شبكة قدس الإخبارية

استراتيجية الاحتلال لإجهاض الانتفاضة قبل تصاعدها

هيئة التحرير

القدس المحتلة - قدس الإخبارية: لا تزال "إسرائيل" تبحث عما ينقذ إعلان الرئيس الأمريكي الأخير الذي اعتبر القدس عاصمة لها، وهي هدية لا تتكرر مرتين، من أجل ذلك تحاول "إسرائيل" أن تئد الانتفاضة الجارية التي خرجت للتنديد بقرار ترمب في مهدها قبل أن تشتعل جذوتها وتتصاعد لمرحلة لا ينفع فيها الندم.

الاحتلال الإسرائيلي يسخر كل طاقاته من أجل إقاد الانتفاضة التي فجرها الشبان الفلسطينيون في وجهه للتعبير عن القدرة على الموت في سبيل المدينة التي تعبتر أهم ثابت من ثوابت القضية الفلسطينية، فماذا رسمت "إسرائيل" لنفسها من أجل منع تصاعد المواجهة مع المنتفضين الفلسطينيين؟.

من وجهة نظر الباحث والمختص في الشأن الاسرائيلي، عصمت منصور فإن الاحتلال الإسرائيلي لجأ إلى محورين لمنع تطور الموجهات الجارية لانتفاضة شاملة.

وأوشح منصور أن أول ركائز هذه الاستراتيجية التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي لنفسه لوأد الانتفاضة، هي الخطاب الإعلامي بتنصلها من المسؤولية عن القرار الأمريكي وأن من يتحمل مسؤولية القرار هو أمريكا وحدها، وثانيها عدم اللجوء للقوة المفرطة التي ستسفر عن ارتقاء شهداء في صفوف المنتفضين الفلسطينيين، وبالتالي توسيع الهالة الإعلامية التي تحظى بها المواجهات الدائرة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة مع قوات الاحتلال، وما ينجم عن ذلك من جنازات تشييع والتي في كل محطات المواجهة كانت سببا في إشعال فتيل موجة من العمليات الفدائية التي أصابت الإسرائيليين في مقتل.

وأشار منصور إلى أن "إسرائيل" تعمل من قطف ثمار هذا الإعلان من قبل ترمب بهدوء ودون إحداث جلبة، لأن الضجة ستجلب ردود أفعال عالمية وعربية لصالح الفلسطينيين، وسيبقي هذا القرار محل جدل لفترة طويلة، فهي تريد أن يدفن هذا القرار في طي النسيان وأن يصبح واقعا يعاش.

وأكد منصور على أن الاحتلال الإسرائيلي يراهن على عدم استمرارية هذه الانتفاضة، وتصر على كون هذه المواجهات موجة عابرة، ولكن في العديد من المناسبات كانت التحليلات الإسرائيلية غير صائبة، وخيب الفدائيون الفلسطينيون توقعاتها.

المصدر: الحدث