شبكة قدس الإخبارية

الصحافة العبرية منشغلة بسيناريوهات "ما بعد عباس"

هيئة التحرير

رام الله- ترجمة قُدس الإخبارية: انشغلت الصحافة الإسرائيلية منذ الأمس، بالتحليل لتوقعات وسيناريوهات المرحلة التي ستلحق رحيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خاصة بعد الحديث عن تدهور حالته الصحية، وعلى خلفية دخول الرئيس الفلسطيني المشفى للعلاج.

وأجرت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية، عددًا من المقابلات مع محللين للشؤون الفلسطينية، بهدف الحصول على توقعاتهم حول المرحلة المقبلة، في حال رحيل الرئيس الفلسطيني، للخروج بعددٍ من السيناريوهات المتوقعة.

وبحسب الصحيفة، فان السيناريو الأول يتمثل بـ"إنهيار السلطة الفلسطينية للأبد"، حيث توقع المحلل "مردخاي قيدر" وهو محاضر بجامعة "بار ايلان" الإسرائيلية أن السلطة الفلسطينية ستنهار بشكل فعلي، وعلى "إسرائيل" أن تبدلها بمجالس بلدية تحلّ مكانها، مضيفًا أن المجالس هذه حاليًا هي المسيطرة، وبالوقت الحالي يوجد شخص واحد يستطيع السيطرة في حال رحيل الرئيس وهو ماجد فرج، الذي تعرض لمحاولة اغتيال قبل أشهر في غزة.

وأضاف "قيدر"، أن هناك مشكلتين تحول دون تحويل فرج لوريث شرعي للرئاسة، أولها هي اعتباره "متعاون مع إسرائيل" حيث يعرف بسيطرته القوية على الأرض لمنع العمليات الفدائية، والمشكلة الأخرى أن الشعب الفلسطيني لا يحب الأنظمة وفرج يعتبر أحد عناصر النظام، لذلك ستنهار السلطة ولن تستمر.

وتابع بقوله، إن الناس أصلًا لا يعطون السلطة شرعية، وعند أي مشكلة تواجههم فإنهم يتوجهون للشيوخ وكبار العائلات لحلّها، لأنهم يُعتبرُون المسيطر الفعلي على الأرض، ولذلك يجب وضع "إمارة" في كل مدينة فلسطينية وتسليمها للعائلات الكبيرة في المدينة، فعلى سبيل المثال عائلة عريقات في أريحا، وعائلة المصري وطوقان وشكعة في نابلس، البرغوثي والطويل وأبو عين في رام الله، وهكذا في جميع المدن الفلسطينية.

أما السيناريو الثاني، فهو "شلال دم" يتطلب عدم تدخل إسرائيلي، حيث توقع البروفيسور "افاريم عنبر" أن السلطة ستنتقل لمن يتمتع بقوة أكبر، لا سيما بعدم وجود نظام للانتخاب وانتقال السلطة، فإن الشخص الذي لديه قوة عسكرية وسياسية أكبر ستمنح السلطة له، وأضاف أنه في الوضع الحالي للسلطة الفلسطينية فان الشخص الذي يتمتع بقوة عسكرية وسياسية قد يكون أحد قادة الأجهزة الامنية.

وقد تحاول حركة حماس التدخل في صراع السلطة على الرغم من استهداف السلطة و"إسرائيل" لعناصرها في الضفة الغربية، وطالب "عنبر"، "إسرائيل" بعدم التدخل بالأمور إلا في حال سيطرة حماس على السلطة، حيث انتهت الأمور بشكل سيء عندما تدخلت في السلطة الفلسطينية أو الأنظمة العربية الأخرى.

السيناريو الثالث والأبرز في الصحافة الإسرائيلية والأوساط المحلية، هو "توزيع السلطة على عدد من المناطق المستقلة"، حيث توقع المحلل "بنحاس عنبري" أنه حتى في حال تم اختيار رئيس للسلطة فلن تكون لديه سيطرة كاملة على الأرض، وكل مدينة ستسيطر لوحدها على مناطقها، ولن تخضع لأوامر قيادة تجلس في مدينة أخرى.

ولن يكون سهلاً اختيار رئيس جديد للسلطة لا سيما بعد انتخاب المجلس التنفيذي لمنظمة التحرير الرئيس الفلسطيني الحالي للبقاء برئاسة المنظمة، وقد يكون وريثه أحد الشخصيتين التاليتين له بالقائمة وهما عزام الأحمد وصائب عريقات، وهذا شيء مستبعد لأنه لا يوجد دعم شعبي لهما.

وأضاف أن المجلس المركزي لحركة فتح اختار محمود العالول وريثًا للرئيس، وهكذا يوجد عدد من الشخصيات الوريثة، وأيضًا جبريل رجوب يريد أن يكون بالصورة ويقول إنه الأحق بالسلطة، ذلك بسبب مكوثه لأطول فترة في سجون الاحتلال، ولذلك هنالك ممثل لكل مدينة فلسطينية في الضفة وستتولى كل مدينة قيادة نفسها.