شبكة قدس الإخبارية

أم لشهيدين وثلاثة أسرى ومبعد... في وداع خنساء الخليل

هيئة التحرير

الخليل - خاص قدس الإخبارية: بين زيارات أبنائها الأسرى في سجون الاحتلال وقبور أبنائها الشهداء، قضت صبحية رشدي الفاخوري (73 عاما) سنين عمرها محرومة من أبنائها الخمسة، لتودع صبحية الحياة اليوم  الموافق الرابع من تموز، وقد تعجلت الرحيل شوقاً لأبنائها الشهداء، دون أن تودع أبنائها الأسرى.

صبحية - أم حسن -  والتي تحمل لقب "خنساء الخليل"، هي والدة الشهيدين أحمد القواسمي (15 عاما) الذي قتلته قوات الاحتلال عام 2000، والشهيد مراد القواسمي الذي اغتاله عام 2004، لتلتقي بهم اليوم كما تمنت دوما.

فيما رحلت أم حسن دون أن تودع أبنائها الأسرى الثلاثة حسام وزياد وحسين القواسمي، الذين يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، فيما قضت أم حسن حياتها تزور أبنائها الخمسة في سجون الاحتلال، إذ قضى ابنائها حجازي وحسن سنوات طويلة بين أحكام الاعتقال الإداري والسجن الفعلي.

"أطلب من المقاومة أن تفك أسر أبنائي وخاصة ابني حسام وحسين المحكومين بالسجن المؤبد.. وهو ما أطلبه من الله تحقيقه"، قالت أم حسن في مقابلة سابقة لها، إثر إعلان المقاومة أسر مجموعة من جنود الاحتلال خلال الحرب الأخيرة على غزة، وتابعت أم حسن في مقابلة أخرى، "أقول للمقاومة أدخلوا السرور إلى قلبي.. منذ 25 عاما لم أر أبنائي، استعجلوا في صفقة تحرير  الأسرى أريد أن أفرح برؤية أبنائي قبل أن أموت".

أم حسن التي كانت تعاني عدة أمراض مزمنة، لم يتوانى الاحتلال عن اعتقالها أيضاَ وإخضاعها للتحقيق، فرغم كبر سنها إلا أنه خلال اعتقالها بقيت مقيدة اليدين والقدمين، لتمر في ذات ظروف الاعتقال والتحقيق الصعبة التي حاول ابناءها إخفائها عنه.

وقد تعرضت أم حسن للتحقيق مكثف في أقبية سجن عسقلان لمدة يوم كامل، لتنقل إثر الإفراج عنها إلى المشفى مباشرة، إذ طرأ تدهور على صحتها جراء حرمانها من قبل الاحتلال من تناول الدواء والماء.

فيما هدم الاحتلال خمسة منازل لأبنائها الأسرى، قبل أن يصدر بحقهم أحكاماً بالسجن المؤبد، وخاصة الأسير القيادي حسام القواسمي (40 عامًا) الذي خطط وشارك في عملية خطف المستوطنين الثلاثة في مدينة الخليل في حزيران 2014، وقد أصدرت بحقه حكماً بالسجن المؤبد ثلاث مرات.

أما الأسير حسين القواسمي والذي اعتقل عام 2011، فقد أصدر الاحتلال بحقهم حكماً بالسجن المؤبد و30 عاما، وذلك بعد تنفيذه عملية فدائىة في القدس المحتلة وتخطيطه لخطف ثلاثة من جنود الاحتلال ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين، وكان الأسير حسين قضى سابقاً 12 عاماً في سحون الاحتلال.

ويقضى زياد الابن الثلاثة في الأسر لأم حسن، حكماً بالسجن 14 عاماً، وقد تمكن قبل عدة سنوات من إدخال الفرح للقلب أمه بعد تهريبه نطفاً من سجون الاحتلال، ليرزق بتوأم من الذكور، إلى جانب طفلته التي رزق بها قبل عدة شهور من اعتقال.

كما حرم الاحتلال أم حسن من الاجتماع بابنها الأسير المحرر محمود القواسمي بعد انتزع حريته من سجون الاحتلال خلال صفقة وفاء الأحرار، والتي أبعد إثرها إلى قطاع غزة، وقد كانت أم حسن تأمل بصفقة أحرار ثانية مشابهة، ينتزع فيها ابنيها حسام وحسين حريتهم من سجون الاحتلال.