شبكة قدس الإخبارية

في ذكراها الثانية.. عملية الحلبي مفجّرة انتفاضة السكاكين

هيئة التحرير

رام الله- قُدس الإخبارية: توافق اليوم الذكرى الثانية لعملية الشهيد مهند الحلبي، مفجر ثورة السكانين، والتي نفذها في اليوم الثالث من انطلاق انتفاضة القدس قبل عامين.

عملية مهند الحلبي البطولية التي أسفرت عن مقتل مستوطنين اثنين وإصابة اثنين آخرين؛ شكلت باكورة عمليات الطعن خلال انتفاضة القدس، وفتحت الطريق أمام عشرات العمليات الأخرى التي قتلت وأصابت المئات من جنود الاحتلال ومستوطنيه.

وقد أصبح مهند ابن العشرين ربيعاً والطالب بكلية الحقوق في جامعة القدس أبو ديس؛ رمزاً من رموز الانتفاضة، وأحد أعلامها البارزين، وارتبط اسم الانتفاضة بعملية الطعن البطولية التي نفذها في القدس انتقاماً للأقصى وحرائر فلسطين.

وما كان ليجول في خاطر مهند الذي ينحدر لأسرة فلسطينية لاجئة تسكن في بلدة سردا قضاء رام الله؛ أن عمليته تلك ستعبد الطريق لمرحلة جديدة يطلق عليها "انتفاضة السكاكين".

الثأر والانتقام

"حسب ما أرى فإن الانتفاضة الثالثة قد انطلقت، ما يجري للأقصى هو ما يجري لمقدساتنا ومسرى نبينا، وما يجري لنساء الأقصى هو ما يجري لأمهاتنا وأخواتنا، فلا أظن أنا شعب يرضى بالذل"، بهذه الكلمات عبر مهند على صفحته الشخصية على الفيس بوك قبل يوم من تنفيذه العملية.

سبق تلك الكلمات ما همسه مهند في أذن والد الشهيد ضياء التلاحمة لحظة عزائه له في الجامعة قائلاً "سنثأر له إن شاء لله"، فكانت البطولة، وتمثل الثأر بأبهى صوره وأكثرها تجلياً.

وكان تلأسير عبد العزيز مرعي ودوره في العملية، مما لم يركز عليه الإعلام، حيث كان له دور مرافق مهند وصديقه المقرب الأسير عبد العزيز مرعي ابن قرية قراوة بني حسان، والطالب في كلية التنمية البشرية في ذات الجامعة مع مهند الحلبي، والذي كان له دوراً بارزاً في العملية، وقد روى مرعي من محبسه أن الحلبي اتصل به لترتيب زيارة للمسجد الأقصى، وخلال الطريق قرر الحلبي تنفيذ عمليته.

فرغم محاولاتهما الحثيثة للدخول للأقصى إلا أن جنود الاحتلال صدوهم عنه أكثر من مرة، وهو ما أثار غضب مهند فقرر التوجه لشرطي الاحتلال وصفعه رداً على وقاحته وتهديده له باعتقاله، فما كان من عبد العزيز إلا أن ذكره بأنه إذا أراد أن يرد عليه فليكن الرد مزلزلاً، وهو ما كان يتوق له مهند ويتمناه منذ زمن.

وقد رد الشهيد الحلبي على مرعي قائلاً "منذ زمن وأنا أتشوق ليوم الثأر وشفاء الصدر، فلست بالذي يرضى المهانة ويقبل المذلة والاستكانة، كيف لي ألا أغار على ديني ووطني وعرضي؟ كيف لي ألا أثور وقد سفك المحتلون الغاصبون دماء الأبرياء من أبناء شعبي ودنسوا مقدساتنا ومسرى رسولنا صل الله عليه وسلم، وامتهنوا كرامتنا وتعرضوا بالأذى للحرائر الماجدات من أمهاتنا وأخواتنا، إن لم أثر على هذا كله فعلى ماذا أثور! إن لم أثر اليوم فمتى أثور؟ لمثل هذا اليوم ولدتني أمي".

وحين ذكره مرعي بعاقبة فعله أنه إما للسجن أو الجنة، فقد اختار الشهيد الحلبي الجنة، فانطلق مرعي لأحد المحال التجارية وأحضر سكيناً حاداً واتجه مع مهند لباب العامود، وحين أملى وصيته على مرعي وعانقه، أكد له مرعي أنه سيسير غداً على نفس خطاه، إلا أن القدر حال دون ذلك، فقد اعتقل الاحتلال عبد العزيز مرعي في ذات الليلة التي نفذ فيها الحلبي عمليته البطولية.

وقد ختمت عملية الحلبي ومرعي فصولها بكل بسالة وتحدي، لتفتح بعدها فصول عمليات أخرى سارت على ذات النهج، قدم فيها أبطال فلسطين وشبابها أروع الأمثلة في التحدي والثأر، رافضين الذل والخنوع، ومؤكدين على درب البطولة والفداء مهما بلغ حجم التضحيات، كاسرين بشموخهم هيبة الاحتلال وجيشه، وباعثين لفلسطين أمل الحرية المنشود في زمن الذل والتنازلات.

وتعرضت عائلة الحلبي، لاعتداءات الاحتلال وهدم منزلهم في رام الله وملاحقة أفراد العائلة بالسجن والتهديد عقب تنفيذ نجلهم مهند لعمليته التي فجّرت ثورة السكاكين، وأعطى للانتفاضة وهجها وثقلها.