شبكة قدس الإخبارية

عناصر أمن وطني يعتدون على قاضٍ بالخليل.. القصة كاملة

هيئة التحرير

الخليل- قُدس الإخبارية: اعتدى عناصر من الأمن الوطني الفلسطيني، أمس السبت على قاضٍ من الخليل، بالشتم والضرب والاعتقال، بالرغم من كشفه عن هويته وعمله، وهو ما تسبب بإيقافهم وإحالتهم للقضاء العسكري وإقالة قائد المنطقة.

واستنكرت جمعية نادي قضاة فلسطين، ما وصفوه بـ"الاعتداء السافر" على القاضي نبيل النتشة من قبل عناصر من الأمن الوطني، والشروع باعتقاله على خلفية قيامه بالطلب من دورية للأمن الوطني بعدم صدم سيارته، الأمر الذي دفع مجموعة من عناصر هذه الدورية لشتمه ومن ثمّ اللحاق به والاعتداء عليه واعتقاله رغم كشفه عن هويته لهم وعن عمله كقاضي.

كما أعلنت الهيئة الإدارية لجمعية نادي القضاة تعليق العمل طيلة يوم غد الأحد الموافق 10/6/2018 أمام كافة المحاكم النظامية مع التزام القضاة بدوامهم وزيهم الرسمي في مكاتبهم ومع تنظيم وقفة احتجاجية للقضاة أمام جميع المحاكم النظامية من الساعة 11 إلى الساعة 11.30 للتعبير عن رفضنا للمساس بكرامة القاضي والمواطن وللمطالبة بمحاسبة من قاموا بهذا الفعل الشائن وسوف يتابع النادي مع الجهات المختصة لتقرير الخطوات اللاحقة.

وأكدت الجمعية في بيانٍ لها، أنّ حصانة القاضي هي مسألة مرتبطة بحق دستوري ولا يجوز لأي كان التعرض لها مهما علا شأنه، ولذلك فان قيام مجموعة من قوات الأمن الوطني على خلاف القانون بممارسة مهام عسكرية على المدنيين أيا كانت صفاتهم يشكل خروجًا عن قواعد اختصاصهم لاسيما إذا كانت هذه الأفعال واقعة على قاض أو محام.

وأضافت، أن التعامل العنيف والاعتداء اللفظي والبدني على المواطن أيا كانت صفته يشكل جريمة وهدر للحقوق الإنسانية للمواطن الفلسطيني لا ينبغي لهؤلاء العناصر من رجال الأمن الوطني القيام بها لأنّ كرامة المواطن من كرامة الوطن، وكرامة القاضي وكرامة المحامي من أسس سيادة القانون.

كما شددت على احترامها وتقديرها الدائم لعمل قوات الأمن الفلسطينية طالما اتفق ذلك مع القانون، وأن يكون هذا العمل المشين والخارج عن القانون هو عمل فردي ولا يعبر عن أخلاق والتزام العاملين في الأمن الوطني، مطالبة قائد قوات الأمن اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة الفاعلين انضباطيا وإقالة كل من ثبت تورطه بهذا الفعل وندعو القضاء العسكري للوقوف على ملابسات الواقعة وإحالة كل من ثبت تورطه للتحقيق والمحاكمة العادلة أمام الجهات المختصة.

وقالت أيضًا، "نأمل من مجلس القضاء الأعلى مواصلة متابعته للواقعة بصفته صاحب الاختصاص الأصيل والتواصل مع الجهات المختصة بغية ضمان محاسبة الفاعلين وفقا للقانون وبالسرعة القصوى".

إقالة قائد منطقة الخليل

من جهته، أصدر قائد قوات الأمن الوطني اللواء نضال أبو دخان قرارًا بإعفاء قائد منطقة الخليل العميد محمد حسين أبو هيفاء من مهامه كقائد لمنطقة الخليل، إضافة إلى إيقاف 6 من أفراد الأمن الوطني وتحويلهم للقضاء العسكري على خلفية الاعتداء بالضرب على قاض.

وقال الأمن الوطني في بيانٍ له "وقوفًا أمام ما حدث في محافظة الخليل، ليلة السبت، حيث تم الاعتداء على قامة من قامات الوطن، ورمزًا من رموز العدالة القاضي نبيل النتشة المحترم، وحرصًا منا على صون كرامة المواطن والتي نعتبرها خطًا أحمر لا تسمح بالمساس بها، ومهما كانت الأسباب والأعذار فهي ليست مبررًا للاعتداء على أي مواطن بسيط، فكيف إذا كان يحمل صفة قانونية مرموقة نقف جميعًا أمامها باحترام وتقدير عاليين".

وأضاف البيان، "نحن نحمي المواطن ونحرص على صون كرامته وحريته ونعمل في حدود القانون ولسنا فوقه، وإن أخطأنا لدينا الشجاعة لنعتذر، ونحاسب وبناء عليه أرسلنا وفد من قوات الأمن الوطني برئاسة العميد أمين فوالحة مدير الرقابة والتفتيش في الأمن الوطني وقدمنا الاعتذار للقاضي وعائلته وعبرنا عن احترامنا وأسفنا لشخصه الكريم، ما صدر من بعض عناصرنا هو سلوك فردي مخالف للتعليمات المستدامة ولا يعبر عن نهجنا و قيمنا المشهود لها في كافة أرجاء الوطن ومن كافة شرائح المجتمع".

وتقرر بناءً عليه، إعفاء قائد منطقة الخليل العميد محمد حسين أبو هيفاء من مهام عمله، ويوقف أعضاء الدورية التالية أسماءهم عن العمل ويحالوا للقضاء العسكري وهم، "ملازم أول فادي القصراوي، رقيب أول محمد ناصر قرشد، رقيب أول إبراهيم خليل العتيق، رقيب ربيع وليد عيادي، جندي محمد رسمي أبو عليا، جندي حسين عبد الله حديد.