شبكة قدس الإخبارية

عودة الدماء في العلاقات الحمساوية الإيرانية.. ما السر؟

هيئة التحرير

رام الله- خاص قُدس الإخبارية: مع إنهاء حركة حماس انتخاب قيادتها الجديدة للدورة الحالية، يتضح حرص القيادة الجديدة الذي يترأس مكتبها السياسي إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري على استعادة العلاقات بشكل سريع وقوي مع إيران بعد فتور اندلع على إثر موقف الحركة السابق من الثورة السورية.

وتبدو القيادة الجديدة للحركة أكثر إدراكًا بحجم التأثير القوي والفاعل الذي لعبه الدعم الإيراني لصالح قضية المقاومة لا سيما جناحها العسكري في الوقت الذي فشلت أي من الأطراف الأخرى في توفيره أو المساهمة فيه والذي كان مقتصرًا على مساعدات ومشاريع بنى تحتية في غزة.

ويتضح من التوجه القوي لقادة الحركة الجدد في المكتب السياسي أن العلاقة مع طهران من شأنها أن تخفف من حدة الأزمة المالية التي تعاني منها حماس منذ سنوات، فضلاً عن إمكانية تطوير قدرات ذارعها العسكري بشكل يمكنها من امتلاك أسلحة متطورة قادرة على قلب معايير أي مواجهة محتملة مع الاحتلال.

وكان نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري الذي يزور العاصمة الإيرانية طهران على رأس وفد رفيع من قيادة الحركة أكد في تصريحات له مساء السبت على أن المباحثات بين حركتي حماس وفتح بالقاهرة قوبلت بشروط إسرائيلية وهي نزع السلاح والاعتراف بـ"إسرائيل" وقطع العلاقة مع إيران. وأضاف العاروري أن وجود وفد حركة حماس في طهران هو الرفض العملي لطلب قطع العلاقات مع إيران، مشددًا على أن حركته لن تتراجع عن خيار الدفاع عن الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى كون المصالحة لن تؤثر على سلاح المقاومة. العلاقات تتصاعد

عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، قال لـ "قُدس الإخبارية" إن زيارة إيران تأتي في إطار نهج حماس القائم على فتح العلاقات مع كل الأطراف والدول وذلك لحشد الدعم بمختلف أشكاله لصالح القضية الفلسطينية، منوهًا إلى أن هدف الزيارة الحالي هو بحث العلاقات الثنائية ووضع القيادة الإيرانية في صورة أخر التطورات المتعلقة بالحالة الفلسطينية خاصة حوارات القاهرة الأخيرة.

وأشار بدران إلى أن حماس ستضع طهران في صورة ملف المصالحة وحالة التقدم في تحقيقها، خاصة عقب الخطوات الإيجابية التي قدمتها حماس وات ايجابية في هذا المجال خلال الحوارات الأخيرة التي جرت مع حركة فتح برعاية مصرية في القاهرة.

وعن العلاقات مع طهران، أوضح عضو المكتب السياسي للحركة أن العلاقة مع إيران تتكوّر بشكل متصاعد حيث سيؤثر ذلك إيجابيًا على مشروع المقاومة ويفتح آفاقًا متنوعة لتطوير أشكالها وقدراتها بشكلٍ عام، مؤكدًا في الوقت ذاته على أن الحركة ليست طرفًا في أي محاور إقليمية.

ونبه بدران إلى أن حركته حريصة على علاقات صحية وطبيعية وإيجابية مع مختلف الأطراف والقوى الاقليمية على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، مشددًا على أن حركة حماس تهدف من وراء ذلك إلى تقوية الجانب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، مع الإيمان على أن هناك قدرة على جمع كل الأطراف حول القضية الفلسطينية حتى لو اختلفوا في قضايا ومساحات أخرى.

الوقت والسبب

في السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إن العلاقة بين حماس وإيران ليست جديدة وكانت قائمة وما يجري حاليا خطوات متقدمة لاستعادة العلاقة التي لم تتوقف حيث بقت بعض الاتصالات وتم الحفاظ على بعض أشكال الدعم التي لم تنقطع.

ويضيف عرابي لـ "قُدس الإخبارية" أن هناك محاولات لاستعادة العلاقة، نجحت في الفترة الأخيرة قبل التغير الذي حدث في قيادة حماس والجهود مستمرة ومتواصلة مع وجود قيادة جديدة للحركة، مع التنويه إلى أن استعادة العلاقة بدأ عبر جهود واضحة كانت في العامين الأخيريين، موضحًا أن وصول قيادة جديدة لحركة حماس سيساهم في تعزيز العلاقات مجددًا على الرغم من كون القيادة السابقة هي التي فتحت العلاقة مع طهران إلا أن الخلافات تركت رواسب وهذه الرواسب ظهرت بشكل جلي منذ بداية الثورة السورية وانسحاب حماس من سوريا.

وعن الأسباب التي تجعل حركة حماس تتجه لإيران، أوضح عرابي أن حماس تعاني من أزمة مالية وهي في حاجة لهذه الدعم الكبير الذي كانت تقدمه طهران، فضلًا عن ارتفاع احتمالات المواجهة معها دائمًا، باعتبار طهران هي الوحيدة التي بإمكانها دعم الحركة إضافة إلى التحولات الإقليمية".

وبحسب عرابي، فانه لا يخفي حاجة إيران لحماس أيضًا وهو ما يبين أن كلا الطرفين في حاجة للآخر، وتنبع حاجة طهران للحركة الإسلامية عبر الخشية من وجود مواجهة مقبلة مع ترامب بالإضافة إلى إمكانية أن تلعب الحركة دور في التقريب بينها وبين قوى سنية في المنطقة.

ويوضح أن عودة الدعم المالي للحركة لن يكون بالسهولة التي كانت في السابق خصوصا في ظل الحروب التي تخوضها إيران في المنطقة العربية، بالإضافة لوجود بعض التحولات وبعض سياسات حماس التي ربما أيضا لا تنسجم مع تطلعات طهران، مضيفًا أن حماس قد تكون أخطأت في تقديم خطاب يوضح طبيعة علاقتها مع طهران، فالحركة تقود مشروع مقاوم وحتى تلك الدول السنية التي تلوم عليها تقاربها معها لا تقدم أي دعم يمكنها من استمرار حالة المقاومة مع الاحتلال.