شبكة قدس الإخبارية

لماذا يتجنب نتنياهو التهدئة مع غزة؟

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: في الوقت الذي توقعت فيه مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة، تعاظم وتيرة التظاهرات التي سينظمها الفلسطينيون على هامش حراك العودة الإثنين المقبل، هاجم معلقون إسرائيليون بارزون عدم تحرك رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لنزع فتيل التصعيد مع قطاع غزة، لاعتبارات سياسية داخلية ضيقة.

وقال ثلاثة من كبار المعلقين في القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، مساء أمس الجمعة، إن نتنياهو يتجاهل حالياً فرص التوصل لهدنة مع حركة حماس خوفاً من تعرضه للانتقاد داخل الحلبة السياسية الإسرائيلية الداخلية.

وقال ألون بن دافيد، معلق الشؤون العسكرية في القناة، إن نتنياهو يخشى أن تتآكل قوته الانتخابية في حال تم الكشف عن وجود اتصالات تجري من وراء الكواليس مع "حماس" بهدف التوصل إلى تهدئة.

من جهته، قال معلق الشؤون السياسية في القناة بارك رفيد، إن أعضاء في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست يتهمون نتنياهو بأنه يرتكب الأخطاء ذاتها التي ارتكبتها غولدا مائير (رئيسة وزراء دولة الاحتلال 1969 -1974)، التي تجاهلت الرسائل التي نقلتها مصر عشية حرب 1973، والتي عبرت فيها القيادة المصرية عن رغبتها في التوصل لتسوية سياسية للصراع، وهو ما أفضى في النهاية لاندلاع الحرب التي قتل فيها الآلاف من الجنود الإسرائيليين.

وأشار رفيد إلى أن ممثلي شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" أبلغوا لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، في إفادة الأسبوع الماضي، بأن "حماس" معنية حالياً بالتوصل إلى تهدئة تسمح برفع الحصار، مقابل وقف عمليات المقاومة.

أما نداف إيال، فقد سخر من نتنياهو، قائلاً إن كل ما يعنيه هو ألا يتمّ ضبطُه وهو يقدم تنازلات، محذراً من أن "إسرائيل" يمكن أن تدفع ثمناً كبيراً جرّاء ذلك.

من ناحية ثانية، توقع ضابط إسرائيلي أن تسهم مراسيم نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة بتعاظم وتيرة المشاركة في التظاهرات التي ينفذها الفلسطينيون في غزة يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين، على هامش حراك مسيرات العودة الكبرى، وجعلها أكثر عنفاً.

ونقل موقع صحيفة "هارتس" اليوم السبت عن هذا الضابط قوله إن قيادة الجيش الإسرائيلي قررت تعزيز القوات العاملة على تخوم القطاع، محذراً من أن هناك مخاوف من أن تشهد القدس الشرقية، انفجار مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال.

وأشار الضابط إلى أن قيادة المنطقة الجنوبية دفعت مؤخرا بـ11 كتيبة من ألوية المشاة إلى حدود القطاع لمواجهة محاولات الفلسطينيين اختراق الحدود وتجاوزها، منبّهاً إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية تقدر أن 100 ألف فلسطيني سيشاركون في التظاهرات التي ستنظم يومي الإثنين والثلاثاء.

وأوضح أن الجيش سيعمل على منع الفلسطينيين من نقل "مخيمات العودة" إلى داخل الحدود.

وفي سياق متصل، دعت منظمة حقوقية طبية، الاحتلال الإسرائيلي للسماح للفلسطينيين الذين يصابون برصاص جيش الاحتلال على الحدود مع القطاع، بالسفر من أجل عدم التسبب ببتر أطرافهم المصابة.

ودعت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" الإسرائيلية، كلاً من وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، ورئيس هيئة أركان الجيش غادي إيزنكوط، إلى تغيير التعليمات التي تلزم الجيش بعدم السماح بانتقال جرحى الفلسطينيين خارج القطاع، لإجراء عمليات جراحية تحول دون بتر أطرافهم.

ونقل موقع صحيفة "هآرتس" عن المنظمة قولها إن عمليات القمع الإسرائيلية لحراك مسيرات العودة قد أسفر حتى الآن عن إصابة 1700 فلسطيني، واستشهاد 37 آخرين، إلى جانب إصابة 1950 من استنشاق الغاز والدخان. واشارت إلى أن 18 فلسطينياً تعرضوا لبتر أطراف بسبب منع سلطات الاحتلال نقلهم للخارج لتلقي العلاج.

المصدر: العربي الجديد