شبكة قدس الإخبارية

تصعيد غزة.. موجة محدودة أم بداية مواجهة شاملة؟

هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: أكدت المقاومة الفلسطينية مرة أخرى على احتفاظها بمعادلة "القصف بالقصف.. والدم بالدم"، فتصعيد الاحتلال وقصفه غزة لن يمر مجدداً مرور الكرام، والرد سيكون مماثلاً بقصفها رشقات من الصواريخ ستصل إلى عمق يتعدى 17 كيلو متراً في فلسطين المحتلة، ما يشير إلى تطور كبير في قدرات المقاومة.

فبعد ليلة من التصعيد تبعها ساعات محدودة من الهدوء، عاد تصعيد الاحتلال على قطاع غزة ليسيطر على المشهد موقعاً شهيدين من الأطفال كانوا يلعبون في متنزه للعوائل غربي مدينة غزة، إلى جانب عدد من الإصابات فضلاً عن القصف المتكرر لعدد من مواقع المقاومة بغزة.

وشهد القطاع طيلة الساعات الماضية وتحديداً بعيد انتصاف ظهر السبت تركيزاً في قصف الاحتلال يقابله رداً من المقاومة على العدوان المتواصل، فيما يجمع مراقبون على أن التصعيد حالي سيبقى محدوداً وفي إطار لن يصل مرحلة الحرب خصوصاً وأن الاحتلال والمقاومة غير معنيان بالدخول في مواجهة مفتوحة تصل لمرحلة الحرب في الوقت الراهن.

الباحث في الشأن العسكري رامي أبو زبيده قال لـ قدس الإخبارية، إن الاحتلال ومنذ أيام يحاول تضخيم الأحداث الحاصلة على حدود غزة خصوصاً البالونات الحارقة والطائرات الورقية بسبب حالة الضغط الداخلي وكان من الملاحظ حالة التغيير في نهج الاحتلال بطريقة التعامل مع الأحداث.

وأضاف أبو زبيده، "المقاومة في بداية الأحداث فرضت معادلتها والتي أصرت عليها القصف بالقصف والدم بالدم لذلك نحن اليوم وفي ظل عدم قدرة كيان الاحتلال على حالة حرب الاستنزاف غير المعلنة من خلال ما تشهده الحدود من تواصل لإطلاق الطائرات الورقية الحارقة والبالونات المشتعلة يحاول الاحتلال إنهاء هذه المعادلة".

وأشار إلى أن الاحتلال يعيش حالة من الضعف خصوصاً في ظل فرض المقاومة لاستراتيجية القصف بالقصف، واستمرار اطلاق الطائرات الورقية الحارقة والبالونات المشتعلة التي تتعالى النداءات بضرورة العمل على استهداف مطلقيها، مضيفاً: "الاحتلال وقوة ردعه أضحى أضحوكة".

ولفت الباحث في الشأن العسكري إلى أن كيان الاحتلال أمام خيارين، وهما: الدخول في عملية عسكرية كبيرة ستكون مكلفة جداً، أو الدخول في خطوات سريعة وجادة في فك الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، "الطرفان لا يردان الدخول في حرب لكن حافية الهاوية وشد الحبل لعبة خطيرة وستودي بالنتيجة لقطعة".

ليست المرة الأولى

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل قال، إن التصعيد الحالي ليس الأول من نوعه لكنه لا يعني أن هناك تشابهاً مع سابقاته خصوصاً وأنه يأتي في سياق القرار الإسرائيلي الذي بدأ بالتصعيد من خلال اتخاذ قرار بتشديد الحصار على قطاع غزة  قبل أيام.

وأكد عوكل لـ قدس الإخبارية على أن التصعيد الحالي سيبقي محدوداً في ظل عدم رغبة كل الأطراف بالوصول إلى حالة المواجهة الشاملة، معتبراً أن القصف يندرج في إطار إحدى درجات التصعيد الإسرائيلي المعني بإيصال رسائل محددة وأهداف لحظية.

وتابع، "نحن أمام تصعيد محدود ولا اعتقد أننا قريبين من تصعيد كبير وقصف وقصف متبادل والأمر رسائل من قبل طرف للطرف الآخر"، مشيراً إلى أن الاحتلال يريد إنهاء الحالة المتواصلة على الحدود والوصول إلى مرحلة الهدوء وصولاً للتخفيف من حالة الحصار على غزة لكن في إطار شروطه ورؤيته المنسجمة مع التوجهات الأمريكية.