شبكة قدس الإخبارية

شاهد| الطفولة في غزة.. من تحدي الأندومي إلى تحدي الصواريخ

هيئة التحرير

 غزة - خاص قدس الإخبارية: لم يلبث الأطفال الثلاثة سما وليان ووليد البدء بلعبة التحدي الجديدة، حتى زجوا في تحدي حقيقي وقفوا فيه أمام صواريخ الاحتلال، ليركض ثلاثتهم إلى حضن والدتهم باحثين عن آمان، وقد علت أصوات بكائهم وخوفهم مكان أصوات الضحك واللعب التي كان تعج في منزلهم القريب من ساحة الكتيبة غربي مدينة غزة.

سما بسام حبوش (11 عاما) كانت تخوض لعبة التحدي المتداولة بين الأطفال، وقد اختارت وشقيقها ليان( 9 أعوام) ووليد (6 أعوام) أن يكون التحدي هذه المرة بتناول "الأندومي" الحارق، إلا أن الفيديو لم يسجل هذه اللعبة بل حفظ خوفاً تملك الأطفال أثناء سقوط الصواريخ، قبل أن يركضوا من أمام الفيديو وهما يصرخون ويبكون باحثين عن والدتهم. سما تقول لـ قدس الإخبارية، "كنا نلعب تحدي الأندومي ونصوره كما يعمل كل الأطفال وفجأة وقع القصف.. خفنا كثيراً وذهبنا إلى ماما"، وتتابع، "الصوت كان قوي جدا، الشبابيك كانت تهتز وكادت أن تسقط.. لقد كان القصف قريب جداً".

واستشهد الطفلان أمير النمرة 15 عاماً ولؤي كحيل 16 عاماً وأصيب آخرين خلال قصف الاحتلال مبنى الكتيبة غربي مدينة غزة، الذي كان يشهد قبل يومين تجمهر شعبي كبير أثناء عرض مباريات كأس العالم على شاشات عرض كبيرة.

ليست المرة الأولى التي تسمع سما وأشقائها أصوات القصف، ولكن طفولتهم ترفض تقبلها كأمر اعتيادي، "دائما نسمع صوت القصف وفي كل مرة نخاف كثيراً.. هذه المرة شعرنا برعب كبير".

الخوف من صواريخ الاحتلال لم يفارق سما وأشقائها، فلم تستطع سما النوم طيلة ساعات الليل، وكلما غفت جفونها أيقظتها مجدداً كوابيس الاحتلال وصواريخه، "بقيت مستيقظة طيلة ساعات الليل.. أيقظت أمي عدة مرات وأخبرتها أنني خائفة كثيراً.. صوت الطائرات لم تدعي أنام".

الطفلة سما التي ما زالت خائفة من قصف الاحتلال، لا تتمنى أن تغادر غزة وتتركها، فيما حلمها الوحيد أن تزور القدس وتصلي في المسجد الأقصى، "من حقنا أن نلعب مثل كل أطفال العالم.. من حقنا أن يرفع الاحتلال الحصار عن غزة، ومن حقنا أن نستطيع الوصول إلى القدس والصلاة في المسجد الأقصى".

سمير حبوش جدة الأطفال الثلاث قالت لـ قدس الإخبارية، إن الفيديو الذي وثق الخوف في عيون أطفالهم ثم بكائهم وصراخهم يختصر كل الكلام الذي يمكن أن يقال، "سما وليان ووليد كانوا يلعبون ويصورهم لعبتهم من خلال الهاتف وعندما وقع القصف ركضوا وتركوا الهاتف يسجل لحظات خوفهم وبكائهم".

وأكدت حبوش على أن الأطفال بقوا في حالة من الرعب والخوف لساعات طويلة، "وليد بقي يبكي طوال الوقت حتى ساعة متأخرة من الليل، ولم يقبل أن يفارق والدته وبقي في حضنها"، مشيرة إلى أن القصف كان قريب من بيتهم ما أدى لاهتزازه دون أن يلحق أضراراً فيه.

وتبين أن الأمهات والنساء في غزة تقع عليهم دائما مسؤولية انتشال أطفالهن من الخوف الذي يلحق بهم بعد كل قصف يشنه الاحتلال على غزة، "الأمهات دائما تحضن أطفالها وتوفر لهم الأمان وتحاول أن تهدأ من خوفهم وترفع معنوياتهم بكلمات تراعي طفولتهم".