شبكة قدس الإخبارية

مستوطنو الخليل يستغلون بيانًا لفتح للتحريض على الناشط عيسى عمرو

78

الخليل- قُدس الإخبارية: استغل المستوطنون في مدينة الخليل، بيانًا منسوبًا لحركة فتح ضد الناشط في تجمع شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو، الذي برز كمدافعٍ ضد الاستيطان بالمنطقة.

وينشر مستوطنو الخليل، بيانًا مترجمًا باللغتين العبرية والانجليزية عن العربية أصلًا، ينسب لحركة فتح، يتضمن تحريضًا ضد الناشط عيسى عمرو، ونشاطاته في البلدة القديمة ومحيطها، خاصة بعدما أوقفت سلطات الاحتلال عمل البعثة الأوروبية لتوثيق جرائم الاحتلال بالخليل.

وانطلقت في الآونة الأخيرة لجان لحماية ممتلكات الفلسطينيين في الضفة المحتلة من عنف المستوطنين واعتدائهم اليومية، عبر مجموعات الكفاح للحماية  والمراقبة والتوثيق (السترات الزرقاء)، كان صاحبها الناشط عيسى عمرو، بهدف حماية الأهالي وتعزيز الأمان خاصة للأطفال جراء اعتداءات المستوطنين بالمنطقة، إضافة إلى توثيق جرائم الاحتلال في شارع الشهداء وحي تل ارميده.

وأوضح عمرو لـ "قدس الإخبارية" أن فكرة لجان الحماية انطلقت في نهاية عام ٢٠١٥ في مدينة الخليل، وكانت الفكرة حماية المنازل والممتلكات في الليل من عنف المستوطنين وكانت موسمية حسب الأجواء السياسية وحسب التوقعات بعنف المستوطنين، مضيفًا "بعد طرد بعثة التواجد الدولي في الخليل وطرد مجموعات تضامنية أخرى، جائت فكرة تأسيس مجموعات حماية ومرافقة وتوثيق لانتهاكات المستوطنين وجيش الاحتلال، والفكرة هي التواجد الصباحي والمسائي في المناطق الحساسة وخصوصا المدارس وبالقرب من المستوطنات، لأن وجود شبان مدربين مسلحين بالكاميرات يرعب ويخيف الجيش والمستوطنين ، ونعطي شعور لدى الأطفال والأهالي أنهم ليسوا لوحدهم".

بطبيعة الحال، فكرة مجموعات الكفاح لم ترق للاحتلال ولا لمستوطنيه، ولربما لجهات فلسطينية أخرى، فقد جاء في بيان منسوب لحركة فتح بالخليل- لم تنفه رغم صدوره في 21 شباط الماضي- تحريض مباشر ضد التجمع والناشط عيسى عمرو تحديدًا، مما فتح المجال لدعم رواية المستوطنين وإعطائهم تبريرًا لاعتداءاتهم على الأهالي.

كما زعم البيان المنسوب لفتح أيضًا، أن سلوك  تجمع شباب ضد الاستيطان ورئيسه عيسى عمرو أعطى الاحتلال ومستوطنيه ذريعة لفرض المزيد من الإجراءات العنصرية بحق أهالي البلدة القديمة، مضيفة "عيسى عمرو ليس له أي علاقة بالحركة ولا يمثلها  في أي نشاط تحت أي مسمى، وندعو كل المؤسسات والفعاليات لعدم التعامل معه بأي شكل من الأشكال، ومن يفعل العكس يعرض نفسه تحت طائلة المسؤولية".

وقالت في بيانها أيضًا "ندعو لتصعيد المقاومة الشعبية في وجه الاحتلال بما يضمن الحفاظ على صمود أهلنا في كافة المناطق، وهذا القرار جاء لحماية أهلنا في شارع الشهداء والبلدة القديمة وخاصة ما يتعرض له أبناؤنا الطلبة والمعلمين والمعلمات في المدارس المجاورة للمستوطنين من هجوم وتنكيل بسبب تواجد المدعو عيسى لدقائق معدودة يستفز فيها المستوطنين مقابل الحصول على صورة إعلامية وبعد الحصول على الصورة يرحل ويترك الأهالي يتعرضون للتنكيل ومعاناة طويلة من هجوم المستوطنين".

وأضاف البيان، "نضع الجميع أمام مسؤولياته من أجل الحفاظ على ثبات وصمود أهلنا القاطنين في قلب مدينة الخليل والمناطق المغلقة بأكملها حتى يتم تفويت الفرصة على غلاة المستوطنين ومحاولاتهم تفريغ هذه المناطق ليتم تهويدها وفق ما هو مرسوم من سياسات استيطانية تعمل على استغلال كل ما هو مقصود من عمل أو ما يتم ترتيبه بشكل مباشر".

وأقدم المستوطنون على نشر البيان المترجم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستشهدين بالبيان كدليل على صدقهم، فيما اعتبر عمرو، بأنه البيان فتح هدية للمستوطنين للمهاجمة، وأن الجهات الأمنية هي من تقف وراءه بالاتفاق مع فتح لأغراض أو أجندات خاصة وشخصية".

ووفقًا لعمرو، "تفاجئنا كنشطاء من هكذا بيانات خصوصا أنه تم تزوير تواقيع العائلات على البيان في المنطقة، حيث تم الحصول خلال اجتماع في مدرسة قرطبة، على توقيعهم على ورقة حضور الاجتماع ومن ثم وضعها على الترويسة التي صدر عليها البيان"، مضيفًا "سنبقى في الميدان نستفز المستوطنين ونحمي العائلات ونقف بوجه المشروع الاستيطاني".

وعانى الناشط عمرو من الاعتقال لدى سلطات الاحتلال أكثر من مرة ولديه في محاكم الاحتلال أكثر من 18 تهمة، فيما تواصل الأجهزة الأمنية ملاحقته أيضًا وجرى اعتقاله مسبقًا على خلفية قانون الجرائم الالكترونية".