شبكة قدس الإخبارية

النوايا الأمريكية تجاه القدس تشعل القلق العربي والغضب الفلسطيني

هيئة التحرير

القدس المحتلة - قدس الإخبارية: أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترمب"، نيته المضي قدما في نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" للقدس المحتلة، وهو إجراء يعني بالمحصلة إعلان ضمني من الإدارة الأمريكية المدينة المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال.

هذه النية أبلغ بها ترمب العديد من الزعماء العرب منهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من خلال اتصالات هاتفية أجراها معهم، مساء اليوم الثلاثاء، في حين نقلت العديد من وسائل الإعلام إبلاغ هؤلاء الزعماء تحذيراتهم لترمب من الإقدام على هذه الخطوة.

كما أجرى ترمب اتصالا هاتفيا مع رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" لإبلاغه بنيته المذكورة، وأعلن الأخير عن استنفار قوات جيشه تحسبا لأي تصعيد قد تشهده المناطق الفلسطينية، ردا على هذا الإعلان من ترمب.

في غضون ذلك، تعددت الردود العربية والإسلامية على هذه النوايا من الإدارة الأمريكية تجاه المدينة المحتلة، فتنوعت بين الشجب والاستنكار والتهديد والقلق، في حين شددت الفصائل الفلسطينية على أن تصعيد أعمال المقاومة سيكون الرد المناسب على هذه الخطوات من قبل إدارة "ترمب" تجاه إحدى ركائز الثوابت الفلسطينية التي لن يسمح الفلسطينيون لأي أحد المساس بها.

العرب قلقون

من جهته، بعث العاهل المغربي، رئيس لجنة القدس، الملك محمد السادس، رسالة إلى ترامب، أعرب فيها عن القلق البالغ الذي ينتاب الدول والشعوب العربية والإسلامية، إزاء الأخبار المتواترة بشأن نية إدارته الاعتراف بالقدس عاصمةً لدولة الاحتلال، ونقل سفارتها إليها.

وقال ملك المغرب في رسالته: "لا يخفى عليكم ما تشكله مدينة القدس من أهمية قصوى، ليس فقط بالنسبة لأطراف النزاع، بل ولدى أتباع الديانات السماوية الثلاث، فمدينة القدس، بخصوصيتها الدينية الفريدة، وهويتها التاريخية العريقة، ورمزيتها السياسية الوازنة، يجب أن تبقى أرضا للتعايش، وعَلماً للتساكن والتسامح بين الجميع".

وأضاف، "لقد أظهرتم، منذ تسلمكم مهامكم السامية، عن إرادةٍ قوية وعزم أكيد لإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، واتخذتم خطوات واعدة في هذا الاتجاه، حظيت بدعم موصول من قبل المجتمع الدولي، بما فيه المملكة المغربية".

وأكد العاهل المغربي في رسالته أن من شأن هذه الخطوة أن تؤثر سلبا على آفاق إيجاد تسوية عادلة وشاملة للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وذلك اعتبارا لكون الولايات المتحدة الأمريكية أحد الرعاة الأساسيين لعملية السلام وتحظى بثقة جميع الأطراف.

وشدد على أن القدس، بحكم القرارات الدولية ذات الصلة، بما فيها على وجه الخصوص قرارات مجلس الأمن، تقع في صلب قضايا الوضع النهائي، وهو ما يقتضي الحفاظ على مركزها القانوني، والإحجام عن كل ما من شأنه المساس بوضعها السياسي القائم.

وقال: "إن ما تعيشه منطقة الشرق الأوسط من أزمات عميقة وتوترات متواصلة، ومخاطر عديدة، يقضي تفادي كل ما من شأنه تأجيج مشاعر الغبن والإحباط التي تغذي التطرف والإرهاب، والمساس بالاستقرار الهش في المنطقة، وإضعاف الأمل في مفاوضات مُجدية لتحقيق رؤية المجتمع الدولي حول حل الدولتين".

وأكد أن المملكة المغربية، الحريصة دوما على استتباب سلام عادل وشامل في المنطقة، وفقا لمبادئ الشرعية وللقرارات الدولية ذات الصلة، لا يراودها شك في بُعد نظر إدارة الرئيس ترامب، ولا في التزامه الشخصي بالسلم والاستقرار بالمنطقة، وعزمه الوطيد على العمل لتيسير سبل إحياء مسلسل السلام، وتفادي ما قد يعيقه بل ويقضي عليه نهائيا".

في هذا الصدد، قال نبيل أبو ردينة، الناطق باسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس: "إن اعتراف أميركا بالقدس عاصمة لإسرائيل سيؤدي إلى "تدمير عملية السلام" و"زعزعة استقرار المنطقة".

كما أكدت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" أن العاهل الأردني الملك عبدالله حذر خلال زيارته واشنطن هذا الأسبوع، المشرعين، من أن نقل السفارة "يمكن أن يستغله الإرهابيون ليثيروا الغضب والإحباط واليأس".

الفلسطينيون.. دعوات للتصعيد

وفي هذا السياق، استنفرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إقليم رام الله والبيرة الجماهير الفلسطينية للوقوف في وجه النية الأمريكية لنقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة وإعلانها عاصمة لدولة الاحتلال.

كما دعت الحركة الفلسطينيين إلى التوحد ورص الصفوف والانتفاض في وجه تلك الخطوات المدمرة تحت شعار "لبيك يا قدس".

وطالب الحركة من دول العالم "التي قالت كلمتها في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة وصوتت بأغلبية ساحقة ضد تبعية القدس لاسرائيل وقالت أن لا صلة للقدس باسرائيل بأن تسعى جاهدة ومعها كل أحرار العالم لمنع تنفيذ تلك الجريمة من قبل إدارة ترامب المجنونة".

وقالت الحركة: "القدس هي بوابة الحرب والسلام واستمرار التصعيد ضد عروبتها هي بمثابة إعلان حرب وشطب لكل المواثيق والقوانين الدولية".

كما دعت حركة حماس من جهتها لجمعة غضب على كل نقاط التماس مع الاحتلال انتفاضاً من أجل القدس بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلانها عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارة بلاده إليها.

وقالت الحركة في بيان لها على حسابها الخاص على موقع التوصل الاجتماعي "تويتر": "هذه الخطوة تمثل اعتداء صارخا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على المدينة، ومنحا لدولة الكيان شرعية على مدينة القدس، وغطاء للاستمرار في جرائم تهويد المدينة وطرد الفلسطينيين، وتشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي باعتبار القدس أراضي محتلة".

ودعت الحركة أبناء الشعب الفلسطيني للوقوف سدا منيعا وسورا عاليا في وجه هذا القرار الغاشم، وتأجيج انتفاضة القدس كي لا تمر هذه المؤامرة، وإن أي قرار مهما كان لن يغير من حقيقة أن القدس أرض فلسطينية عربية إسلامية.

كما أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عدائي يتوجب من الجميع عرباً ومسلمين التوحد والتصدي له ومجابهته.

وقال داوود شهاب مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان صحفي: "كل يوم تكشف أمريكا أنها شريك كامل للاحتلال في عدوانه وإرهابه على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وعلى كل أمتنا".

وأضاف شهاب، أن "كل من يراهن أو يعتقد بأن أمريكا يمكن أن تسهم في استقرار المنطقة مخدوع وواهم أشد الوهم، مؤكداً أن أمريكا هي من اعتدى على الأمة ونكل بشعوبها وهي من تسعى لتمكين العدو الصهيوني من التوسع الاستيطاني في أرضنا وتهويد مقدساتنا.