شبكة قدس الإخبارية

الحفارون السبعة.. هكذا استشهد قادة المقاومة

هيئة التحرير

قطاع غزة - خاص قدس الإخبارية: كان الهدوء يعم أرجاء القطاع الذي ينتظر بفارغ الصبر إتمام المصالحة ورفع عقوبات الرئيس محمود عباس عن غزة، طائرات الاحتلال لم تنتظر، وأطلقت 5 صواريخ تجاه احد انفاق المقاومة في خانيونس، والذي كان يتواجد فيه عدد من مقاومي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وحينما شاع الخبر، قام مقاتلوا القسام مسرعين لإنقاذ رفاق السلاح من جوف الأرض.

ساعات وساعات، كانت سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ تهرع إلى المكان لانتشال ما تبقى من جثت العالقين داخل النفق فمنهم المصاب ومنهم الشهيد، والعدد مرهون بالازدياد، شهيدًا تلو الآخر صعدوا من باطن الأرض إلى السماء، ليصبحوا 7 أقمار من شهداء الإنقاذ الذين ارتقوا إلى العلياء أمس، بعد تعرضهم للاختناق داخل النفق الذي تم استهدافه من قبل قوات الاحتلال، حيث أنهم ضحوا بأرواحهم من أجل انقاذ رفاق سلاحهم.

والجديد هذه المرة، وهو ليس غريبًا على الاحتلال، تمثل باستخدامه موادًا غامضة في صواريخه وصفت بأنها سامة وتؤدي إلى الاختناق الفوري، وهذا ما بدا واضحاً على جثامين الشهداء السبعة في حين لم تكن اصابتهم مباشرة.

استخدام أسلحة محرمة دولياُ

في الحديث مع الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة يقول لـ "قدس الإخبارية": "بعد استهداف النفق من قبل قوات الاحتلال، جميع ما وصل من الإصابات والشهداء إلى مستشفيات القطاع، ناجم عن تعرضهم لحالة من الاختناق أثناء عملية البحث عن المصابين هناك، وهذا ما يدلل على عدم اصابتهم بشكل مباشر". ويضيف أن "جميع الشهداء والمصابين تعرضوا لاستنشاق غاز وهذا لربما جراء الاستهداف لمنطقة محصورة، مما راكم كميات كبيرة من البارود والغاز السام المنبعث مما زاد عدد الشهداء، الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية الكشف عن ماهية الأسلحة المستخدمة في الاستهداف، حيث اعتاد الاحتلال على استخدام أسلحة محرمة دولياً ضد المدنيين العزل في قطاع غزة". جميع المؤشرات تدلل على استخدام الغاز السام كمال الخطاب مدير مستشفى شهداء الأقصى، يقول لـ "قدس الإخبارية":  "إن كل المؤشرات بعد إجراء الفحوصات الطبية للمرضى ومعاينتهم تدلل على أنهم تعرضوا لاستنشاق غاز سام مباشر، منوهاً إلى أن جميع جثامين الشهداء التي وصلتهم كانت تميل إلى اللون الأزرق والذي يؤكد على أن سبب الوفاة هو الاختناق لا غير". ويؤكد، على أن ما حدث ليس بالمعتاد، فجميع من كانوا بالمكان اتخذوا كافة الاحتياطات اللازمة من ارتداءهم لبدلة خاصة بمهمة الإنقاذ، إلى جانب تزويد أنفسهم بأنابيب الأوكسجين، وبالرغم من كل ذلك إلا أنهم فارقوا الحياة، هذا ما يشير إلى استخدام الاحتلال مواد جديدة قاتلة. أما الخبير الأمني والمحلل السياسي محمود العجرمي يقول لـ "قدس الإخبارية": "من جهة موضوعية لقراءة هامة لصورة الوضع من جانب الاحتلال فهم أيضاً ليسوا بوارد تصعيد عسكري، لأسباب عديدة على المستويات الداخلية والإقليمية، الذي ينصح بعدم بدء أي حرب فعلية". ويشير إلى أن الاحتلال لم يجري أي اعتذار منذ قيام دولة الاحتلال، كي يغطي على عملية قام بها وهذا واضح مما حصل أمس، فالاحتلال لم يفوت أي فرصة له لاستهداف الفلسطينيين حتى المدنيين العزل والأطفال، إلا استغلها. ولفت العجرمي إلى أن الاحتلال لم يتوقف في تاريخه عن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً وتحديداً المعارك التي جرت منذ عام 2008، حتى عدوان 2014، فاستخدامهم للعنقودي والفسفوري والارتجاجي والفراغي، كلها هذه أسلحة محرمة دولياً ذات تأثير بعيد المدى وقد تؤدي إلى حدوث السرطانات، لكن استخدام غاز مباشرة بهذه الطريقة تعد حادثة غير مسبوقة في استخدامات العدو. وينوه العجرمي، إلى أن استخدام الغاز السام ما هو إلا عنوان لأي مرحلة حرب قادمة، فالعدو بصفته خارج دولة متمردة على القانون الدولي، ولم يلتزم بأي من القرارات التي تعلو أرصفة الأمم المتحدة حتى اليوم.