شبكة قدس الإخبارية

الرئيس عباس يقطع الطريق أمام غزّة.. فما الخيارات المتاحة؟

هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: "عادت ريما لعادتها القديمة..." مثل شهير لدى الفلسطينيين ينطبق اليوم بكل تجلياته على الحالة السياسية التي يبدو أنها قد تراجعت سنوات للخلف بعد عزم الرئيس محمود عباس اتخاذ خطوات وإجراءات جديدة ضد قطاع غزة في أعقاب اتهامه لحركة حماس بمحاولة اغتيال رئيس الحكومة رامي الحمد الله ومدير جهاز المخابرات ماجد فرج.

ورغم نفي حركة حماس القاطع تورطها وإدانتها وبقية الفصائل الفلسطينية للواقعة، إلا أن الرئيس عباس رفض أية معلومات أو تحقيقات، محملاً إياها المسؤولية الكاملة ومتوعداً بفرض المزيد من القرارات التي وصفها بأنها ستصب في مصلحة وخدمة المشروع الوطني.

ويخشى مراقبون أن تساهم هذه الإجراءات لا سيما المالية والإدارية منها في تعزيز خنق غزة الذي تعاني من الحصار الإسرائيلي المشدد للعام الثاني عشر على التوالي في وقت أدت فيه الإجراءات التي اتخذت قبل عام في مفاقمة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لأهالي القطاع.

إغلاق ملف

بدوره، وصف الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن خطاب الرئيس عباس بمثابة إغلاق ملف وهو بمثابة قطع طريق أمام أفاق المصالحة أو محاولة احداث أي تقدم به أو حتى جسر الهوة وتحقيق أي انجاز على صعيد بناء حالة وطنية متماسكة خلال الفترة المقبلة. وقال محيسن لـ "قدس الإخبارية" إن المطلوب من القيادة الوطنية في القطاع بشكل جمعي وليس فقط حركة حماس اتخاذ موقف لمواجهة ما سوف يترتب على هذا التضيق الإضافي على القطاع وتحديد التوجه المطلوب خلال الفترة القادمة لتفكيك الأزمات التي ستظهر. وأشار الكاتب والمحلل السياسي إلى أن الجهود ستنصب على ما يتم التحضير به ومحاولة الاستعانة بمصر لتفكيك الأزمات التي ستنشأ في أعقاب قرار الرئيس عباس اتخاذ عقوبات جديدة ضد القطاع، منوهاً إلى أن أحد أبرز الخطوات ستكون التعاون مع تيار النائب في المجلس التشريعي محمد دحلان وهي خطوة لا بد وأن تتم بشكل متوازي وبتنسيق مشترك مع السلطات المصرية التي يجب أن تحتضن مثل هذه المبادرات. ولفت محيسن إلى أن إمكانية وقف التحويلات والتعاملات البنكية التي قد يلجأ لها الرئيس عباس بحق القطاع، تجعل البديل هو مصر فقط وهو يعني أنها لو فتحت أبوابها للتجار والاحتياجات الغزية ستكون هذه الإجراءات كما لم تكن. وعن إمكانية انفجار القطاع بفعل زيادة الضغط عليه علق بالقول: "الاحتلال يتحضر للمواجهات ويحاول التقليل من حجم تأثيرها الميداني، وهي محالاوت وإجراءات مضادة وأيهما أكثر قدرة وهو من سيجني النتائج، في الوقت الذي تحاول فيه السلطة  دفع غزة للمواجهة بحيث تتلقى حركة حماس ضربة موجعة".

خيارات حماس

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين إن حركة حماس وبعد قرار الرئيس عباس أمام خيارين لا ثالث لهما، إذ إما أن تقوم بتسليم القطاع بشكل كامل للسلطة الفلسطينية لإدارته، أو اللجوء إلى تحمل النتائج التي قد تترتب عن زيادة الضغوط التي من شأنها الوصول لحد الفوضى ومرحلة الانفجار. وقال شاهين لـ "قدس الإخبارية" إن ما قد يفعله الرئيس عباس هو أن سيتعامل مع القطاع على أنه إقليماً متمرداً حتى وإن لم يعلن ذلك بشكل رسمي إذ سيتبع خطة تدريجية وستتدرحرج خلال الفترة المقبلة عبر التوقف عن إمداد غزة بالأموال والخدمات بالإضافة لقائمة طويلة من الإجراءات التي سيلجأ لها. وتابع الكاتب والمحلل السياسي : "إلى أي مدى مأزق حركة حماس يجعلها تميل إلى بعض الخيارات، خصوصاً وأن هذه الإجراءات التي ستضغط السلطة على القطاع ورغم كونها غير قانونية وفقاً للقانون الدولي، فربما تلجأ الحركة إلى خيارات صعبة عبر الدعوة لمؤتمر وطني وتشكيل مجلس انقاذ وطني أو اللجوء لموجة تصعيد داخلي خصوصاً في ظل الحديث عن مسيرات العودة التي يجري التحضير لها". وعن إمكانية لجوء حركة حماس للتقارب مع دحلان لمواجهة الإجراءات، اعتبر شاهين أن الحركة تتعامل بحذر مع تيار مع دحلان عبر استمرارها في عقد لقاءات مع تياره دون عقد أي جلسة مباشرة وسوف تبقى تتبع ذات السياسة عبر التلويح بورقة دحلان للضغط على الرئيس عباس وفي المقابل الاستفادة منها كونها أحد الوسائل التي من شأنها التخفيف من الضغوطات الاقتصادية عبر الأموال التي يضخها دحلان من خلال لجنة التكافل الوطني. ويرى أن الأوضاع الاقتصادية المنهارة وما سيترتب من إجراءات جديدة ستتخذ سيشكل أرضية خصبة لحدوث انفجارات كبيرة وصغيرة وهذا ما تدركه حماس، مضيفاً: "اذا ما هناك رهان لدى فتح والرئيس عن انفجار أهالي غزة في وجه حماس، فالأخيرة حركة شعبية وتستطيع أن تدفع باتجاه النزول نحو الشارع في تظاهرات مؤيدية لها". واستطرد شاهين قائلاً: "حماس اذا شعرت بان هناك انفجار في الحالة الشعبية ستعمل وفقا أحد الخيارين إما توجيهه نحو اسرائيل خاصة في ظل التحضير لمسيرات العودة، أو أن تلجأ لتفجير الأوضاع الأمنية مع الاحتلال من خلال أشكال من العمليات بما قد يؤدي إلى حرب وحركة حماس لن تستلم وستلجأ لتفجير الأوضاع قبل أن يصيبها الانفجار".