شبكة قدس الإخبارية

حصاد المقاومة.. 2017 عام أوجع الاحتلال

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة – خاص قدس الإخبارية: الضربة تلو الأخرى، وجهت المقاومة للاحتلال خلال عام 2017، وقد حملت عملياتها الفدائية الكثير من المفاجئات التي لم تكن بالحسبان، فقتلت وأصابت وأوجعت، وتمكنت من اختراق ما اعتبره الاحتلال يوميا "حصنا منيعا".

فبين طعن ودهس وإطلاق نار، تنوعت العمليات الفدائية الفردية خلال عام 2017، وكانت امتدادا واستمرارا لانتفاضة القدس التي اشتعلت عام 2015، فرغم مراهنة الاحتلال المستمرة أنها هبة أنية، وبذله المحاولات الحثيثة لقلعها، ها المقاومة تستمر شق نفق الحرية.. الحرية التي لا تقبل المساومة والتجزئة.

بـ 404 عملية فدائية طوت المقاومة عام 2017، منها 12 عملية دهس، و32 عملية طعن، و 51 عملية إطلاق نار، وتفجير 96 عبوة ناسفة في حواجز ومستوطنات الاحتلال، حسب إحصائية لموقع الانتفاضة.

وأسفرت العمليات الفدائية عن مقتل 22 إسرائيليا معظمهم من جنود الاحتلال، وإصابة 397 آخرين حسب اعترافات الاحتلال، وسط توقعات أن العدد يفوق ذلك.

أما عمليات إلقاء الحجارة، فقد بلغت 213 عملية رشق حجارة، 80 عملية منها كانت في النصف الأول من عام 2017 تركزت في 2094 نقطة مواجهة، فيما بلغت عمليات إلقاء الزجاجات الحارقة –في ذات الفترة الزمنية- 363 زجاجة حارقة.

العمليات النوعية 1- عملية الشاحنة

الثامن من كانون ثاني، افتتحت المقاومة عام 2017 بعملية الشاحنة الفدائية التي نفذها الشهيد فادي (28) عاما من جبل المكبر، إذ استهدف بعمليته العشرات من جنود الاحتلال الذين وصلوا لتوهم مستوطنة "ارمنون هنتسيف" المقامة على أراضي مدينة القدس، ليتمكن من قتل أربعة منهم وإصابة 20 آخرا، قبل أن يرتقي شهيدا.

عملية الشاحنة، اعتبرها الاحتلال من العمليات القاسية التي استهدفت جيشه وأهانته، إذ كشفت الفيديوهات المصورة لحظة العملية، أن جنود الاحتلال هربوا من أمام الشاحنة ولم يتمكنوا من مواجهة الفدائي قنبر، ما دفع الاحتلال لفتح تحقيق حول تفاصيل هروب جنود الاحتلال.

عملية الشهيد فادي قنبر حطمت الهدوء الذي خيم على مدينة القدس واستهواه الاحتلال، فجاء بإحدى تقارير جيش الاحتلال عن وصفه العملية، "(..) وجهت الضربة على رؤوسنا للاستيقاظ من وهمنا لنكتشف أن شيئا لم يتغير".

2- عملية الأقصى

14تموز 2017، بخطوات ثابتة وقلب واثق، اجتاز محمد أحمد محمد جبارين 29 عاما، محمد حامد عبد اللطيف جبارين 19 عاما، محمد أحمد مفضل جبارين 19 عاما، بأسلحتهم أبواب المسجد الأقصى حيث تتمركز قوات الاحتلال، أدوا صلاة الفجر، وما أن توسطت الشمس، حتى أعلنوا بدء المعركة.

اشتبك الفدائيون الثلاثة مع قوات الاحتلال في صحن قبة الصخرة التي تتوسط باحات المسجد الأقصى، ليقتلوا اثنين من قوات الاحتلال ويصيبوا آخرين، قبل أن يرتقوا شهداء.

العملية الفدائية النوعية داخل باحات المسجد الأقصى شكلت صدمة كبرى للاحتلال، الذي تساءل كيف دخل هؤلاء الثلاثة بأسلحتهم إلى المسجد الأقصى، ثلاثة يحملون الهوية الإسرائيلية ويعيشوا في الداخل المحتل، إلا أنهم تمكنوا من حيازة الأسلحة والتخطيط للعملية وتنفيذها في أكثر الأماكن حساسية.

الاحتلال الذي يتباهى بادعاء إحكام سيطرته على المسجد الأقصى، بوضع قواته على كافة أبوابه والتي تتحكم بدخول وخروج المصلين، وزرع كاميرات المراقبة في كل زاوية بالمسجد، سقط مجددا أمام العملية الفدائية التي نفذها الثلاثي جبارين من بلدة أم الفحم.

3- عملية حلميش مساء21 تموز 2017، دوت صفارات الإنذار داخل مستوطنة حلميش المقامة على أراضي قرية النبي صالح غرب رام الله، ولكن بعد فوات الأوان.

وحيدا لا يحمل إلا مصحف وعبوة مياه وسكين، ذهب الفدائي عمر العبد مشيا على الأقدام إلى مستوطنة حلميش ثم اجتياز السياج وصولا إلى أحد المنازل، حيث قتل ثلاثة مستوطنين وأصاب آخرين بجروح، وذلك انتقاما للمسجد الأقصى وما يتعرض له من اعتداءات وانتهاكات يومية، حسبما كتب في وصيته.

تنفيذ عمر العبد لعمليته الفدائية نجحت رغم محاولات الأجهزة الأمنية إفشالها، فقد سبق أن قام جهاز الأمن الوقائي باعتقال عمر وتعذيبه لانتزاع من اعترافات على خلفية نشره تهديد للاحتلال على صفحته في فيسبوك، إلا أنه فشل في ذلك.

أما الاحتلال، فاعترف بفشله بمواجهة عملية عمر العبد الفدائية، وقد أقر أن الفدائي عمر تمكن من التسلل إلى المستوطنة عدة مرات بالسابق إلا أن نجح بالأخيرة.

وقد فتحت الاحتلال تحقيق حول أسباب إخفاق الاحترازات الأمنية في مستوطنة حلميش في إحباط عملية الفدائي عمر العبد، وخاصة أن حراسة أمن المستوطنة لم تتلقَ إنذارا بسبب اختفاء جهاز الإشعار منذ عدة أيام قبل تنفيذ العملية.

4- عملية الجمل

تقدم نمر الجمل  - من قرية بيت سوريك - في 26 أيلول 2017 ليدخل الحاجز المقام على مستوطنة "هار أدار" حيث عمله، إلا أن المفاجأة كانت بمسدس قديم يملأه الصدأ مخبأ داخل ملابسه، إذ أخرجه وأطلق النار من مسافة السفر على قوات الاحتلال المتمركزة في المكان، ليقتل منهم ثلاثة ويصيب آخرين.

المفاجأة كانت بعملية الجمل، أنها نفذت بمسدس كان قد أعلن جيش الاحتلال فقدانه قبل عشر سنوات، أما المفاجأة الثانية المباغتة وإطلاق النار من مسافة الصفر، والمفاجأة الثالثة كانت بالمنفذ الذي لم يعتقل سابقا في سجون الاحتلال، كما أنه يعمل منذ سنوات في مستوطنة "هار أدار" ولم يكن حوله أي شبهات، وهو ما أكدته تصريحات الاحتلال التي بينت فشلها بإعداد "بروفايل" محدد للفدائيين الذين يخططون لتنفيذ العمليات.

عملية الجمل أثارت غضب الاحتلال بشكل كبير، إذ علق رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، "سنستعد لاحتمال أن يكون هذا نمط عمليات جديد".

تكتيك العمليات

عملية الشاحنة، عملية الأقصى، عملية حلميش، عملية هار أدار، ليست سوى أمثلة من مجمل العمليات الفدائية النوعية والمهمة التي نفذت عام 2017، إلا أن هذه العمليات الفدائية تمكنت من توجيه ضربات موجعة للاحتلال، وخاصة أنها كانت عمليات مدروسة بدقة، وقد رسم منفذوها خطة واضحة لتنفيذها قبل الانطلاق إلى هدفهم.

الفدائيون استفادوا من العمليات الفدائية السابقة، واتخذوا عبر عدة أهمها اختيار المكان المناسب، تحديد الهدف، كذلك اختيار الزمان المناسب، وهو التكتيك الذي تميزت به هذه العمليات الفدائية.

ففي الأماكن التي يعتقد الاحتلال أنها تخضع لسيطرته كاملة، تمكن الفدائيون من اختراقها في الوقت المناسب الذي حددوه، ونجحوا بتنفيذ عمليات نوعية لم يحسب الاحتلال لها حساب، وأوصلوا رسالتهم أن الأهداف كلها مستباحة أمام المقاوم، ما دام الاحتلال يواصل اعتداءاته وانتهاكاته.

انتهى عام 2017، وها هو الاحتلال ينشر توقعات أمنية جديدة تتضمن تخوفات من مفاجئات المقاومة في العام الجديد، فماذا تخبأ المقاومة في جعبتها للاحتلال؟ وهل سيشهد عام 2018 تصعيدا للعمليات الفدائية؟.. أسئلة مفتوحة لن نتعجل بجمع إجاباتها الآن!