الأندلس الذي تقوم عليه الناشطة الفلسطينية في السعودية منى حوا ومشروع مصاطب العلم للصغار. وتم من خلال هذا التعاون المشترك محاكاة مادة تاريخ الأندلس لقصص قصيرة ورسومات تم سردها للأطفال لمعرفة أساسيات تاريخ الأندلس وربطه بالقدس والأقصى. إضافة إلى فقرات الألعاب والرحل، حيث كانت أولى الرحلات إلى مدينة الملاهي في رام الله "مخماس"، خاصة في ظلّ غياب المرافق الترفيهية لأطفال القدس.

بالإضافة إلى قيام مؤسسة عمارة الأقصى بطباعة أوراق نقدية باسم الأقصى وتمنح للطلاب حسب نشاطهم ومشاركتهم بالفعاليات ويتم تكريم الطالب الذي اتطاع جمع أكبر عدد من الأوراق وتسليمه جائزة قيمة وذلك لبيان رمز عملة القدس الشريف وهي محررة.

aqsa4

يذكر أن القدس المحتلة تعاني من شحّ في المرافق العامة ومنشآت الرياضة والترفيه كالملاعب، خاصة في ظلّ الاكتظاظ السكاني في الأحياء، والإهمال المتعمد لبلدية الإحتلال، وتشديدها في إعطاء رخص للبناء، وتضييقها على الفعاليات الاجتماعية التربوية بحجة تمويلها من السلطة الفلسطينية، وكان آخرها إلغاء مهرجان الطفل للدمى والعرائس في مسرح الحكواتي. كلّ ذلك قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى يصبح الشارع متنفس الأطفال الوحيد، وملعبهم لكرة القدم.

وفيما تختلف كل أسرة بطريقة تربيتها لأطفالها عبر نوعية المخيم الذي ترسل إليه أطفالها صيفاً، ليقضوا فيه أوقات فراغهم، ويستمدوا الفكرة التي يؤمن بها أهلهم ربما.. يبقى أمل الكثير من أهلهم إرسالهم لهدف أكبر وأوسع.. لمخيم جامع بين الفلسطيني في غزة وطولكرم ورام الله والقدس وبيت لحم يرفهون عن أنفسهم سوياً، ويتعلمون معاً، ويتعرفون فيه إلى بعضهم البعض وأهم معالم مدنهم.

*تم الحصول على الصور من مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات.