شبكة قدس الإخبارية

ما هو مهرب الاحتلال من انتفاضة العاصمة؟

هيئة التحرير

غزة – خاص قدس الإخبارية: صعد الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام القليلة الماضية من حدة العدوان على قطاع غزة، القابع تحت الحصار للعام الحادي عشر على التوالي، إذ شهدت الأيام الأخيرة استشهاد عناصرٍ من كتائب القسام في غارة إسرائيلية على موقع تابع لها، فضلاً عن عمليات إطلاق نار يومية متكررة على نقاط رصد تابعة للمقاومة وقصف مواقع أخرى.

ويخشى الفلسطينيون في القطاع من أن يكون الاحتلال يهدف إلى حرف الأنظار عن قضية القدس المحتلة عبر إمكانية تصعيد الأوضاع مع فصائل المقاومة المسلحة عبر عدوان عسكري محدود أو مواجهة شاملة على غرار الحروب الماضية التي شنها على غزة.

وتجمع عدد من القوى والفصائل الوطنية على ضرورة أن تكون المقاومة متيقظة لكل المحاولات الإسرائيلية الرامية لحرف الأنظار عن التحرك الشعبي والجماهيري لا سيما في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، بالإضافة لما تشهده مناطق التماس على حدود غزة.

حرف النظر

وفي هذا السياق، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل إن الاحتلال يريد أن يحرف الأنظار عن قضية القدس والأقصى وهو يرى أن الانتفاضة تتعاظم في الوقت الذي تتجه أنظار العالم كله نحو القدس، فيسعى الاحتلال لسحب حالة الاهتمام المتصاعدة يومًا تلو آخر.

وأضاف المدلل لـ "قُدس الإخبارية"، إنه بالرغم من حالة التصعيد وتيقظ المقاومة إلا أنه لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يقوم به الاحتلال، مشددًا على أن صبر المقاومة له حدود، بالرغم من التأكيد على أن الأيام الحالية هي أيام انتفاضة القدس والأقصى.

وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي على أن المقاومة لديها مخزون استراتيجي قوي وهناك تطورات كبيرة لديها يعلم الاحتلال جانباً منها، لافتاً إلى أن المقاومة تعمل على تحريك الجمهور شعبيًا لخدمة قضية القدس المحتلة في وجه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ومنذ إعلان ترامب قراراه بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال تعاظم الغضب الشعبي الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين والقطاع، فضلاً عن العواصم العربية والإسلامية وحتى الأوروبية رفضاً لهذا القرار الأمريكي المنحاز للاحتلال.

فرض معادلة جديدة

من جانبه، رأى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رباح مهنا أن إسرائيل تحاول استغلال أي شيء بهدف طرح معادلة جديدة لتبدو وكأنها مسيطرة على الوضع في مواجهة التحرك الجماهيري الواسع في الضفة وغزة وبعض الدول العربية.

وشدد مهنا في حديثه لـ "قدس الإخبارية" أن المطلوب في الفترة الحالية تفعيل الإطار القيادي الموحد ميدانيًا، وتفعيل قيادة المقاومة لبحث طبيعة الردود وأوقاتها بشكل مشترك يواجه كل التحرك الإسرائيلي الذي يهدف لحرف النظر عن القضايا المركزية دائمًا.

وأشار القيادي مهنا إلى أن السعي الإسرائيلي من حالة التصعيد المتزايد والواضح خلال الأيام الماضية في القطاع تهدف لحرف النظر وحالة الزخم الدولي والعالمي والعربي الكبير عن قضية القدس المركزية وإيجاد قضية ثانوية تسحب الاهتمام منها.

وعن إمكانية لجوء الاحتلال لشن عدوان جديد على القطاع أو توسيع دائرة التصعيد، اعتبر مهنا أن الاحتلال يواجه المد الجماهيري بمثل هذه الخطوات، مستعبدًا في الوقت ذاته أن يلجأ الاحتلال في المرحلة الحالية إلى شن عمل عسكري ضد القطاع.

ورطة الاحتلال

من جانبه، قال القيادي في حركة حماس وعضو كتلتها البرلمانية في المجلس التشريعي يحيى موسى إنه من الواضح أن العدو الإسرائيلي في ورطة حقيقية مع بدايات انتفاضة شعبية شاملة وعارمة لا سميا في ظل المواقف الواضحة على المستوى العربي والعالمي.

وتابع موسى في حديثه لـ "قدس الإخبارية": "هذا الموقف يجعل العدو يريد أن يجر الجميع لمعركة في الملعب الذي يحب أن يمارس فيه القتل والإجرام ضد الشعب الفلسطيني، ولكي يخرج من طابع الانتفاضة الشعبي العارم ويحرف الأنظار من القدس إلى أماكن أخرى ومعارك أخرى".

وشدد القيادي في حماس على أهمية أن تكون هذه الأمور واضحة لدى الشارع الفلسطيني ولدى المقاومة حتى، بحيث تُحدد الأدوات الخاصة بالمواجهة في هذه الفترة وفق استراتيجية وطنية شاملة يتفق عليها المجموع الفلسطيني من خلال المصالحة.

وأكد موسى على أن المقاومة ستبقى حاضرة في الميدان، ومن الطبيعي أن يكون لكل فعل رد فعل، فالمقاومة ستبقى ملتزمة بالدفاع عن الشعب الفلسطيني، منوهًا إلى أن كل حادث بالنسبة للمقاومة يقدر على حدا وهي من تدير الصراع والمواجهة على الأرض.