شبكة قدس الإخبارية

مع اللحظات الأخيرة.. هل تنجح مسيرات العودة في فرض واقع جديد؟

هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: مع مرور عقارب الساعة تدريجياً واقتراب يومي 14 و15 آيار/مايو تتجه أنظار العالم، -والفلسطينيين خاصة- إلى الحدود الشرقية لقطاع غزة والتي ستشهد محاولة الآلاف اجتياز الحدود وصولاً إلى الأراضي المحتلة عام 1948 استكمالاً للمسيرات المتواصلة للشهر الثاني على التوالي.

ورغم التهديدات الإسرائيلية المتكررة بأنها ستتصدى لذلك ولن تسمح لأهالي القطاع بالمرور إلى أراضيهم المحتلة والتي هجروا منها قصراً عام 1948، يبقى الإصرار الفلسطيني حاضراً بأن يشكل هذان اليومان المسيرة التاريخية الأكبر لهم، أملاً في خلق واقع جديد.

وشهدت الأيام الماضية محاولات عديدة لوقف المسيرات عبر تقديم عروض لتخفيف حدة الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2006، إلا أن هذه العروض لم تلق رواجاً، ويبدو أن الزيارة الخاطفة التي قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية لمصر والتي لم تتجاوز الـ 10 ساعة، وصل خلالها للقاهرة على متن طائرة عسكرية، تندرج ضمن هذه المحاولات.

خارج التوقعات

من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، إنه لا يمكن التوقع بما سيحصل حتى من قبل الهيئة التي تشرف على مسيرات العودة، لأن اندفاع الجماهير ربما يكون أكبر من قبل الفلسطينيين، وقد لا يعلم أحد إلى أي مدى يمكن أن يصل الجمهور الفلسطيني تجاه الاحتلال.

وأضاف الصواف لـ "قدس الإخبارية": "من المتوقع أن يكون يومي 14 و15 يومان صعبان على الاحتلال بشكل كبير، وعلى الفلسطينيين، خشية ارتكاب الاحتلال جرائم كبيرة بحقهم، وهذا ربما الذي يخشاه الفلسطيني ويخشى الاحتلال أن يكون المسمار الأول في نعش دولته وعليه الفلسطيني سيندفع والاحتلال سيستخدم كل القوة".

وعن الحديث المتكرر عن وجود عروض لوقف المسيرات اعتبر الكاتب والمحلل السياسي أن الوقت  قد فات للعروض والقرار بات للشعب، وما لقاء هنية بالوزير المصري عباس كامل إلا نوع من الدبلوماسية العالية التي قدمتها حركة حماس، متابعاً: "حماس لا تملك بارادتها أو من غير ارادتها أن توقف المسيرات، لا سيما وأن ما يفصل عنها سويعات بسيطة ويصعب اتخاذ هكذا قرار إلا إذا كان هناك نتائج ما، ولكن سيمضي يوما 14 و15 آيار/مايو مهما ارتفع حجم التهديدات ومهما كانت العروض مغرية".

وذكر الصواف أنه من غير الممكن قراءة النتائج التي سترتب على اليومين القادميين لا سيما وأن سقوط عدد ضخم من الشهداء سيؤدي بالمنطقة كلها للذهاب نحو الانفجار، مستدركاً: "إلا اذا استطاع الاحتلال تجنب استخدام القوة المفرطة فإن المسيرات ستمر، وعلى إثر ذلك يتوقع أن يكون بعد يوم 15 مرحلة جديدة،  والواقع في الميدان سيحدد النتائج".

واستطرد قائلاً: "الفلسطينيون لم يعد لديهم خيارات ولم يعد لديهم الا خيار الانفجار وهم يلعبون بالورقة الأخيرة، وفي حال نجحوا فإن ذلك سيجنب الجميع مخاطر معركة قادمة، واذا فشل العالم في اقناع دولة الاحتلال بأن الحصار يجب أن ينتهى، وأن الامر لن يقتصر على انفجار غزة، فربما يتطور الأمر ليشمل جميل المناطق وهو ما يخشاه الاحتلال".

سيناريوهات متعددة

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة حسام الدجني إن السيناريوهات المطروحة والمترتبة على التظاهرات التي سيشهدها القطاع يومي 14 و15 ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى متعددة.

وأوضح الدجني لـ "قدس الإخبارية" إن أهم مدخلات صانع القرار الإسرائيلي تندرج ضمن ضمان السيطرة والتحكم بما يضمن أن لا تتدحرج بقعة الزيت لخارج حدود قطاع غزة، في الضفة والقدس المحتلتين أو فلسطينيو الداخل ودول الطواق، مشيراً إلى رغبة الاحتلال بوقف حالة الاستنزاف لجيشه الإسرائيلي الذي ينشر 20% من قواته النظامية في ظل تأزم جبهة الشمال، وبما يضمن عدم الاستمرارية لمسيرات العودة ما بعد 15 أيار.

وأكد على أن الاحتلال يريد العمل على احتواء الموقف بأقل الخسائر لتقليل الضرر الاستراتيجي له لاسيما الضرر المتعلق بانعكاس المسيرات على مشروع التطبيع مع الإقليم، وبما يضمن أيضاً عدم استفزاز القيادة الفلسطينية ودفعها باتجاه الذهاب لمحكمة الجنايات الدولية، مشيراً إلى أنه لا يريد أن تشكل تهديداً وجودياً لدولته.

ورأي أنه ووفقاً لمحددات الاحتلال فإن قد يلجأ لاحتواء المسيرات عبر ثلاثة سيناريوهات تتمثل في سيناريو الصفقة السياسية، وسيناريو الفض الناعم للتظاهرات، وسيناريو اعادة الانتشار والانسحاب لبضع كيلومترات بالداخل والسماح للمتظاهرين بالدخول كيلو متر أو اثنين.

أما على الجانب الفلسطيني فاعتبر أن مدخلات صانع القرار الفلسطيني  ستكون وفقاً لمحددات معينة تتمثل في ضمان الاستمرارية مع زيادة المكاسب السياسية والإعلامية مقابل تقليل الخسائر البشرية، ورفض قرارات ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس، وإفشال صفقة القرن، وإرسال رسالة للعالم بأن قطاع غزة لا يمكن أن يسمح بتمرير الصفقة التي لا تلبي تطلعات وطموحات الشعب الفلسطيني.

وتابع قائلاً: "توسيع رقعة الزيت من خلال نقل نموذج مسيرات العودة لتصل إلى الضفة والقدس المحتلتين، وإلى الداخل الفلسطيني المحتل، وإلى دول الطوق، وكافة عواصم العالم، إنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة، وضع القضية الفلسطينية على الأجندة الدولية والإقليمية في ظل حالة التراجع في السنوات الأخيرة".

ونوه إلى أن ذلك قد يتحقق عبر عدة سيناريوهات من أبرزها سيناريو الصفقة السياسية، وسيناريو الاستمرارية على قاعدة الاستنزاف وسيناريو المناورة والاقتحام، أو تكرار ما حصل في الأيام السابقة.