شبكة قدس الإخبارية

مع استمرار عمليات القصف... هل تسعي المقاومة لفرض معادلة جديدة؟

هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: خرجت المقاومة الفلسطينية من صمتها الذي التزمته طيلة الفترة الماضية لتقصف بعشرات القذائف والصواريخ أهدافاً داخل الأراضي المحتلة عام 1948 مكبدة الاحتلال عدداً من الإصابات وخسائر مادية، رافضة لكل التهديدات التي أطلقها قادة الاحتلال.

ومنذ صبيحة الثلاثاء، دكت فصائل المقاومة الفلسطينية هذه الأهداف رداً على استمرار الاحتلال باستهداف للقطاع وغاراته المتكررة على غزة والتي أدت لاستشهاد مقاوم وإصابة آخر، عصر الاثنين، بزعم الرد على عملية تسلل قام بها شبان شمال قطاع غزة.

وأجمع محللون في قراءة ميدانية أولوية لصورة الأوضاع بغزة على أن المقاومة تهدف من وراء الرد الحالي والأكبر من نوعه منذ حرب غزة الأخيرة عام 2014 إلى تثبيت معادلة القصف بالقصف والرد على أي عدوان إسرائيلي على غزة وعدم الاستمرار بسياسة الصمت.

فهم خاطئ

وقال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إن الاحتلال الإسرائيلي فهم الصمت من قبل المقاومة طيلة الفترة التي تلت العدوان الأخيرة عام 2014 على أنه ضعف وعدم ثقة وهو ما دفع المقاومة لتغيير المعادلة عبر قصفها أهدافاً تابعة له منذ فجر الثلاثاء.

وأوضح الصواف لـ "قدس الإخبارية" أن المقاومة تريد تثبيت معادلة جديدة مفادها أن أي قصف من الاحتلال سيوازيه قصف من قبل المقاومة للرد عليه وهو دعوى لكل الأطراف لتحمل مسؤلياتها تجاه استمرار الاحتلال بتصعيده المكثف الذي أدى لاستشهاد العشرات مؤخراً بغزة.

واستدرك الكاتب والمحلل السياسي: "كلا الطرفين لا يريد مواجهة واسعة وقد تؤدي موجة التصعيد الحالية إلى مواجهة محدودة كنوع من إثبات الوجود وتحقيق حالة التوازن واذا استمر التصعيد سيتسمر لأيام ولن يطول كثيراً لا سيما وأن هناك اعتبارات لدي الطرفين".

واعتبر أن كثافة القذائف والصواريخ التي أطلقتها المقاومة في فترة زمينة لم تتجاوز 24 ساعة يحمل دلالة واضحة أن القصف يقابله قصف موازي في القوة ومعاكس في الاتجاه خصوصاً وأن الاحتلال لم يوقف قصفه واستهداف للمواقع ونقاط الرصد التابعة للمقاومة.

معادلة جديدة

بدوره أكد المختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة أن الاحتلال الإسرائيلي فهم صمت المقاومة في الآونة الأخيرة بشكل خاطئ على تماديه في استهدافه للمدنيين ضمن مسيرات العودة الكبرى واستهدافه لبعض المواقع ومراصد المقاومة المنتشرة على طول حدود القطاع.

وقال أبو زبيدة لـ "قدس الإخبارية" إن ما يجري حالياً يثبت أن الاحتلال الإسرائيلي فشل بشكل حقيقي في استعادة قوة الردع ويثبت أن المقاومة هي التي نجحت إلى جانب مسيرات العودة في تقويض قوة الردع واظهار الاحتلال على صورته الحقيقة أمام العالم.

وأضاف: "المقاومة أوصلت رسائلها منذ صبيحة الثلاثاء لم تصمت بعدما قام الاحتلال بقصف مواقعاً تابعة لها وواصلت القصف ضمن نقاط وبعد معين سيساهم في كسر عنجهية الاحتلال وهو ما يعني أن أي قصف من قبل الاحتلال سيساهم في زيادة بقعة الزيت وكلما تطور الاحتلال في قصفه فالمقاومة ستطور قصفها".

وأشار إلى أن المقاومة وعبر ردودها الأخيرة على كل ما يقوم به الاحتلال باتت معنية بتثبيت معادلة القصف بالقصف وعدم السكوت على أي قصف سيقوم به جيش الاحتلال ضدها أو ضد القطاع.