شبكة قدس الإخبارية

أسد الأقصى مصباح أبو صبيح.. الذكرى الأولى لعمليةٍ فاجأت الاحتلال

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: توافق اليوم التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد أسد الأقصى "مصباح أبو صبيح" (39 عامًا)، بعد تنفيذه عملية إطلاق نارٍ صوب جنود الاحتلال قرب مقر القيادة المركزية لشرطة الاحتلال في حي الشيخ جرّاح بمدينة القدس المحتلة، وأدت إلى مقتل أحد عناصر شرطة الاحتلال ومستوطنة، وإصابة 6 آخرين.

وكان من المفترض أن يسلم الشهيد أبو صبيح نفسه لسلطات الاحتلال في ذلك اليوم، لقضاء 4 أشهر في سجن الرملة بعد اتهامه بضربٍ جندي إسرائيلي، إلا أنه اختار بديلًا عن السجن، أن يقضي شهيدًا في اشتباك مسلحٍ مع قوات الوحدة الخاصة المعروفة بـ"اليسّام"، على بعد أمتارٍ من مقر القيادة القطرية لشرطة الاحتلال، رغم التشديدات الأمنية المكثّفة بمناسبة الأعياد اليهودية آنذاك.

ووفقًا لإعلام الاحتلال فإن أبو صبيح بدأ بإطلاق النار من داخل مركتبه، باتجاه الجنود والمستوطنين في المنطقة الواقعة ما بين التلة الفرنسية وحتى محطة "شمعون هتسوديك" في القدس المحتلة والقريبة من منطقة الشيخ جراح، ومن فورها طوّقت قوات الاحتلال منزل الشهيد في بلدة الرام شمال القدس المحتلة، واقتحمته؛ واعتقلت عددًا من أقاربه، ولا تزال تحتجز جثمانه حتى اللحظة.

الشهيد أبو صبيح أبٌ لخمسة أطفال، وأسيرٌ محرر أمضى في سجون الاحتلال 39 شهرًا على فترات مختلفة، أما الحكم الأخير الذي صدر بحقه فيتعلق بضربه شرطيًا اسرائيليًا في حي باب حطة بالبلدة القديمة عام 2013، حيث أعادت المحكمة فتح ملفه، وأصدرت حكمًا بسجنه أربعة أشهر فعلية كان من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ منتصف شهر أكتوبر/تشرين أول من العام الماضي لكن شرطة الاحتلال هاتفته وأبلغته بأمر تسليمه نفسه.

وفي عام 2014 قضى الشهيد عامًا كاملًا في السجن، بعد اعتقاله على يد قوات الاحتلال بتهمة التحريض عبر "فيسبوك" إثر نشره شعار "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، ولم تتوقف سلطات الاحتلال عن مضايقته ما بين عاميّ 2013 و2015، واعتقله لعدة مرات ولأسباب مختلفة، وكان يفرج عنه غالبًا في اليوم ذاته.

وأصدرت سلطات الاحتلال قرارًا بمنع الشهيد أبو صبيح من السفر حتى نهاية العام الماضي، ومنعته من دخول المسجد الأقصى المبارك لستة أشهر، وآخر منع صدر بحقه كان يقضي بحرمانه من الوصول إلى القدس الشرقية لمدة شهر.

الشهيد مصباح علمًا من أعلام القدس والمسجد الأقصى وهو أسير محرر مبعد منذ 15 يوماً عن القدس، وهو أحد أشهر المرابطين بالمسجد الأقصى ومن أجرأ رجال القدس في مواجهة المستوطنين بالقدس المحتلة، وسبق أن أعتقل لأكثر من مرة بتهمة الرباط في الأقصى وضرب جنود الاحتلال.

ففي عام 2013 ، اعتقل أبو صبيح من منطقة باب حطة بالقدس القديمة، بتهمة الإعتداء على أحد أفراد شرطة الاحتلال وتم الإفراج عنه، وفوجئ بإعادة فتح القضية ضده عام 2015، ليحكم بالسجن الفعلي مدة 4 أشهر، وحسب قرار محكمة صلح الاحتلال الصادر قبل حوالي شهر، عليه تنفيذ القرار، منتصف الشهر الجاري.

ويعد الشهيد مصباح علمًا من أعلام القدس والمسجد الأقصى وكان يلقب بـ"أسد الأقصى"، وهو أحد أشهر المرابطين بالمسجد الأقصى المبارك ومن أجرأ رجال القدس في مواجهة المستوطنين والتصدي لهم، وكان آخر ما كتبه على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "كم أشتاق لعشقي لحبي كم أشتاق، وكنت أتمنى لو كنت آخر ما أراه وأقبله وأسجد على ثراه، أقبل ترابك وأصلي فيك، ولكن هو الظلم، وهم الظالمون، لن أشتاق لأحد كاشتياقي إليك، لن أحب أحدا كحبي إياك، رغم سجونهم حقدهم جبروتهم طغيانهم حبي لك يزداد، قالوا 4 أشهر سجن لحبي إياك، قلت والله قليل فعمري وحياتي وكل مالي فداك، إن لم أستطع الوصول إليك بجسدي فروحي وقلبي وعيوني ما فارقتك، وما تركتك، وما نسيتك، الحب الأكبر والعشق الأبدي حتى الممات".

وآخر نداءه، كان رسالة ودعوة مفتوحة للجميع للحفاظ على المسجد المبارك، قائلًا "الأقصى أمانة في أعناقكم فلا تتركوه وحيدا". فيما يلي قصةٌ إخبارية من إنتاج قدس الإخبارية، تلخص حياة الشهيد أبو صبيح وعمليته الفدائية واستشهاده.