شبكة قدس الإخبارية

معاريف: قيادتنا لا تملك تكتيكًا لمواجهة استراتيجية حماس الذكية

هيئة التحرير

ترجمات عبرية- قُدس الإخبارية: أكد المعلق العسكري لصحيفة "معاريف" يوسي ميلمان، أن المستوى السياسي في دولة الاحتلال لا يقدم أي تكتيك دفاعي لاستعادة الهدوء مع قطاع غزة، مقابل الاستراتيجية التي تنفذها حماس منذ بداية مسيرات العودة، وهي الاستراتيجية التي وصفها بأنها ناجحة وذكية.

وبدأ جيش الاحتلال مؤخرًا تنفيذ تدريبات قالت مصادر إسرائيلية إنها تأتي استعدادًا لأي حرب قد تندلع مع قطاع غزة، لكن ميلمان رآها استعراضًا للعلاقات العامة، وفرصة استغلها السياسيون للتصوير، مشيرًا إلى مشاركة عدد كبير من الشخصيات العسكرية، إضافة لوزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، وقد وصف ذلك بأنه "أحد الأحداث المفضلة للسياسيين".

وبيّن ميلمان أن هذه التدريبات والمناورات تم الترتيب لها قبل عدة أشهر كجزء من برنامج التدريب متعدد السنوات لجيش الاحتلال، "لكن توقيته يخدم المستويات السياسية والعسكرية، فالمخطط والسيناريو الذي يحاكيه التدريب هو احتلال غزة" وفق قوله.

وأكد أن وحدات الحرب النفسية في قسم الاستخبارات "أمان" تستغل التوقيت، وتحركات أخرى مثل نشر القبة الحديدية، لنقل رسالة مفادها أن "إسرائيل" جاهزة للحرب التي ستشمل توغلاً بريًا في غزة، مضيفًا، "السؤال الآن، إذا ما كان قد تم استيعاب هذه الرسالة على الجانب الآخر".

وأشار ميلمان إلى زيارة نتنياهو الأخيرة لـ"فرقة غزة" في جيش الاحتلال، وتصريحاته خلال ذلك، متسائلاً إن كان نتنياهو وليبرمان في الوقت الذي يحاولان فيه إظهار قوة إسرائيل، يحاولان أيضًا طلب الدعم والإسناد.

ووصف ميلمان مسيرات العودة بأنها "حرب استنزاف"، معتبرًا أن حماس تُدير معركة ذكية، وتعمل بناء على تقديرات بأن إسرائيل لا تريد الحرب بل تخاف منها، مضيفًا أن حماس أيضًا لا تريد مواجهة عسكرية، لكنها تدرك أنها وجدت فرصة ذهبية للاستفادة من التصعيد لتحقيق إنجازات سياسية - اقتصادية، ورفع حصار غزة، وتدفق المليارات الى غزة، والنظر في محنة السكان والسماح لها لتطوير قدراتها العسكرية.

ورأى أنه مقابل "استراتيجية السير على حافة الهاوية التي تنتهجها حماس بنجاح"، لا يتخذ المستوى السياسي في إسرائيل رؤية أو استراتيجية خاصة به، سوى التكتيكات الدفاعية لاستعادة الهدوء والحفاظ على الوضع الراهن الذي كان سائدًا قبل ثلاثة أشهر ونصف.

ووصف ميلمان الوضع بأنه "متفجر جدًا إلى حد الشك في أن لدى أحد من المخابرات الإسرائيلية، سواء في مستوياتها السياسية أو بين الخبراء، من يستطيع تقييم ما إذا كان الطرفان يتوجهان نحو الهدوء أو المواجهة".

واعتبر أن الجواب على هذا السؤال سيظهر يوم الجمعة المقبلة، بعد أن يتبين ما إذا كان عدد البالونات الحارقة التي ستُطلق من قطاع غزة سينخفض أم يبقى على ما هو عليه، قائلًا "إذا استمرت الحقول والغابات بالاحتراق، سيضطر المستوى السياسي - الذي بدأ يفقد رباطة جأشه - لتوجيه الأوامر للجيش أن يذهب لجولة أخرى من الحرب".