شبكة قدس الإخبارية

احتضان وافتراق.. الاحتلال يعتقل الكاتبة لمى خاطر أمام عيني طفلها

هيئة التحرير

الخليل- خاص قُدس الإخبارية: أمام عيني طفلها، وقفت "لمى" محاطة بعدد من جنود الاحتلال، حيرى كيف تشرح لطفلٍ لم يتجاوز أعوامه الثلاثة عن بطش الاحتلال، وكيف عليها في دقائق فقط أن تقول كلّ شيء عن وطنٍ عظيم، وعن محتلٍ سيحرمها من احتضان طفلها لوقتٍ لا تعلمه.

واعتقلت قوات الاحتلال الكاتبة والمحللة السياسية لمى خاطر، اليوم الثلاثاء، عقب اقتحام منزل عائلتها بمدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة، تاركة خلفها طفلها الصغير "يحيى" بعد أن احتضنته للمرة الأخيرة، جاهلة متى يكون اللقاء مرة ثانية.

وداهم جنود الاحتلال منزل خاطر حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وقاموا باعتقالها واقتيادها إلى جهة مجهولة.

وظهرت الناشطة خاطر وهي تودع طفلها، قبل أن يقتادها جنود الاحتلال إلى جهة مجهولة، حيث وثقت الصور لحظة اعتقالها خلال احتضانها لنجلها الصغير، وهو يحدق في وجوه الجنود، قبل أن يسيروا بها بعيدًا عنه، في مشهدٍ مؤثر.

و"لمى خاطر" متزوجة وأم لخمسة أبناء، كاتبة فلسطينية عرفت بمواقفها القوية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهي ناشطة أيضًا، في مجال الحريات، وسبق أن تعرضت لضغوطاتٍ كبيرة من قبل الاحتلال والأجهزة الأمنية، بهدف إسكات صوتها، كان من بينها اعتقال زوجها "حازم الفاخوري" للضغط عليها، ونجلها "أسامة" (21 عامًا) بشكلٍ كيدي، إضافة إلى تلقي الاتصالات والتهديدات.

نجلها الصغير "يحيى" الذي ظهرت اليوم وهي تودعه قبيل اعتقالها، كان قد ساعدها مسبقًا في منع عملية اعتقالها في وقت كان رضيعًا عمره بضع شهور، حينها داهمت قوات الاحتلال منزل زوجها وأجرت عمليات تفتيش قبل أن يبلغوها بنية اعتقالها، لكنها طلبت منهم اصطحاب طفلها معها لأنه يحتاج للرضاعة كل ساعتين ومصدره الوحيد للغذاء والحياة هو "حليب الأم" وبعد مناقشات طويلة أرجأ قائد المنطقة بجيش الاحتلال اعتقالها، بشرط استدعائها للاستجواب إضافة إلى زوجها.

كما عانت منذ الانقسام الفلسطيني وما زالت من تضييق وملاحقة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، حيث قامت باعتقال زوجها الأسير المحرر حازم الفاخوري في الخليل، ومداهمة مكان عمله أكثر من مرة، كما تم تهديدها بالاعتقال، كما تم تفتيش منزلها أكثر من مرة ومصادرة حاسوبها؛ للضغط عليها لوقف كتاباتها النقدية ضد ممارسات السلطة، وتستمر الأمور على هذه الشاكلة منذ نحو 9 أعوام، وهي قالت مؤخرًا  " الكاتب المأجور هو من يغير مواقفه حسب الطلب، ونحن لن نتوقف"

والأسيرة لمى خاطر (42 عامًا) محللة سياسية وإعلامية وكاتبة في مجالي الأدب والسياسة في عدد من الصحف ومواقع الإنترنت، وهي من مواليد مدينة رام الله (1976)، وتقيم بمدينة الخليل،  حاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من كلية الآداب في جامعة الخليل، درست وتشتهر بكتاباتها المؤيدة للمقاومة.