شبكة قدس الإخبارية

التربية والتعليم تلقي بالطلبة البدو على شوارع الموت

شذى حمّاد

القدس المحتلة – خاص قدس الإخبارية: يعاني طلبة التجمعات البدوية شرق مدينة القدس من صعوبة الوصول إلى مدارسهم في مدينة أريحا، فالتربية والتعليم تخصص لهم حافلة لنقلهم لا تتناسب مع العدد المتزايد سنويا من الطلبة. يوم الثلاثاء الموافق السابع من تشرين ثاني، لم يذهب طلبة التجمعات البدوية شرق القدس إلى مدارسهم وتغيبوا عن امتحاناتهم المقررة، بعد أن أصدر رئيس مديرية التربية والتعليم في أريحا قرارًا بإيقاف عمل الحافلة، محملا الأهالي المسؤولية لإيجاد حل بديل لنقل أبنائهم الطلبة. الحافلة التي خصصتها التربية والتعليم تنقل يوميا 80 طالبا من تسعة تجمعات بدوية تبدأ من الخان الأحمر وصولا إلى منطقة النبي موسى، على أربعة مراحل تستغرق ساعتين ونصف صباحا، وذاتها في ساعات المساء، وخاصة أن الحافلة مخصصة لنقل 18 راكبا فقط. الناطق باسم تجمع الخان الأحمر عيد خميس أوضح لـ قدس الإخبارية، أن المدرسة الموجودة في الخان الأحمر لا تستوعب كافة طلبة التجمعات البدوية التسعة المحيطة، وخاصة أن الاحتلال يهدد بهدم المدرسة، ويمنع الأهالي من توسيعها والبناء عليها، وهو ما يضطر الطلبة للذهاب إلى مدارس أريحا. وأشار خميس إلى أن التربية والتعليم وفرت حافلة نقل واحدة منذ سنوات، إلا أن الحافلة ما عادت تكفي الطلبة وخاصة أن أعدادهم آخذة بالازدياد سنويا، مبينا أن الحافلة تنقل الطلبة على عدة دفعات، كل دفعة تستغرق 40 - 50 دقيقة، ما يتسبب بتأخر وصول الطلبة للمدرسة صباحا، كما يؤخر عودتهم إلى بيوتهم مساء. وقال خميس لـ قدس الإخبارية، "منذ العام الماضي تواصلنا مع التربية والتعليم ووصلنا لهم شكوى الأهالي، فكان الرد أن الطلبة الذكور عليهم النزول إلى الشارع وارتياد المواصلات العامة على تكلفتهم الشخصية، وتنقل الحافلة الإناث وطلبة الصفوف الابتدائية فقط"، مشيرا إلى خطورة المنطقة إذ يعتبر الشارع خطًا سريعًا لمركبات المستوطنين، وهناك تخوف من عمليات الدهس، بعد وقوع عدة حوادث أودت بحياة الأطفال وسبب إعاقات لآخرين. وأضاف، "استجبنا لرد التربية والتعليم السابق، ولكن مع ازدياد أعداد الطلبة المرحلة الابتدائية استوجب مطالبة احضار باص آخر، إلا أن رد مديرية التربية والتعليم في أريحا كان أن هذا خارج صلاحياتها"، لافتا إلى أنه تم توجيه رسالة إلى وزير التربية والتعليم قبل عدة شهور إلا أنه لم يتم الرد على الأهالي حتى الآن. ولفت إلى أن الأهالي تفاجؤوا مؤخرا أن هناك قرارًا يقضي بعدم نقل أكثر من 4 دفعات، لتترك الحافلة أكثر من 15 طالبا وهو ما دفع الأهالي للتوجه مجددا لمديرية التربية والتعليم، "قالوا لنا هذه مسؤوليتكم أنتم البدو، واتخذوا قرارًا بإيقاف الحافلة بشكل كامل، حتى يتم حل الإشكالية من قبل الأهالي بتوفير مواصلات لأبنائهم". من جانبه، قال المختار أبو رائد عراعرة من تجمع البدوي في النبي موسى لـ قدس الإخبارية، "التربية والتعليم وفرت حافلة تتسع لـ 18 راكبا لنقل 80 طالبا يتوجهون يوميا لمدارس أريحا وعقبة جبر، وهو ما دفع عدد من الطلبة لارتياد المواصلات العامة للوصول إلى مدارسهم، ورغم ذلك يصلون متأخرين بسبب ضعف المواصلات في المنطقة. وبين أن مديرية التربية والتعليم في أريحا اتخذت قرار بإيقاف الحافلة بسبب تجاوزها الكمية المخصصة لها من السولار 700 لتر، إضافة لوجود عدد كبير من الطلبة لا تستطيع نقلهم، مطالبة الأهالي بإيجاد حل للمشكلة وتوفير مواصلات لأبنائهم. وأضاف، "التربية والتعليم وحدها المسؤولة عن طلابنا ووحدها من عليها إيجاد حل لهم.. طلابنا اليوم أجبروا على عدم الذهاب لمدارسهم وحرموا من استكمال امتحاناتهم"، مشيرا إلى أن الأهالي يطالبون بتوفير كمية أكبر من السولار للحافلة وتوفير حافلة أخرى لنقل الطلبة. وأوضح عراعرة أن الشارع الذي تطالب التربية والتعليم الطلبة من المشي عليه، هو شارع رئيس لمركبات المستوطنين، فالطلبة مهددين بالدهس وهو ما تعرضوا له عدة مرات سابقا. وقال، "نحن مهددين بالتهجير من قبل الاحتلال وما يقوم به من مشاريع استيطانية في المنطقة، فيما تطالبنا السلطة بالصمود دون أن توفر لنا ما يعزز صمودنا.. نحن لا نطلب سوى أن يتم توفير مواصلات لطلابنا ليصلوا لمدارسهم وهو حق أساسي لهم"، وتابع، "نحن لا نشحذ شيء من السلطة ولا نطالبهم بأن يصرفوا علينا من جيوبهم، نحن نطالب بحقنا من المخصصات المالية التي يتم اجتزائها باسم مناطق شرق القدس.. الآن يرممون في مقام النبي موسى ليحولوه لفندق ما سيكلفهم خمسة مليون، وهو مبلغ سيحسب أنه يصرف علينا كبدو" مطالبا بتوفير 50 ألف من هذا المبلغ سنويا لتمكين الطلبة من التعليم والوصول إلى مدارسهم. من جهته، قال رئيس العلاقات العامة في وزارة التربية والتعليم صادق الفضول لـ قدس الإخبارية، إن الوزارة شكلت لجنة لتدرس وتتابع إيجاد حل من خلال استئجار حافلة إضافية أو توفير حافلة أكبر لنقل الطلبة، مبينا أن هذه المشكلة جاءت نتيجة لتزايد عدد الطلبة ونقلهم من مديرية القدس إلى مديرية أريحا. وأضاف، أن وزارة التربية والتعليم تعتبر الوحيدة في العالم التي توفر نقل للطلبة، على حد قوله، مطالبا الأهالي في التجمعات البدوية تفهم الظرف والمساعدة في إيجاد حل له.