شبكة قدس الإخبارية

أزمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".. مالية أم سياسية؟

أحمد قنن

غزة - خاص قدس الإخبارية: فجرت قنابل الصوت التي ألقاها الحرس الشخصي لمدير عمليات الأونروا ماتياس شمالي على مئات الموظفين خلال احتشادهم داخل أحد المقرات بمدينة غزة، الأزمة المتفاقمة وحالة الاحتقان في صفوف موظفي المؤسسة الأممية.

وسجلت الحادثة التي وقعت، ظهر الاثنين، خلال تواجد الموظفين واعتصامهم رفضاً للتقليصات المتداولة الخاصة بملف الموظفين العاملين ضمن برامج الطوارئ وغيرها من البرامج التابعة لوكالة الغوث في قطاع غزة.

ويخشى الفلسطينيين وتحديداً موظفي أونروا أن تشكل الحادثة الأخيرة والتي تعد سابقة في تاريخ المؤسسة الأممية بداية لاتخاذ إجراءات وقرارات تعسفية بحقهم، في الوقت التي تعالت الأصوات فيه بضرورة رحيل شمالي من منصبه.

بدوره، يقول رئيس قطاع المعلمين في اتحاد الموظفين بغزة محمود حمدان لـ"قدس الإخبارية" إن قرار "الأونروا" الرامي إلى فصل حوالي 1000 موظف في سابقة لا توجد إلا في شريعة الغاب، يعتبر أمرًا مرفوضًا بالمطلق.

"قطع الأرزاق من قطع الأعناق"، جملة حمدان وعلامات الغضب بارزة على ملامح وجهه تتعارض مع شعار الأونروا المعلن "الكرامة لا تقدر بثمن" والتي هي الآن من يدوسها تحت الأقدام، الأمر الذي قد يتدحرج في حين استمرت السياسات العنصرية المرتكبة بحق موظفي الأونروا.

ويستنكر حمدان، إقدام الوكالة على اتخاذ هذا القرار في ظل تفشي البطالة بين أوساط المجتمع الغزي، مستدركًا: "فتحنا الحوار مع إدارة الوكالة لأي معطيات ووضعنا حلول خلاقة لأجل ألا يفصل أحد الموظفين لكن دون جدوى ونشك بأن الأمر سياسي بحت".

معدلات الفقر

من جانبه يوضح رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار جمال الخضري، أن نسبة الفقر في قطاع غزة وصلت إلى80 % والبطالة 60% في صفوف الشباب، "وفق آخر إحصائية" صادر في الفترة الأخيرة.

ويشير الخضري لـ "قدس الإخبارية"، إلى أن مليون لاجئ يتلقون مساعدات إنسانية من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".

مواجهة صفقة القرن

من جانبه، يقول رئيس اتحاد الموظفين في الأونروا أمير المسحال إن فصل أعداد من الموظفين سيؤدي إلى إشعال فتيل الأزمة في قطاع غزة، محذرًا إدارة الوكالة من الاستمرار في "تقليص خدماتها".

ويضيف المسحال خلال كلمة له في الوقفة الاحتجاجية: " أن الموظفين لن يسمحوا بمرور صفقة القرن التي تهدف لتصفية قضية اللاجئين، وإلغاء أونروا، والسيطرة على القدس"، مشددًا على أنهم ماضون في حراكهم وسيقفون في وجه كافة المؤامرات.

وتابع: " نرفض نظام العمل الجزئي، ونرفض سياسة الفصل أو تمديد عقود العمل حتّى نهاية العام فقط وإن كانت الأزمة سياسية فنطالب بإبلاغنا من أجل اللجوء إلى الشارع الفلسطيني وعمل ما يلزم"، مستحضرًا أنه تم مؤخرًا إغلاق برنامج الصحة النفسية والذي يقدّم خدماته المباشرة للاجئين الفلسطينيين، ويعمل به نحو 430 موظفًا.

اعتصام وليس محاصرة

من جانبه يقول أحد المعتصمين لـ "قدس الإخبارية"، أنهم لم يحاصروا مكتب مدير العمليات "ماتياس شمالي" بل ما يجري هو اعتصام أمام مكتبه حتى يتم التراجع وبشكل نهائي عن قرار إنهاء عمل الموظفين في برنامج الطوارئ".

ويشير إلى أن ذلك، أحدث حالة من الإرباك وعرقل عمل الموظفين وسط إصرار من المعتصمين على ضرورة البقاء وعدم المغادرة حتى يتم التراجع عن القرار.

الاحتلال المستفيد

من جهته، يقول المختص في شؤون اللاجئين حسام أحمد إن الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد الأول من تقليص خدمات الأونروا، خصوصاً وأن هناك خطة أمريكية إسرائيلية هدفها التضييق على غزة وإحكام الحصار عليها.

ويؤكد أحمد خلال حديثه مع "قدس الإخبارية"، أن الطريق الوحيد للخروج من ذلك المأزق هو إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وإعادة بناء منظمة التحرير، بهدف التصدي للمشروع الأمريكي والإسرائيلي الهادف لتصفية القضية الفلسطينية.

وكان اتحاد موظفي "الأونروا" بغزة أصدر بياناً في وقت سابقاً قال فيه إنه "سيتم إبلاغ 13% من الموظفين العاملين على بند الطوارئ بالاستغناء عنهم، وما نسبته 57% بدوام جزئي والباقي سيتم توزيعهم على البرامج الأخرى".

وأشار البيان، إلى أن ذلك سيكون حتى نهاية العام الحالي مع عدم وجود أي ضمانات للاستمرار بعد نهاية العام، وأنه سيتم توزيع هذه الرسائل عبر بوابة الموظفين ومن خلال مدراء الدوائر، مطالبًا كافة الموظفين المهددين والعاملين على بند الطوارئ بعدم استلام الرسائل كخطوة احتجاجية على تلك القرارات المجحفة.

  [gallery size="full" ids="154419,154420,154421"]