شبكة قدس الإخبارية

معركة "الاختراق العكسي"... بدأها "عبد المنعم"وأكملتها المقاومة

94.JPG
حذيفة جاموس

الحربُ الأمنية التي أعلن عنها الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة"، حيث عرض على المتعاونين مع الاحتلال استدراج قوات الخاصة الإسرائيلية وضباط "الشاباك" مقابل العفو التام ومليون دولار، هو جزء من معركة المقاومة مع الاحتلال منذ عقود وكان الشهيد "عبدالمنعم أبوحميد" من مخيم الأمعري في رام الله من أوائل من بدأوا شرارة هذه المعركة.

الكابتن مجدي أو "نوعيم كوهين" هو ضابط شاباك كان متخصصًا في تجنيد العملاء في منطقة رام الله وذلك في محاولة جهاز الشاباك ضرب خلايا المقاومة في بدايات التسعينات، في أوج عمليات القسام أو بداية نشاطه الفعلي، حيث كان الشهيد يحيى عياش قد بدأ في تصنيع وتفجير الباصات الصهيونية وكان شغل "الشاباك" الشاغل هو اختراق خلايا المقاومة.

الشهيد عبدالمنعم عرض عليه الاحتلال أن يتعاون معهم وذلك لقربه من المقاومة، وهو الذي لم يرفض عرض الاحتلال وقبل ذلك بتوجيهات من القسام، حيث عمل الشهيد عبدالمنعم على استدراج ضابط الشاباك وقتله وبذلك كانت أول عملية اختراق عكسي لجهاز "الشاباك"، وأوكلت كتائب القسام مهمة إيواء ومساعدة "عبدالمنعم" للشهيد "زهير فراح" الذي قضى مع الشهيد عبدالمنعم بعد قيام قوات المستعربين من سيارة خُضار كان في بلدة بيرنبالا باغتيال الشهيدين والتنكيل والتمثيل بجثة الشهيد "زهير أبو ارميلة".

عملية الاختراق العكسي تشهد تطورًا في الآليات حيث قامت القسام باختراق أجهزة وحواسيب الجنود الإسرائيلين عند طريق حسابات وهمية خلال العام 2017 حيث كانت بداية قلب الآية على الاحتلال، حيث حصلت القسام على معلومات عن القوات الإسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة و صور من مواقع الاحتلال وتفاصيل تعتبر خطرة على أمن الاحتلال الإسرائيلي.

عرض القسام مساءً  ينبئ بخلق رعب حقيقي لجهاز الشاباك من التعاون أو طلب أي معلومة جديدة من أي عميل بقطاع غزة.

المقاوم اليوم ليست بحاجه لعملية اختراق جديدة يكفيها أنها أرعبت جهاز استخبارات الاحتلال وجعلته عرضة لملايين الاحتمالات في أي محاولة قادمة لتنفيذ عمل أو حتى جلب معلومات جديدة. حيث أصبح كل عميل للاحتلال، بطريقة ما هو جندي في صفوف المقاومة باعتبارات الاحتلال، لأن المليون والعفو عرضين بالغين الكرم من المقاومة.

الضربات الأمنية المتتالية لجهاز الشاباك التي تمثلت باعتقال العملاء في خلفية اغتيال الشهيد مازن الفقها وعملية حد السيف هي تتمة لمحاولات المقاومة القضاء على ظاهرة التعاون مع الاحتلال في قطاع غزة التي بدأت في الترهيب، وذلك من خلال أحكام الإعدام التي أصدرت بشكل ميداني على العملاء خلال حرب عام 2011، وإعدام المتعاونين في قضية اغتيال الشهيد مازن الفقها إلى مرحلة الترغيب وذلك بعرض المليون دولار والعفو العام على المتعاون في حال تاب واستدرج قوة أمنية.

أعتقد أن الاحتلال الآن في مأزق معلوماتي حقيقي اليوم، بين رعب الاختراق العكسي واشكالية شحّ المعلومات الأمنية الصادرة من قطاع غزة، وأيضًا سيشهد هذا المأزق تطورًا في الاستخبارات الأمنية للمقاومة، وأيضًا تعزيزًا لقوة المقاومة دون خوف العملاء الذين يشكلون طاعونًا حقيقيًا وسلاحًا مغروزًا  في خاصرة المقاومة والشعب الفلسطيني.