شبكة قدس الإخبارية

هل يشعل قرار إغلاق معبر كرم أبوسالم جبهة غزة؟

هيئة التحرير
غزة - خاص قدس الإخبارية: فتح إعلان الاحتلال الإسرائيلي قراره القاضي بإغلاق معبر كرم أبو سالم المنفذ التجاري الوحيد لها، التكهنات حول طبيعة المشهد خلال الفترة المقبلة خصوصاً في ظل استمرار مسيرة العودة الكبرى على حدود غزة وما يتداول هن تهدئة طويلة الأمد بين الاحتلال وحركة حماس. ويبدو المشهد اليوم مفتوحاً أمام كل السيناريوهات خصوصاً في ظل ما يعانيه أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع الذي لا تزيد مساحته عن 365 كيلو متر مربع، من ظروف معيشية واقتصادية متردية ساهم بها الحصار الإسرائيلي والحروب المتلاحقة عليه. ويخشى أهالي القطاع من أن يكون القرار الإسرائيلي مقدمة نحوة مزيد من الإجراءات الرامية لخنق القطاع من أجل تنفيذ عملية عسكرية كبرى على غرار الحروب السابقة في ظل عجز الاحتلال عن إيقاف مسيرات العودة على الحدود الشرقية التي تفصل غزة عن الأراضي المحتلة عام 1948.

الاحتلال المسؤول

في السياق قالت حركة حماس إن مصادقة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على إجراءات إضافية لتشديد الحصار ومنع دخول  المواد والبضائع إلى غزة جريمة جديدة ضد الإنسانية تضاف إلى سجل الاحتلال الإسرائيلي الأسود. وذكر الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في بيان صادر عنه وصل "قدس الإخبارية" نسخة عنه أن الصمت الإقليمي والدولي على جريمة الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من اثني عشر عاما شجع العدو الإسرائيلي على التمادي في إجراءاته الإجرامية المخالفة لحقوق الإنسان والقوانين الدولية. ودعا برهوم المجتمع الدولي للتحرك الفوري لمنع هذه الجريمة وتداعياتها الخطيرة، ومغادرة الموقف السلبي الصامت، والعمل على إنهاء حصار غزة ووقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق غزة وسكانها، محملاً الاحتلال كل النتائج المترتبة على هذه السياسات الإسرائيلية العنصرية المتطرفة هي حكومة الاحتلال.

إعلان حرب

من جانبه، قال مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب لـ "قدس الإخبارية" إن قرار الاحتلال الإسرائيلي  هو بمثابة إعلان حرب لن تكون المقاومة عاجزة أبداً عن الرد عليه. وأضاف شهاب: "سنوات الحصار الطويل التي عاشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، لم تفلح أبدأ في كسر صموده وزعزعة موقفه الرافض لأي محاولات للمساس بحقوقه وثوابته ولن تفلح سياسات الإرهاب المنظم التي تنتهجها الحكومة الصهيونية بتحقيق أي من الأهداف المرسومة". واستطرد قائلاً: "كما لن يشكل تواطؤ العديد من الأطراف والوفود التي تساوم الشعب الفلسطيني على نضاله وحقوقه مقابل تسهيلات محدودة ، لن يشكل عاملاً في زعزعة ثقة الشعب الفلسطيني بخياراته وبرامجه ومقاومته"، محملاً العالم مسؤولية صمته وعجزه عن لجم سياسات الإرهاب التي ينتهجها الاحتلال وتمادي حكومته وجيشه في العدوان. وشدد الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي على أن حركته لن تتخلى عن مسؤولياتها في الدفاع عن حقوق الشعب والتصدي لكل هذه السياسات العدوانية والرد عليها، متابعاً: "نحن في حالة تنسيق مع القوى والفصائل لتقييم كافة المستجدات بما فيها إجراءات الاحتلال الأخيرة التي نتعامل معها باعتبارها إعلان حرب جديدة على الشعب الفلسطيني".

قرار خطير

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إن القرار يعتبر خطير وهو خطوة تهدف إلى تشديد الحصار على قطاع غزة وفكرة ربط القرار بالطائرات الورقية الحارقة والبالونات المشتعلة لا علاقة له. وأضاف عوكل لـ "قدس الإخبارية" ما يجري هي ضمن ضغوطات مرافقة تشكل جزء من أدوات الادارة الأمريكية من أجل معالجة ما يمكن فصل من فصول صفقة القرن المتعلق بغزة وتحت عنوان الأزمة الإنسانية والتي الآن ستتفاقم كثيراً وتكون مبرراً لتدخلات دولية لتغيير الواقع في قطاع غزة". وتابع: "الجميع يعلم أن هناك واسطات تتحرك بين حماس وإسرائيل وهناك عروض تتحرك والآن نحن في مرحلة الضغط الشديد في اتجاه عزيز مرحلة الانقسام وتحضير غزة كي تكون المكان الخاص بالكيان الفلسطيني المسمى الدولة الفلسطينية". وعن إمكانية أن يؤدي القرار إلى إشعال مواجهة علق عوكل قائلاً: "لا أحد يرغب في تصعيد عسكري لكن اذا ما استعصت الأمور وأضحت هناك شروط صعب قبولها من الممكن أن يكون هناك تصعيد محسوب وليس مواجهة عسكرية شاملة لدرجة الحروب السابقة". ويعتبر أن التصعيد الفلسطيني من الممكن أن يكون عبر الوسيلة المفضلة حالياً وهي العمل الشعبي عبر تكثيف الحضور على الحدود وإقتحامها في بعض الأحيان، مشيراً إلى أن ساعة العذابات الإنسانية بغزة أوشكت على الانتهاء سواء بالمصالحة أو عبر ما يريد الجانب الأمريكي والإسرائيلي فرضه من خلال مؤسسات دولية تعمل على إقامة مشاريع وفتح بوابات لإنعاش الوضع بغزة.