شبكة قدس الإخبارية

غزة.. رياح الهدنة تواجه شبح الحرب

هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: من جديد عادت التهدئة لتزيح شبح الحرب الواسعة عن قطاع غزة بالرغم من حالة الحذر والقلق الدائرة عند كل الأطراف من أن يبددها حدث نوعي ما في أي لحظة، خصوصاً بعد جولة التصعيد الأخيرة التي تمكنت خلالها المقاومة من تعزيز معادلة الدم بالدم إلى جانب معادلة القصف بالقصف.

ويبدو المشهد حالياً معقداً للغاية في كيفية الحفاظ على حالة الهدوء على الرغم من بقاء مسببات التصعيد المتمثلة في الحصار الإسرائيلي الذي يقترب من نهاية عامه الثاني عشر إضافة لاستمرار مسيرات العودة الكبرى والبالونات الحارقة والطائرات الورقية رفضاً لاستمرار هذا الواقع.

ويجمع مراقبون على أن الواقع في غزة ما يزال معقداً ومقلقاً سيما في ظل بقاء عوامل التصعيد وأسبابه إلى جانب اختراق الاحتلال المتكرر للتهدئة في ظل فشله في التعامل مع الحراك الشعبي المتمثل في مسيرات العودة أو حتى البالونات الحارقة المشتعلة.

مقلق جداً

ويصف الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف في حديثه لـ "قدس الإخبارية" الواقع والوضع في غزة بالمقلق جداً وأن الأوضاع حالياً حذرة خشية من أن يقوم الاحتلال بأي عمل عسكري ضد غزة خصوصاً وأنه يسعى لجر المقاومة إلى مواجهة في الوقت الذي تحاول هي تجنيب الشعب الفلسطيني ذلك.

ويقول الصواف إن الوسطاء يتدخلون للحيلولة دون أي مواجهة واسعة لأن المنطقة لا تحتمل وهناك بعض المشاريع سياسية بحاجة إلى تمرير وهو شيء لن يحدث في حال وقعت حرب، مضيفاً: "لذلك جاءت المساعي السريعة حتى يتاح العمل لهذه المشاريع".

ويؤكد على أن الاحتلال لن يتردد في التصعيد ضد القطاع أو خرق الهدنة، في الوقت الذي لن تصمت المقاومة أو تقف مكتوفة الأيدي خصوصاً وأن قوانين المقاومة أضحت واضحة ومعادلتها التي رسختها القائمة على أن القصف يقابله القصف.

ويضيف: "أعتقد أن الاحتلال لا يحترم قواعد اللعبة فلو احترمها لن تقوم المقاومة بخرق، ولا أعتقد أن الاحتلال يلتزم بالتهدئة وعندما تتاح الفرصة من الممكن أن يقوم بخرقة التهدئة فهو يحاول كسر المعادلات التي عملت المقاومة على ترسيخها في الفترة الماضية.

أسباب التصعيد قائمة

من جانبه، رأى الباحث في الشأن العسكري رامي أبو زبيده أن طي جولة التصعيد الأخيرة لا يعني الانتهاء الكامل، خصوصاً وأن أسباب التصعيد ما تزال قائمة مع إرادة الاحتلال البقاء ضمن معادلة الهجوم التي يتبنها قائد أركان جيش الاحتلال غادي أيزنكوت الخروج للمواجهات في فترات ما بعد الحروب.

وقال أبو زبيده لـ "قدس الإخبارية" إن الاحتلال يدرك أن الخيار العسكري الواسع لن يحقق شيئياً على الأرض بالنسبة للاحتلال مع غياب الهدف الاستراتيجي، خصوصاً وأن الاحتلال فشل في تغيير المعادلة الجديدة التي رستخها المقاومة وفشل الاحتلال في إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه في السابق.

وأضاف قائلاً: "المقاومة لم تنتهك تفاهمات التهدئة، وما جرى من عملية القنص على حدود غزة كان بمثابة وفاء بما التزمت بما توعدت به على تجرء العدو من قصف واستهداف عناصرها على حدود غزة"، مشيراً إلى أن المقاومة أضافت ملامح معادلة جديدة وسجلت نقطة جديدة لصالحها.

واستطرد قائلاً: "كنا في معادلة القصف بالقصف ووصلنا الدم بالدم والآن تتصاعد وبتنا أمام استهدافات مباشرة ونحن في مرحلة عض الأصابع ومن يبدع الآن هو من يستطيع فرض معادلته"، مؤكداً على أن المسببات للواقع الحالي ما تزال قائمة مع استمرار الأوضاع الحالية.

ويعتبر أن أن الأطراف كلها مقتنعة بعدم الذهاب للحرب الشاملة ولا يوجد عند الاحتلال أهداف استراتيجية لشن حرب وكذلك المقاومة غير معنية في ظل البيئة الحالية والانهاك للبيئة الحاضنة.