شبكة قدس الإخبارية

لماذا لم نبتسم قديماً في الصور؟

هيئة التحرير

منوعات - قدس الإخبارية: لا تبحث كثيرا بين الصور القديمة لعائلتك عن الإبتسامات، فلن تجدها، ليس لأنهم لم يكونوا سعداء، بل لأسباب قد لا تخطر يوما في بالك.

فمن القليل جدا، أن تجد ابتسامة في الصورة القديمة، ويكاد ذلك أن يكون نادرا، فالكاميرات لم تُوثِّق لحظات السعادة قديمًا، وهذا لا يعني أن الناس في الماضي كانوا تعساء، بل إن الكاميرا كانت حديثة عهد في ذاك الزمان، ولم تتمكن من توثيق كل جوانب الحياة.

خبراء مختصين في دراسة الماضي طوروا أسباب وتكهنات مختلفة حول سبب غياب الابتسامة في الصور القديمة، وتمحورت إحدى الأسباب حول الأسنان، التي كان الناس يحاولون إخفائها لمنظرها السيء

ويقول المختصون أن سبب المنظر السيء للأسنان كان بسبب غياب أدوات النظافة الشخصية أو ارتفاع ثمنها، إذ لم يكن تنظيف الأسنان من عادات الطبقة الوسطى والفقيرة من المجتمع وحتى الغنية! وكان من السهل أن تتعرض أسنانهم للتسوس والسقوط، ولذلك لم يرغب الناس قديما بأن يظهروا أسنانهم المشوهة أو المفقودة للكاميرا، فرفضوا الابتسام.

إلا أن هذا السبب ما زال قيد الدراسة والشك، وخاصة أن الأسنان السيئة كانت شائعة في الماضي ولم تكن سببًا يدعو للحرج أو ذات تأثير كبير على الناس.

أما السبب الثاني، فقد أرجح المختصون أنه يتمحور حول وقت التصوير الطويل، فالكاميرات القديمة كانت تتطلب وقتًا طويلًا لالتقاط الصورة، ويُعتقد أن الناس كانوا يتخذون وضعيات مريحة خلال وقت التقاط الصورة.

لذلك، كان الابتسام لوقتٍ طويل غير محبب للناس ولم يفعلوا ذلك أمام الكاميرات.

فيما أرجح المختصون سبباً ثالثاً لذلك، وهو أخلاقياً، فقد كان يُنظر للإبتسام في العلن في الماضي من علامات الجنون أو الجهارة أو غيرها من الصفات غير المحبوبة والمذمومة.

ونرى ذلك في لوحات البورتريت التي رُسمت لشخصيات مختلفة من الماضي غابت فيها الابتسامة أيضًا، فكان الأشخاص في الماضي يميلون إلى اختيار وضعيات خالية من المشاعر وصارمة، لأن الابتسامة الصارخة كانت تقترن بالأخلاق وصحة العقل.

فيما أصبحت الابتسامة شائعة في الصور بحلول 1920 – 1930، حيث بدأت التكنولوجيا تتقدم شيئًا فشيئًا، ولم يعد امتلاك كاميرا مقتصرًا على المهنيين، فزاد امتلاك الناس للكاميرات وأصبح تصوير اللحظات المثيرة في الحياة من الأمور المحببة.