شبكة قدس الإخبارية

لماذا لا تقاطع الجهات الرسمية ثيوفيلوس؟

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: تنظم الجهات الرسمية الفلسطينية والاردنية زيارات مكثفة لبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في القدس المحتلة، كيريوس ثيوفيلوس الثالث، تزامنا مع تصاعد الرفض الشعبي للبطريرك المتورط بتسريب أملاك وأراض للاحتلال.

وفي اجتماع يبدو أنه ليس الأخير، استقبل رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدلله يوم الثلاثاء الماضي، البطريرك ثيوفيلوس في مكتبه بمدينة رام الله، متجاهلا النداءات الأرثوذكسية الأخيرة التي تضمنت تخوين ثيوفيلوس واعتباره خارجاً عن الصف الوطني.

وأكد بيان مشترك لهيئة العمل الوطني والأهلي في القدس، والمجلس المركزي الأرثوذكسي، على أن استقبال الحمدلله لثيوفيلوس يأتي رغم تقدّم 309 فلسطينيين من مسيحيين ومسلمين، نهاية آب الماضي، بشكوى إلى النائب العام الفلسطيني من أجل محاسبته بتهمة تسريب أراضٍ وقفية تابعة للكنيسة في منطقة رحابيا بمدينة القدس، للجمعيات الاستيطانية.

وشدد البيان، على أنّ "الضمان الأساسي لحماية أملاك الأوقاف العربية المسيحية والإسلامية، هو الإسراع في عزل البطريرك ثيوفيلوس، وإيجاد قانون كنسي جديد يضمن إنهاء التفرّد بالتصرف في الوقف الأرثوذكسي"، مطالبا بموقف فلسطيني رسمي واضح وصريح، يتوافق والإرادة الشعبية.

وكان المؤتمر الوطني لدعم القضية العربية الأرثوذكسية عقد في الأول من تشرين أول، مؤتمرا في مدينة بيت لحم، طالب خلاله بسحب الاعتراف من ثيوفليوس تمهيداً لعزله ومحاسبته وأعوانه ومستشاريه، معتبرا ثيوفليوس خارجاً عن الصف الوطني ومتهما إياه بخيانة القضية الفلسطينية.

إلا أنه وبعد أيام قليلة من عقد المؤتمر، توجه وفد من الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس يترأسهم عزام الخطيب، ليزوروا ثيوفليوس في الأردن، معربين عن دعمهم له ووقوفهم بجانبه، ما أثار ردود فعل غاضبة انتقدت الزيارة وأدانتها.

عضو المجلس المركزي الارثوذكسي أليف صباغ أكد لـ قدس الإخبارية على أن كل الزيارات التي نظمت بعد إعلان المؤتمر الوطني، تصب في مصلحة ثيوفليس، "كان المفروض أن تعلن المؤسسات الحكومية مقاطعته حتى سحب الاعتراف منه".

وبين أن ثيوفليس يعمل الآن بناء على توجيهات شركة علاقات عامة استأجرها بملاين الشواقل من "اسرائيل"، بهدف إحباط موقف المؤتمر الداعي لعزل ثيوفليس، وذلك من خلال التوجه لزيارة المؤسسات الحكومية في فلسطين والأردن واسطنبول، لافتا إلى أنه يوجد جهود مضنية تبذل لفك العزلة عن البطريرك، والتي أثمرت بعد أيام من إعلان مقاطعته وذلك بتوجيه الأوقاف الإسلامية في القدس لزيارته.

وقال، "البطريرك يحاول رشوة مؤسسات أرثذوكسية من أجل فك العزلة الشعبية عنه، كما أنه يوجد جهات تساعده في ذلك كاللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس التي تسهل له الزيارات الرسمية وتضغط على المؤسسات من ضمنها الكشفية لتستقبل ثيوفليس بأعياد الميلاد، وذلك من خلال مساومتها في الدعم المادي".

وأكد على أن ما تبذله اللجنة الرئاسية بهدف كسر قرارات المؤتمر الوطني تصب في مصلحة البطريرك، "لا يوجد أي مصلحة عامة للجنة الرئاسية في ذلك، ولكننا لا نعلم إذا كان هناك مصالح خاصة خلف ذلك أو يوجد توجهات سياسية بهذا الشأن.. اللجنة الرئاسية مطالبة بتوضيح موقفها وسلوكها ونهجهها".

ولفت صباغ إلى أن ثيوفليوس يواصل جهوده لفك العزلة المفروضة عليه، وذلك من خلال اتهام الاحتلال إنه الوحيد المسؤول عن صفقات تسريب ممتلكات الكنيسية، كما أنه سيواصل اتصالاته مع الحكومات والبنوك ورؤساء الكنائس، "نحن أيضا نتواصل مع كافة الجهات ونمدها بملفات ووثائق تثبت أن ثيوفليوس أكبر متآمر على الكنيسة وهو يتعاون مع المستوطنين".

وبين أن كافة البيانات الوهمية التي أصدرها هي بيانات كاذبة ومضللة، وقد تم جمع أكثر من 60 بيانا مظللا أصدرته البطريركية منذ بداية عام 2017، "ثيوفليوس يجتمع مع الحكومة الفلسطينية ويكذب عليها، يتجمع مع الملك الأردني ويكذب عليه، كما يكذب على رؤساء الكنائس.. على الرغم أن محاكم الاحتلال أثبتت تعاونه مع المستوطنين وتسهيله تسريب ممتلكات لهم".

وأضاف، "كل حماية لثيوفليوس هي خيانة وطنية للقضية الأرثوذكسية والمصالح الوطنية الفلسطينية"، مؤكدا على أن التضامن مع القضية الأرثذوكسية باتت ككرة الثلج تكبر وتتزايد يوما بعد يوم، "الخناق يزداد على ثيوفليوس، هذه الهبة مختلفة عن الهبات السابقة، فنحن مستمرون حتى إسقاطه وكل المؤسسة اليونانية الحاكمة في الكنيسية الأرثوذكسية".

وأكد على أن الضغط الشعبي المتزايد سيجبر الحكومتين الأردنية والفلسطينية على سحب الاعتراف من ثيوفليوس وإسقاطه، مبينا أن التأخر بإسقاط ثيوفليوس ورائه ضغط أمريكي والذي يعتبر الحامي الأكبر له، فيما تتخوف السلطة من سحب الاعتراف من ثيوفليوس خشية من تأثر علاقتها مع اليونان، "الخوف غير مبرر وغير واقعي، فإذا ما وضعت الأمور في نصابها الصحيح يمكن إقالة ثيوفليوس وخاصة أن تم تقديم كل الوثائق التي تؤكد أنه باع ممتلكات الكنيسة وسربها للاحتلال".