شبكة قدس الإخبارية

جريحان من قطاع غزة يُمارسان مهنتهما على قدم وعكاز

أحمد قنن

غزة- خاص قُدس الإخبارية: اثنان من مصابي مسيرة العودة في قطاع غزة يمزُجان الألم بالأمل لينعما بحياة كريمة؛ فذاك الوجع الكامن في جسديهما يضاهيه إصرارهما على ممارسة مهنتهما رغم الإصابة، جاهديْن بذلك لتوفير لقمة عيشهما، وليؤكدا للعالم، أنّهما يبحثان عن الحياة كلما استطاعا إليها سبيلًا.

الصياد الفلسطيني رامي الشريف (32 عامًا) سكان مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، يحمل أدوات صيده البدائية وفتات طعامه وأحلامه ليمارس مهنته الأم التي ورثها عن أجداده، رغم إصابته بالقدم أثناء مشاركته بفعاليات مسيرة العودة قرب موقع "ملكة" شرق مدينة غزة، خلال محاولته رفع العلم الفلسطيني على السياج الحدودي شرقًا.

"تأمين قوت يوم أسرتي من خلال ممارسة المهنة المغموسة بالدماء، أسمى من الجلوس في زوايا المنزل متحسرًا على شبابي الذي حاول إهداره رصاص الاحتلال"، قالها الشريف بينما تعج تفاصيل الألم والوجع في ثنايا وجهه أثناء ملامسته لقدمه المصابة.

وأضاف لـ"قُدس الإخبارية"، "من المعهود على مهنة الصيد أنها مهنة المتاعب والمصاعب فمن ناحية نجابه شبح الاحتلال الإسرائيلي ومن ناحية أخرى نوطد علاقتنا الوثيقة بالبحر بعطائه وغدره بمده وجزره دون أية ضمانات مسبقة، فما بالكم بمن يمارسها رغم الإصابة محاولاً البحث عن قوت أسرته رغم انعدام الحياة من حوله".

وأكد الشريف، أن وضعه الصحي يزداد سوءًا من يوم لآخر؛ نتيجة تردي الوضع الصحي في القطاع بفعل الحصار الإسرائيلي الخانق، مناشدًا كل رؤساء العالم والفصائل الفلسطينية بضرورة النظر لحالته بعين الاعتبار، ومساعدته لتوفير أدنى مقومات الحياة التي باتت معدومة في جدران منزله.

قدم وعكاز

إلى ذلك، وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، يمارس الجريح محمود أبو شاويش (27 عامًا) مهنة "الحلاقة"، لتأمين مصاريفه الضرورية بما فيها سعر الدواء ليتعافى ويتمكن من العودة لعمله وبشكل طبيعي، عقب إصابته التي أدت لتقطيع أعصاب في قدمه اليسرى.

ويقول أبو شاويش لـ "قدس الإخبارية"، "عشر سنوات مارست فيها مهنتي المحببة، وكوّنت خلالها عددًا لا بأس به من الزبائن، فلو غبت عنهم سأحدث فراغًا لديهم، بحيث يعتبرونني وبالرغم من إصابتي الحلاق المفضل لديهم؛ لذلك عدت لعملي، وأعمل جاهدًا لإرضائهم غير آبهٍ لإصابتي".

ويضيف أبو شاويش: "أمارس مهنتي واقفًا على قدم وعكاز وبحذرٍ تام، محاولاً بذلك توفير ما يؤمن لأسرتي الحياة الكريمة، فتوفير لقمة العيش ليست هينًا، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها".

وأشار في حديثه إلى أنه ينتظر كغيره الآلاف، فرصةً للعلاج في الخارج، في وقت لا تلبي فيه الجهات الرسمية، أقل حقوق الإنسان، أهمها توفير العلاج الموائم، إضافة إلى الحصار المرتكب بحق سكان القطاع من قبل سلطات الاحتلال، مناشدًا كل مسئول بضرورة مساعدته كي لا يفقد جزءًا مهمًا من جسده.

وانطلقت مسيرات العودة الكبرى على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، منذ 30 آذار الماضي، تزامنًا مع ذكرى يوم الأرض، وتأكيدًا على حق العودة لأراضينا المحتلة عام 1948م وبهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 11 عامًا على التوالي.