شبكة قدس الإخبارية

قصف غزة المتكرر.. ردود ميدانية أم محاولة إسرائيلية لتسخين الجبهة؟

هيئة التحرير
غزة - خاص قدس الإخبارية: توالت في الآونة الأخيرة عمليات قصف الاحتلال الإسرائيلي لمواقع ونقاط رصد تابعة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تزامناً مع مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار التي تشهدها المناطق الشرقية للقطاع القريبة من الأراضي المحتلة عام 1948 وأدت عمليات القصف والاستهداف لطرح العديد من الأسئلة على الساحة الداخلية لا سيما ضمن الحاضنة الشعبية للمقاومة عن إمكانية وجود محاولات لدى الاحتلال الإسرائيلي لفرض معادلة جديدة ضمن قواعد الاشتباك القائمة مع المقاومة والعمل على تغييرها. وأجمع محللون على أن الاحتلال وعبر عمليات القصف للمواقع المقاومة ونقاط الرصد التابعة لها، يسعى لتصعيد عسكري للتخلص من الحراك الجماهيري المتواصل منذ 30آذار/مارس الماضي والعمل على تحويله لحراك مسلح.

معادلة الفصائل

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إن الفصائل الفلسطينية هي من نجحت في فرض معادلة جديدة على الاحتلال من خلال محافظتها على سلمية الحراك في الوقت الذي تدور فيه المفاوضات والوسطات للوصول إلى هدنة مع المقاومة. وأوضح عوكل لـ "قدس الإخبارية"
أن الاحتلال يريد ازاحة قطاع غزة عن الضفة المحتلة وفي ظل الانقسام القائم لا تستطيع غزة أن تبقى في حالة أزمة مستمرة خصوصاً وأن الاحتلال أسقط كل الشروط السابقة للقبول في هدنة بغزة، معتبراً أن ما يجري حالياً في إطار استخدام كل طرف من الأطراف لوسائل الضغط. وأضاف معلقاً عن استمرار حالة القصف الإسرائيلي: "كل طرف من الطرفين يستخدم ما لديه من الوسائل فالمسيرات موجودة على الحدود وفي الوقت الذي تريد الفصائل أن ترفع وتيرة الضغط تزيد من الحضور الجماهيري، في الوقت الذي يرد فيه الاحتلال بالقصف وكل ذلك على ما يبدو أنه يسبق الصفقة المقبلة المرتبطة بالتهدئة". واستدرك الكاتب والمحلل السياسي قائلاً:" رغم كل ذلك فمن الواضح أن الاحتلال يحاول جر المقاومة لمواجهة محدودة أو واسعة للتغلب على الحراك الجماهيري وإنهاءه، إلا أن حالة الوعي الكبير التي تظهرها فصائل المقاومة تمنع حتى اللحظة عملية الاستدراج الإسرائيلية التي تسعى لرد كبير يمكنها من فرض معادلتها والتحكم في المشهد". واستبعد عوكل أن تجر المقاومة نحو الرد حالياً لا سيما في ظل وجود سعي من الاحتلال لذلك، مع استمرار حالة الانضباط والوعي بطبيعة المشهد القائم حالياً، متابعاً: "هناك وسائل للرد وسلمية عبر استمرار المسيرات وما ستشهد غزة من انطلاق  قوارب لكسر الحصار من غزة وأخرى قادمة ستورط الاحتلال أكثر فأكثر". وأكد الكاتب والمحلل السياسي على أن استمرار الحراك الجماهيري المتمثل في مسيرات العودة وكسر الحصار أدى بشكل كبير للضغط على الاحتلال واستنزاف قدراته، إضافة إلى الردود الشعبية والدولية التي أدت للتأثير على الاحتلال وعزله دولياً بشكل لم يعد قادراً إلا التخفيف من حدة الأوضاع بغزة.

تصعيد لأهداف

من جانبه، قال المختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة أن الاحتلال حاول ومن قبل انطلاق مسيرات العودة نهاية مارس الماضي تصعيد الأوضاع والعمل على تغيير قواعد الاشتباك وتحويل الحراك الشعبي إلى حراك عسكري عبر استهداف مواقع تابعة للمقاومة وأنفاق لها. وأضاف أبو زبيدة لـ "قدس الإخبارية" أن الأمر تطور خلال الشهرين من قبل الاحتلال بشكل كبير وهو ما يظهر أن الاحتلال يعيش حالة من الأزمة من وجود الجماهير واستمرار الحراك على حالته الحالية، لافتاً إلى أن الاحتلال ومن خلال استمرار القصف بغزة يسعي لتغير الصورة النمطية السائدة عما يجري حالياً. وبين أن الاحتلال يحاول جر المقاومة الفلسطينية إلى مواجهة عسكرية، في الوقت الذي تواصل هي إفساح المجال نحو الحراك الجماهيري بالرغم من تعرضها لضربات "مؤلمة" خلال الفترة الأخيرة كاستشهاد عناصر منها ومن نخبتها في استهدافات مختلفة قام بها الاحتلال. وأشار المختص في الشأن العسكري إلى أن المقاومة ترد أن تعطي الحراك الجماهيري كامل الفرصة للاستفادة منه في الوصول إلى حل ينهي حصار غزة على الأقل وفي حالة عدم تلبيته واستشعارها أن الحراك لن يساهم في تحقيق الأهداف فإن لن تستمر فصمتها وستتدخل. ولفت أبو زبيدة إلى أن الظروف الإقليمية وما يشهده المحيط قد يكون عائقاً أمام أي رد فعل عسكري من قبل المقاومة مما قد يساهم في تصعيد الحالة السائدة بغزة، مضيفاً: "قد يكون الاحتلال نفسه معني ويحاول جر القطاع لعملية عسكرية واسعة لاستغلال المشهد القائم".