شبكة قدس الإخبارية

14 عامًا على اغتيال "أسد فلسطين"

هيئة التحرير

غزة- قُدس الإخبارية: تصادف اليوم الـ 17 من نيسان الذكرى الرابعة عشر لاستشهاد عبد العزيز الرنتيسي أحد مؤسسي حركة "حماس" وقائدها في قطاع غزة قبل اغتياله، الملقب بـ"أسد فلسطين" عبر استهداف سيارته من قبل طائرات الأباتشي الإسرائيلية في مدينة غزة.

ولد الرنتيسي في الثالث والعشرين من أكتوبر لعام 1947م في قرية يبنا –تقع بين عسقلان ويافا- قبيل هجرة أسرته في نكبة 1948، والتي لجأت إلى قطاع غزة واستقرت في مخيم خانيونس للاجئين، وكان عمره في حينها ستة أشهر.

نشأ الشهيد بين تسعة إخوة وأختين، والتحق وهو في السادسة من عمره بمدرسة تابعة لوكالة الغوث، واضطر للعمل وهو في هذا العمر، ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمر بظروف صعبة، وأنهى دراسته الثانوية عام 1965م.

كان عبد العزيز الرنتيسي من المتفوقين، وهو ما أهله للحصول على منحة دراسية في مصر على حساب "الأونروا"، ودرس هناك طب الأطفال لمدة 9 سنوات، وتخرج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972م، ونال منها لاحقاً درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمل طبيباً في مستشفى ناصر بخانيونس.

وعُرف الرنتيسي بأنه أحد قياديي حركة الإخوان المسلمين السبعة في قطاع غزة، قبيل اندلاع الانتفاضة الأولى، أو ما باتت تسمى "انتفاضة الحجارة"، وشارك في تأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس، حين أصدرت بيانها الأول في عام 1987م.

الاعتقال الأول

وفي أول اعتقالٍ له، أقدمت قوات كبيرة من جنود الاحتلال على محاصرة منزله، وتحطيم ممتلكاته، واقتادوه للمعتقل لمدة 21 يوماً، بعد عراكٍ بالأيدي بينه وبين جنود الاحتلال.

وبعد شهرٍ من الإفراج عنه تم اعتقال الرنتيسي بتاريخ 4/3/1988 حيث ظلّ محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف، حيث وجّهت له تهمة المشاركة في تأسيس وقيادة حماس وصياغة المنشور الأول للانتفاضة بينما لم يعترف في التحقيق بشيء من ذلك، ليطلق سراحه في 4/9/1990، ثم عاود الاحتلال اعتقاله بعد مائة يومٍ فقط بتاريخ 14/12/1990 حيث اعتقل إدارياً لمدة عامٍ كامل.

إبعاد "مرج الزهور"

جرى إبعاد الرنتيسي برفقة 416 مجاهداً إلى مرج الزهور جنوب لبنان، وبرز كناطق رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة، لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم وتعبيراً عن رفضهم لقرار الإبعاد الصهيوني، وقد نجحوا في كسر قرار الإبعاد والعودة إلى الوطن وإغلاق باب الإبعاد إلى الأبد.

خرج الرنتيسي من المعتقل ليباشر دوره في قيادة حماس، وأخذ يدافع بقوة عن ثوابت الشعب الفلسطيني وعن مواقف الحركة، ويشجّع على النهوض من جديد، واعتقل الرنتيسي عدة مرات من قبل السلطة الفلسطينية، وتمكّن من إتمام حفظ كتاب الله في المعتقل وذلك عام 1990، بينما كان في زنزانة واحدة مع الشيخ المجاهد أحمد ياسين.

وبعودة أحمد ياسين إلى قطاع غزّة في أكتوبر 1997م، عمل الرنتيسي جنباً إلى جنب مع أحمد ياسين لإعادة تنظيم صفوف حماس بعد فقدان صلاح شحادة، وقام الرنتيسي بعمل المتحدّث الرسمي لحماس وكقائد سياسي للتنظيم.

بلغ مجموع فترات الاعتقال التي قضاها الرنتيسي في سجون الاحتلال سبع سنوات، بالإضافة إلى سنة قضاها مبعداً في مرج الزهور بأقصى جنوب لبنان عام 1992، وكان أول قيادي في حماس يعتقل بتاريخ 15-1-1988، فيما اعتقل الرنتيسي في سجون السلطة الفلسطينية 4 مرات، وبلغ مجموع ما قضاه في زنازينها 27 شهراً معزولا عن بقية المعتقلين.

قيادة الحركة ونيل الشهادة

بعد استشهاد الشيخ ياسين بتاريخ 2232004 تولى الرنتيسي قيادة الحركة، وفي أول خطاب له ظهر "وكان يحمل بندقية كلاشنكوف وقال هاذا هو حوارنا مع الصهاينة وهذا أي "المقاومة المسلحة" هو طريقنا لتحرير الأقصى".

وبعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين من قبل الاحتلال، بايعت الحركة الدكتور الرنتيسي خليفة له، ليسير على الدرب حاملاً شعل الجهاد؛ ليضيء درب السائرين نحو الأقصى، حيث أمر بتنفيذ عملية ميناء أسدود وهاذه العملية كانت هي الشرارة لاغتيال الرنتيسي، وفي مساء 17 أبريل 2004 قامت مروحية للاحتلال الإسرائيلي بإطلاق صاروخ على سيارة الرنتيسي، ما أدى إلى استشهاده بالإضافة لمرافقه.