شبكة قدس الإخبارية

هل دخل صراع المقاومة والاحتلال مرحلة جديدة؟

هيئة التحرير

غزة - قدس الإخبارية: أعادت حادثة استشهاد 6 من عناصر المقاومة الفلسطينية في انفجار ضخم هز قطاع غزة، مساء السبت، لفت الأنظار مجدداً لحالة الصراع المستمرة بين المقاومة وأجهزة أمن الاحتلال، فبحسب كتائب القسام قد استشهد عناصرها خلال عملهم من أجل إحباط مخطط أمني واستخباراتي كبير ضد المقاومة.

وبالرغم من عدم كشف كتائب القسام الذين تفاصيل الحادثة بشكل كامل والاكتفاء بالحديث عن إحباط مخطط أمني واستخباراتي كان يهدف من خلاله الاحتلال إلى زرع أكبر منظومة تجسس في العقد الأخير، إلا أن كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية عن احباط مخطط ضخم ساهم في حماية أرواح المئات، يوحي بأن الحدث لا يمكن حصره في إطار عمل طبيعي وعادي.

ويتفق مراقبون ومتخصصون في الشأن السياسي والعسكري على أن الاحتلال لا يدخر جهداً إلا ويقوم به من أجل تدمير أي محاولات متواصلة تقوم بها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في أعقاب العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014.

ميدان جديد

من جانبه، قال الخبير العسكري رامي أبو زبيدة أن الحرب المفتوحة بين المقاومة الفلسطينية، وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية دخلت ميدانًا جديدًا في المواجهة أكثر قسوة وشراسة.

وقال أبو زبيدة لـ "قدس الإخبارية" إن الحرب الدائرة بين المقاومة والاحتلال مستمرة منذ سنوات لكن اشتدت عضدها بعد انتهاء الحرب على غزة صيف 2014، وتدعى "حرب الأدمغة" أو "صراع العقول"، وتركز في أساسها على جميع المعلومات الأمنية والسرية والاستفادة منها في الحروب العسكرية.

ورأى الخبير في الشأن العسكري أن البيانات العسكرية التي صدرت عن القسام تم صياغاتها في إطار أمني بحت لاستدراج بعض المعلومات والتفاصيل الإضافية حول الحادثة، مشيراً إلى أن العنصر البشري في العملية كان حاضراً وبقوة في تنفيذ العملية عبر طريقة الوصول إلى المكان ومعرفته لا سيما وأنه يقع في منطقة سكنية.

وأكد على أن الرد على ما جرى لن يكون حاضراً في الوقت الحالي خصوصاً في ظل التحضيرات التي تجري لتظاهرات 15 آيار/مايو الجاري والتي تجعل اتخاذ قرار الرد من قبل المقاومة شيئاً صعباً، منوهاً إلى أن القسام سيكشف المزيد من التفاصيل في الفترة المقبلة وسيضع الجماهير الفلسطينية في صورتها.

الاحتلال لا يتوقف

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي محمود مرداوي إن الاحتلال لا يكل ولا يمل من المبادرة المستمرة في محاولته الرامية لتعطيل المقاومة عبر محاولة استهداف وضرب منظومة البعد اللوجستي والاتصالات والامداد التي تنقل المقاومة من حال إلى حالة.

وأضاف مرداوي لـ "قدس الإخبارية" أن الاحتلال يريد من خلال هذه المحاولات الأمنية الخطيرة أن يحقق  حالة من النافذ لقدرات المقاومة التي تمكنه من إدارة المعركة بشكل سهل في قادم الأيام إذا ما وقع الصدام مع المقاومة، مبيناً أن الاحتلال رفع من وتيرة التدخلات بغزة والتشويش على مسيرة العودة من أجل تحويل الأنظار عنها كونه فشل في إدارة المواجنة مع المدنيين ويريد أن تتحول الأمور لمعركة حامية أعد جيشه لها.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي على أن المقاومة بحاجة لوقت خصوصاً وأن هناك عمل أمني يحتاج إلى إكمال من أجل سد كل الثغرات بشكل نهائي، مستبعداً في الوقت ذاته أن يعلن القسام عن المزيد من التفاصيل في الفترة المقبلة القصيرة لا سيما وأنه سيسعى لسد أي ثغرة مهما كان صغرها.

وتابع: "العدو على ساحة غزة لم يغير السياسة المتبعة فهو يواصل العمل من أجل قطع طريق التطور في القدرات العسكرية الخاصة بالمقاومة الفلسطينية، في الوقت الذي غير فيه السياسة على الساحة الخارجية التي شهدت تنفيذ عمليات الاغتيال بحق علماء وكوادر للمقاومة".