شبكة قدس الإخبارية

إدانة واسعة ومطالبات بحراك شعبي للتصدي لاقتحامات الأقصى

هيئة التحرير

رام الله - قدس الإخبارية: سجل اقتحام مئات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، اليوم الأحد، حالة غضب واسعة في صفوف الفلسطينيين.

وأصدرت الفصائل الفلسطينية والأردن وبعض الشخصيات مواقفاً أدانت فيه عمليات الاقتحام الجماعية التي جرت تحت حماية قوات وشرطة الاحتلال الإسرائيلي.

في السياق، قدمت الأردن مذكرة احتجاج دبلوماسية إلى وزارة خارجية الاحتلال، بشأن الانتهاكات ضد المسجد الأقصى، في مدينة القدس المحتلة.

وأدانت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات، الانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية المستمرة ضد المسجد الأقصى المبارك، خاصة الاقتحامات الاستفزازية للمتطرفين والمستوطنين التي جرت اليوم بأعداد كبيرة إلى باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال.

وأوضحت غنيمات أن سفارة الأردن في تل أبيب قدمت مذكرة احتجاج دبلوماسية لوزارة الخارجية الإسرائيلية صباح اليوم تُعبّر عن إدانة المملكة الشديدة لهذه الانتهاكات، وطالبت بوقفها فوراً.

وحمّلت غنيمات حكومة الاحتلال، كامل المسؤولية عن سلامة المسجد الأقصى المبارك والانتهاكات التي تُرتكب ضده من الجماعات المتطرفة والمستوطنين، مؤكدة ضرورة التوقف الفوري عن مثل هذه الإجراءات الاستفزازية وغير القانونية.

من جانبه، قال وزير الأوقاف والشئون الدينية، يوسف ادعيس، إن سماح قوات الاحتلال اقتحامات اليهود المتطرفين للمسجد الأقصى مثل سكب الزيت على النار.

وأكد ادعيس أن الاحتلال يريد أن تشعل المنطقة لتصل إلى حد حرباً دينية، وخاصة أن المسجد الأقصى يتعلق بعقيدة كل المسلمين أينما كانوا.

وأضاف ادعيس  أن تشجيع الاحتلال للمستوطنين باقتحام الأقصى يؤكد أن الاحتلال يريد أن يحرق المنطقة برمتها ويقودها إلى حرب دينية لا يُحمد عقباها، متابعاً أن تجاهل المجتمع الدولي في تحمل مسئوليته يجعل الاحتلال يزيد في الاقتحامات اليومية في حق المقدسات الإسلامية والمسيحية.

بدورها اعتبرت حركة حماس  أن ما جرى في الأقصى اليوم من اقتحام أعداد غير مسبوقة لباحاته سيكون له تداعيات كبيرة على الاحتلال، مشيرا إلى أن الشعب والمقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه الجريمة.

وقال القيادي في الحركة عبد الحكيم حنيني إن استباحة الأقصى من قبل مستوطنين متطرفين وقيادات في أحزاب متطرفة في دولة الاحتلال هو استهتار بمشاعر المسلمين كافة، مبينًا أن الجمعيات الاستيطانية المتطرفة تجرأت على الأقصى بعد قرار نتنياهو بالسماح لأعضاء كنيست الاحتلال باقتحام الأقصى.

ودعا حنيني جماهير الشعب الفلسطيني للتصدي لاقتحامات المستوطنين والتوجه الفوري للمسجد الأقصى، ومؤازرة المرابطين فيه، مطالباً بحراك واسع في وجه الاحتلال والانتفاض في كل الأراضي الفلسطينية، حتى يعلم أن الأقصى سيبقى خطًا أحمر لن نسمح له بتجاوزه وفرض واقع جديد فيه.

في السياق ذاته، قالت حركة فتح إن الهجمة "المسعورة" على المسجد الأقصي وجرائم الاحتلال المتواصلة في المدينة المقدسة ستفشل في تغيير الحقيقة الأبدية أن القدس للفلسطينيين عاصمتهم منذ مهد الحضارة الكنعانية قبل عبور "بني إسرائيل" العابر من البلاد.

وأضافت الحركة  في بيان للمتحدث باسمها الدكتور عاطف ابو سيف،: "أن الهيكل المزعوم لم يكن ولم يخرب ولن يكون لأن البلاد لأصحابها، وحدهم من عمروها ووحدهم من سيبقون عليها، وليست كل القصص والخرافات حول اي شيء اخر الا من اساطير وتاليف العقل الاستعماري". وأكد أبو سيف أن الاحتلال سيفشل كما فشل قبله كل حملات الاستعمار وسيرحل كما رحل كل الغزاة، أما أصحاب الارض ومن تشكلت وجوههم من طينها وجبلت ايديهم معالمها فباقون حتى تقوم القيامة.

من جانبها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم الأحد، أن "ما ترتكبه عصابات الشر الاستيطاني من اقتحام لساحات المسجد الأقصى المبارك عدوان خطير، يمس كل مسلم وكل عربي وكل فلسطيني".

وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان صحافي إن الذين يهرعون لإنقاذ الاحتلال من مأزق مسيرات العودة ، عليهم أن يدركوا أن ما ترتكبه حكومة الإرهاب "الإسرائيلي" بحق القدس والأقصى لا يمكن أبداً السكوت عنه وأن استمرار العدوان على الأقصى سيؤدي إلى تصعيد كبير سيصل إلى كل مكان.

وشددت الحركة، على أن ما يجري من اقتحامات يهودية للأقصى يستدعي تحركاً عاجلاً ، وأن هدف مواجهة هذه الاقتحامات والتصدي لها، هو هدف يقع في صلب عمل حركة النضال الفلسطيني بكل أشكالها.

وبينت الحركة، أن مسيرات العودة وما تضمنته من أدوات وأشكال نضالية مشروعة ليست بعيدة في أهدافها ووسائلها عن الانتصار للمسجد الأقصى المبارك ومواجهة الاقتحامات التي يتعرض لها خلال ما يعرف بمواسم الأعياد اليهودية.

إلى ذلك، حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من خطورة إقدام مئات المستوطنين على اقتحام المسجد الأقصى صباح اليوم في ذكرى ما يُسمى " خراب الهيكل".

 وأكدت الجبهة في بيان صحافي  أن هذه الاستباحة المتكررة للمسجد الأقصى وبالعدد الكبير من المستوطنين وتحت حماية أفراد شرطة الاحتلال هو تجسيد عملي لقانون " القومية" العنصري الذي أقره  برلمان الاحتلال قبل عدة أيام، والذي يسعى ضمن أهدافه إلى تكريس سياسات التهويد، ومحاولات حرف مجرى الصراع وتحويله من صراع سياسي وجودي إلى صراع ديني يخدم مخططاته الاحتلالية العنصرية. وقالت الجبهة إنه على ضوء التصعيد الإسرائيلي الأخير وبعد إقرار برلمان العدو قانون " القومية" فإنه من الواضح أن هناك قرار من أعلى الدوائر السياسية الإسرائيلية بالقيام بإجراءات تصعيدية متسارعة تسعى لخلق وقائع جديدة على الأرض تصب في خدمة مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية والتي تستهدف الهوية والمقدسات الوطنية والوجود والحق الفلسطيني. ودعت الجبهة إلى توحيد كل الجهود الوطنية والشعبية لمواجهة هذه الانتهاكات والممارسات الإجرامية خصوصاً بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى والخان الأحمر، وهو ما يتطلب المضي قدماً في جهود استعادة الوحدة وإنجاز المصالحة، وفي تنفيذ القرارات الوطنية المتعلقة بسحب الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي وإلغاء اتفاقية أوسلو ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية على مرجعية وطنية كفاحية ديمقراطية، وبما يمهد لصوغ إستراتيجية وطنية جديدة لمواجهة التحديات والمخاطر التي تستهدف قضيتنا.