شبكة قدس الإخبارية

غزة.. ولعبة المحاور

عبيدة سامي

لم يمر مشهد همس السفير القطري محمد العماي في أذن القيادي البارز في حركة حماس خليل الحية وهو يهمس في أذنه قائلاً: "نبغي هدوء" مرور الكرام على الكثيرين حيث رأي فيه البعض أن ذلك بمثابة أمر ويقيد المقاومة الفلسطينية ويجعلها تحت سيطرة الوسطاء والمحاور.

إلا أنه وبالعودة لشريط الأحداث للخلف عدة سنوات نكتشف أن غزة بمختلف فصائلها المقاومة تمكنت من المزاوجة بين مختلف الأطراف والدول مثل (مصر وسوريا سابقاً وإيران وقطر وتركيا) دون أن يؤدي ذلك لجعل قرار مقاومتها رهناً لهذه الدول أو المحاور، بل تجاوز الأمر ذلك ليجمع وسطاء متناقضين كما يجري حالياً.

فمن يصدق أن المخابرات المصرية تعمل للوصول إلى اتفاق تهدئة دون أن تعترض على التحركات التي تقوم بها قطر في القطاع خصوصاً في ظل القطيعة بين البلدين، ومن يصدق أنه وعلى سبيل المثال أن مصر تفتح خطوط اتصال وعلاقات على أعلى مستوى مع حماس التي تمتد لجماعة الإخوان المسلمين التي يحظرها النظام المصري ويعتقل قياداتها.

وللإشارة فإن مسيرات العودة الكبرى نجحت في أن تجمع غالبية الفصائل الفلسطينية ضمن مجموعة عمل موحدة تقرر عبر هيئتها العليا طبيعة الشكل المتبع منذ انطلاقها فتارة بين تصعيد وتيرتها وتارة أخرى خفضها من أجل افساح المجال للوسطاء للعمل.

وتبدو الفصائل المقاومة في حضورها اليوم بغزة من خلال مواقفها الموحدة في طريقة التعامل مع الوسطاء أو إدارتها للمشهد مختلفة عن سنوات سابقة خصوصاً في ظل حالة الانقسام، إذ نجحت بدرجة كبيرة في التوافق على خطوط عريضة أمكنتها من العمل والتفاهم.

قد يبدو المشهد اليوم معقداً خصوصاً وأن اللعب على وتر المحاور كذاك الشخص الذي يسير على خيط رفيع للغاية قد ينزلق عليه، إلا أن المقاومة حتى اللحظة تبدو قادرة على التعامل مع ذلك وقفاً لمصالحها ومصلحة حاضنتها الشعبية خصوصاً في ظل ما تمر به المنطقة حالياً وحالة الانزلاق نحو تطبيع العلاقات وتحديداً من دول الخليج.

والسؤال الذي يطرح اليوم على الساحة هل مطلوب من المقاومة أن ترى حاضنتها الشعبية تتفكك تحت وطئة الحصار والأزمات وتنتظر انهيارها أم تتحرك لنجدتها عبر حلول تخفف من هذه الأزمات وتساهم في منحها فرصة لالتقاط الأنفس قليلاً في ظل ابتعاد أمل المصالحة وحالة الانسداد في الأفق السياسي.

وتبقى النقطة الفصيلية هي ضرورة أن تحافظ المقاومة على استقلالية قرارها وألا تنجرف تحت أي ظرف من الظروف ليؤثر عليها وعلى قرارها وتحركاتها الميدانية.