شبكة قدس الإخبارية

لماذا زار وفد المخابرات المصرية غزة؟

هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: اعتاد الفلسطينيون في قطاع غزة على حركة الوفود العربية والدولية في الآونة الأخيرة كلما تصاعدت حدة الأحداث وتحديدًا مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت قبل  ستة أشهر.

وتحولت أخبار قدوم الوفود المصرية أو الأممية إلى القطاع حدثًا اعتيادياً بالنسبة لسكان القطاع على وجه الخصوص، مرتبط بمجريات وتطورات الأوضاع على الساحة السياسية، إلا أن الزيارة الأخيرة تتزامن مع تشابك الموقف بين مسيرات العودة من جانب والتسريبات المتعلقة بنية أبو مازن اتخاذ إجراءات عقابية جديدة بحق غزة.

ويعتبر غياب المصادر الرسمية التي تتحدث بشكلٍ دقيق عن أسباب هذه الزيارات وتفاصيل الاجتماعات التي تستمر لساعات طويلة في بعض الأحيان مصدرًا لزيادة الخوف والقلق في الشارع الفلسطيني بغزة.

الاحتلال والوسطاء

في السياق، ربط القيادي في حركة حماس والنائب عنها في المجلس التشريعي يحيى موسى زيارة الوفد المصري بما يجري على الحدود الشرقية للقطاع حاليًا.

وقال موسى لـ "قدس الإخبارية" إن الاحتلال كلما استشعر الخوف من مجريات الأحداث أرسل الوسطاء من أجل محاولة السيطرة على الوضع وضمان عدم تفاقمه، مضيفًا: "الاحتلال معني ببقاء الوضع على ما هو عليه، فهو منتهى الراحة وبلا كلفة ففي الضفة يقوم بكل عمليات التهويد والقتل والاستيطان، أما في غزة فالاحتلال يحصار الشعب ويعقد حياته ويرفع من وتيرة الأزمات في مالات الحياة المختلفة".

وأكد القيادي في حماس على أن الاحتلال بات معنيًا بأن يبقى الواقع بغزة بين اللا حياة واللا موت، في الوقت الذي يواصل هو فيه استنزاف الوقت وسرقة الأرض، مشيرًا إلى أن القوى والفصائل تعمل على رفع كلفة الاحتلال عبرت المسيرات التي أعادت القضية الفلسطينية للواجهة.

واستكمل قائلاً: "الاحتلال يتأذى من فعل المسيرات ويتواصل مع كل الأطراف من أجل مخادعة قوى المقاومة والعمل على حرق الوقت، إلا أن رؤية الفصائل واضحة تمامًا حاليًا وهو عدم القبول بهذا السلوك".

وعن تصاعد المسيرات وحالة التصعيد الحالية في الأحداث وتعزيز الوحدات المختلفة، عقب بالقول: "بعض البادرات التي قدمت خلال جولة المفاوضات السابقة كوقف وتخفيف حدة البالونات الحارقة تم فهمها بشكلٍ خاطئ، إلا أن الأمر لن يتكرر بنفس الطريقة والأسلوب وستتواصل المسيرات والضغط حتى الاستجابة لكافة المطالب".

تحريك للملفات

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي وسام أبو شمالة إن الوفد المصري الذي زار القطاع صباح السبت حضر لممارسة دوره في مختلف الملفات خصوصًا بعد الوفود العديدة التي زارت القطاع كفتح وحماس والجبهتين الشعبية والديمقراطية.

وأوضح أبو شمالة لـ "قدس الإخبارية" إن القاهرة تعمل على محاور عديدة على رأسها تفعيل ملف المصالحة والعمل على جسر الهوة التي تعترضها العقبة المتمثلة في الإجراءات التي يفرضها أبو مازن على غزة وعدم استجابته لكل المطالب التي دعته لرفعها.

وتابع قائلاً: "يبدو أن مصالحة المصالحة وإنهاء الانقسام ما زال متعثرًا إذ حتى اللحظة لا توجد أية بوادر على إنطلاق القطار الخاص بهذا الملف،ومصر تبذل حتى يبقى هذا المسار قائماً أملاً في توحيد الصف الفلسطيني".

وعن الربط بين زيارة الوفد وعودة الزخم لمسيرات العودة، بين أبو شمالة أن ذلك واردًا خصوصًا أن الاحتلال يشعر بالضغط وهو ما يظهر من خلال زيارات نائب المبعوث الأممي نيكولاي ملادينوف لغزة واتصالاته هو مع قيادة حركة حماس بغزة، والتصريحات المتكررة بضرورة تخفيف الأزمة والتوتر.

وواصل قائلاً: "الجهد المصري يأتي في هذا السياق، حيث لا يراد أن تنفجر الأمور لتصل لمرحلة المواجهة المسلحة التي لا تريدها الأطراف مجتمعة سواء الفصائل بغزة أو حتى الاحتلال الإسرائيلي"، موضحًا أن هناك مراهنة على انفضاض المسيرة التي أثبت الوقت عدم نجاح ذلك مع دخولها لشهرها السادس وتصاعد الحراك.

واستبعد الكاتب والمحلل السياسي أبو شمالة أن تكون حركة حماس قد رفضت زيارة القاهرة خلال الفترة الأخيرة وهو ما دفع الأخيرة لإرسال وفد من مخابراتها لغزة، منوهًا إلى زيارات عديدة قام بها قيادات من الحركة للعاصمة المصرية خلال الفترة القليلة الماضية.

وبشأن وجود تحرك مصري وخشية من إقدام أبو مازن على فرض إجراءات جديدة بحق غزة، أكد بالقول: "الواضح أن الشعب الفلسطيني كله يخشى من ذلك فبدلاً من أن يقوم برفع العقوبات هناك تسريبات وتصريحات صدرت من مقربين منه وبعض مستشاريه عن نيته فرض المزيد من الإجراءات".

واستطرد قائلاً: "مصر تخشى من أن تؤدي أي خطوات جديدة يجري اتخاذها من إجهاض كل الجهود التي تقوم بها وبالتالي فإن ذلك سيجعل كل الأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات"، مرجحًا أن تأتي الزيارة ضمن الجهود المصرية للحد من إتخاذ أية قرارات جديدة متعلقة بغزة.