شبكة قدس الإخبارية

الصحفي مرتجى يجمع الوطن حوله

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: انطلقت مسيرات وفعاليات إعلامية فلسطينية شعبية في مناطق عدّة في غزة والضفة والداخل المحتل، تنديدًا بجريمة الاحتلال قتل الشهيد ياسر مرتجى، أثناء تغطيته للأوضاع الميدانية على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزّة.

ففي الضفة المحتلة، نظم عشرات الصحفيين الفلسطينيين يوم السبت وقفة وفاء للشهيد الصحفي ياسر مرتجى على دوار المنارة وسط مدينة رام الله وسط الضفة المحتلة.

وتجمع عشرات الصحفيين وسط مدينة رام الله وحملوا لافتات تنعى الشهيد مرتجى، مؤكدين المضي في حمل رسالته الإعلامية رغم المخاطر التي يتعرض لها الصحفي الفلسطيني من قتل واعتقال واستهداف، فيما سادت الوقفة حالة من السخط والغضب على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الصحفيين واستهدافهم بصورة متعمدة ومباشرة. وقال عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين عمر نزال، "إن هذه الجريمة الجديدة بحق الصحفيين لن تمر دون عقاب"، مشيرًا إلى تصاعد جرائم الاحتلال ضد الصحفيين، إذ قتل 80 صحفيًا منذ عام 1967، منهم 48 شهيدًا في الضفة وغزة منذ عام 2000". وتحدث نزال عن أشكال الاستهداف اليومي للصحفيين من إصابات بمختلف أنواع الرصاص والاعتقالات، مؤكدًا أن استهداف الاحتلال المتعمد للصحفيين من أجل منعهم من نقل الحقيقة، مضيفًا "لكننا ماضون في هذه التغطية، وأصواتنا ستبقى عالية وعدسات كاميراتنا ستبقى مفتوحة نوثق كل جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا". وشدد على أننا "مصممون على الاستمرار في عملنا وأداء واجبنا الوطني والمهني في الكشف عن جرائم الاحتلال مهما كلفنا من دماء وتضحيات وعذابات، وستبقى تغطياتنا مستمرة". وفي نفس السياق، اعتبرت نقابة الصحفيين استشهاد مرتجى وإصابة سبعة صحفيين آخرين، بمثابة إصرار من جيش الاحتلال على الاستمرار في ارتكاب الجرائم المتعمدة بحق الصحفيين، مغطىً بقرارات من المستوى السياسي في كيان الاحتلال، الذي يبرر ويشجع قتل الصحفيين واستهدافهم بشتى الوسائل. وأكدت النقابة في بيان لها أنها ستلاحق قتلة الشهيد في المحافل والمحاكم الدولية، وأنها ستكثف خطواتها وجهودها لتقديم قتلة الصحفيين للعدالة، داعية الأمم المتحدة وهيئاتها ووكالاتها المختصة بحماية الصحفيين إلى التحرك الفوري، وترجمة قراراتها وخاصة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2222 إلى خطوات ملموسة وتوفير حماية ميدانية عاجلة للصحفيين الفلسطينيين. وفي نابلس، شارك الصحفيون والإعلاميون بمدينة نابلس شمال الضفة المحتلة مساء السبت بوقفة احتجاجية للتنديد باغتيال الصحفي ياسر مرتجى أثناء قيامه بواجبه الصحفي في غزة الجمعة، فيما حمّل الصحفيون صور زميلهم الشهيد مرتجى، وأشعلوا الشموع تخليدا لذكراه.

وفي كلمة لنقابة الصحفيين نعى ممثلها بنابلس جعفر اشتية الشهيد مرتجى، وقدم واجب العزاء لأسرة الشهيد ولزملائه الصحفيين والإعلاميين، مؤكدًا أن هذه الجرائم لن ترهب الصحفيين ولن تردعهم عن القيام بواجبهم في نقل الحقيقة، وسيقفون دائما بكاميراتهم لا يهمهم الاعتقال أو الإصابة أو القتل، داعيًا المؤسسات الحقوقية والدولية للتدخل الفوري لحماية الصحفي الفلسطيني الذي يتعرض للاستهداف المباشر والمتعمد من القناص الإسرائيلي.

ونعى المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيانٍ له، الصحفي مرتجى الذي ارتقى شهيدًا برصاص الاحتلال، مؤكدة أنه كان يرتدي درعًا واقيًا كتب عليه "press" (صحافة) حينما استهدفه جيش الاحتلال، موضحًا يعمل صانع أفلام وشارك في صناعة مجموعة من الأفلام الوثائقية التي بثت عبر وسائل إعلام عربية وأجنبية عن الأوضاع في قطاع غزة. وفي الداخل المحتل، انطلقت مسيرة في مدينة سخنين بالأراضي المحتلة عام 48، أمس السبت، استنكاراً لجرائم الاحتلال وقتل الشهيد الزميل ياسر مرتجى. وكان أُعلن عن استشهاد الزميل مرتجى فجرًا متأثرًا بجروحٍ أصيب بها في البطن بعد أن قنصه جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الجمعة قرب الحدود الشرقية قرب السياج الفاصل شرق خانيونس، قطاع غزة، خلال تغطيته مسيرات العودة. وخضع مرتجى إلى عملية جراحية استمرت عدت ساعات، إلا أن خطورة حالته الصحية لم تسمح بنجاح العملية ليعلن عن استشهاده، ومرتجى أحد مؤسسي وكالة "عين ميديا" وكان حلمه تصوير غزة من الجو عبر الطائرة، إذ أنه لم يغادر قطاع غزة أبدًا.