شبكة قدس الإخبارية

القناص الحفيد

بلال شلش

قناص غزة اليوم بسلاحه وفعله، امتداد لجده الذي كان مستحكمًا في الجبالية وتل الريش وأبو كبير والمنشية وجبهات يافا الأخرى، أدناه اقتباسات من كتابي المقبل: "يافا دمٌ على حجر.. حامية يافا وفعلها العسكري: دراسة ووثائق (كانون الأول/ديسمبر 1947- نيسان/أبريل 1948)"، حول عمليات القنص التي كانت تشهدها المدينة وحدودها خلال شهور الاشتباك.

 [الاقتباس الأول]

وتنوعت مظاهر المواجهة بين اشتباكات مسلحة متقطعة كانت تحدث بشكل شبه يومي، وعمليات القنص التي كانت الحدث الأبرز خلال أسابيع المعارك الأولى. ويُظهر ملخص اجتماع قيادة "الهاغاناه" في منطقة تل أبيب، نهاية عام 1947، مهارة القناصة العرب وتأثير عملياتهم التي استهدفت عددًا من شوارع تل أبيب والأحياء الصهيونية المجاورة ليافا، كشارع هيرقون [الموقع رقم 3 على الخريطة رقم 2]، وشارع سلمة [الموقع رقم 17 على الخريطة رقم 1]، وشارع هرتسل [الموقع رقم 4 على الخريطة رقم 1 ورقم 32 على الخريطة رقم 2]، وشارع هعليا [الموقع رقم 3 على الخريطة رقم 1] .

 [الاقتباس الثاني]

ويُلحظ، بالنظر إلى إحصاءات خسائر العدو الأولية، أنّ عمليات القنص كانت من أكثر العمليات تأثيرًا، على الرغم من مساعي العدو للحد من قدرة القناصين باستهداف مواقعهم، كما حصل في الجبالية باستهداف استحكام "دار عيد الشقرا"، أو ببناء جدُر وتحصينات رملية في الشوارع لحجب الرؤية عن القناصين، أو استحداث خطوط مواصلات جديدة تجاوز التحصينات العربية، كما أُشير لذلك سابقًا. فوفقًا لإحصائية سجلتها "الإيتسل" للإصابات في منطقة تل أبيب وجوارها نتيجة لعمليات القنص العربية، سُجّلت 153 إصابة في شهر كانون الأول/ديسمبر 1947، كان من بينها 42 قتيلًا، و72 إصابة في شهر كانون الثاني/يناير 1948، كان من بينها 10 قتلى.

وبحلول شهر شباط/فبراير، سُجّلت 266 إصابة كان من بينها سقوط 34 قتيلًا. وتراجع عدد الخسائر نسبيًا في شهر آذار/مارس بالتزامن مع استهداف الصهاينة لعدد من المواقع العربية في هجمات مركزية، ليسجّل 165 إصابة من بينها 23 قتيلًا. لكن سجّل شهر نيسان/أبريل رقمًا قياسيًا في إصابات عمليات القنص العربية –كما هو مُبيّن في الشكل رقم (02-01)، إذ سجّل وقوع 371 إصابة، من بينها 62 قتيلًا.

ووفقًا لهذه الإحصائية فإنّ الإصابات الناجمة عن عمليات القنص العربية على مدار أشهر الاشتباك في مدينة يافا بلغت 1,027 شخصًا، قُتل منهم 171 شخصًا . وبالإضافة إلى إحصائية القنص هذه، سجّلت بعض المصادر الصهيونية قتل 46 من مجندي "الهاغاناه" في معارك يافا خلال الفترة (1 شباط/فبراير- نهاية 24 نيسان/أبريل) ، سقط جزء كبير منهم في الاشتباكات اليومية، وُثّق معظمهم في هوامش تقارير الموقف اليومي للجبهات، بالاعتماد على قوائم "الهاغاناه" ووزارة الدفاع الإسرائيلية.

* الصورة: استحكام تل الريش الرئيس الذي كان يسيطر ناريًا على كل الجوار الصهيوني، وكان أحد مواقع القناصة العرب الأبرز؛ والثانية للحفيد في غزة.