شبكة قدس الإخبارية

هكذا فشل "الموساد" في اغتيال مشعل

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية إن عناصر جهاز "الموساد" الذين نفذوا محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قبل عشرين عاما، فشلوا فشلا ذريعا في تنفيذ العملية بأكمل وجه، ما أدى لهذه النتيجة الكارثية لإسرائيل.

وذكر الخبير العسكري في الصحيفة "يوآب ليمور" في تحليل نشرته الصحيفة اليوم الاثنين، أن محاولة اغتيال مشعل لم يكن سيكتب لها هذا الفشل لو لم تكن العوامل الثلاثة المنجية متوفرة في آن واحد، أولاها "آلهة الحظ"، والثانية "عملية الإجراءات المهملة"، والثالثة "عدم احتراف رجال الموساد"، على حد زعمه.

وفي تفاصيل العملية قال "ليمور" إن سلسلة من العمليات القاتلة نفذها عناصر من حماس أوقعت الكثير من القتلى والجرحى الإسرائيليين ضغطت على رئيس الحكومة آنذاك "بنيامين نتنياهو" للمصادقة على "الرد" بشكل فوري.

 وأضاف، "طرح اسم خالد مشعل وتمت الموافقة على العملية، على الرغم من أن المعلومات عنه كانت ضئيلة، وخاصة - على الرغم من وجود مشعل في الأردن المرتبط مع "إسرائيل" بعلاقات سلام "طازجة" وعلى درجة عالية من الحساسية.

وبالعودة إلى العوامل المزعومة والتي أفشلت عملية الاغتيال، أكد "ليمور" أن أهم العوامل التي يجب على "إسرائيل" كلها الوقوف عنده هو العامل الأخير، فشل الموساد في التنفيذ المهني للعملية والوصول لهذه النتيجة الفاشلة.

وفي نظر الخبير العسكري الإسرائيلي، يتعلق الجزء الثالث بالعمل المهني لقسم العمليات (قيسارية) في الموساد، والذي أثار عاصفة قوية داخل الأروقة السياسية والأمنية في أعقاب الفشل الذريع للعملية حول كيفية جمع المعلومات الاستخباراتية، والوثائق والتغطية التي يتم استخدامها، وكيف يتم الإعداد لمثل هذه العملية وما هي الشروط المطلوبة لتنفيذها أو وقفها؟؟.

ويقول ليمور "لقد تناولت اللجان الداخلية في الموساد هذه المسألة بشكل مكثف، ووجدت سلسلة طويلة من الإخفاقات، التي شكلت سببا لتبادل الاتهامات البغيضة داخل الموساد، فضلا عن إنهاء مهام جميع كبار المسؤولين تقريبا عن هذه القضية في غضون أشهر قليلة".

أما عن العاملين الآخرين، فقد ارتبط العامل الأول بعدة عوامل عشوائية انضمت إلى بعضها البعض في لحظة الحقيقة، من وجود أولد مشعل برفقته إلى وجود مقاتل لحماس في مسرح العملية بالصدفة ما وفر جوا غير سليم لعناصر الموساد المنفذين، جميعها عوامل أدت لتشويش عملية هرب عناصر الموساد، الذين اقتادهم أحد عناصر الشرطة الأردنية لأحد المراكز القريبة، حيث اكتشف أمرهم وجرى التحقيق معهم واحتجازهم.

وأكد الخبير الإسرائيلي أن هذا الفشل المدوي للموساد ولجميع أجهزة "إسرائيل" الاستخبارية كان له عوقب بعيدة المدى، بعضها سيبقى مخفيا للأبد، وقال: "كان من المفترض أن تتحول الدروس المستفادة من فشل الاغتيال إلى قواعد حديدية في كل عملية صنع قرار مماثل.

وتابع، "لقد دفعت إسرائيل بشكل فوري ثمنا باهظا للإفراج عن عناصر الموساد المحتجزين لدى الأجهزة الأمنية الأردنية، أول الأثمان كان بإطلاق سراح الزعيم الروحي لحركة حماس، الشيخ أحمد ياسين الذي استشهد بعد سبع سنوات، وثانيها إطلاق سراح عشرات الأسرى الآخرين، كما أدت العملية إلى حدوث أزمة دبلوماسية مع كندا التي استخدم القاتلون جوازي سفر تابعين لها، كما تسببت العملية بضرر كبير للعلاقات مع الأردن، والتي تم إنقاذها فقط بفضل القرار العاجل بتسليم الأردنيين المصل الذي أنقذ حياة مشعل".

وأشار الكاتب إلى أن العملية تسببت بضرر بعيد المدى لجهاز "الموساد" الذي شهد كنتيجة مباشرة وغير مباشرة لفشل محاولة الاغتيال ركودا في العمل استمر لسنوات، ولم يتجدد العمل إلا خلال فترة "مئير دغان"، في المقابل، حظيت حماس بالراحة، وتحول مشعل نفسه إلى شخصية شهيرة في عالم المقاومة، وشخصية رئيسية في حركة حماس.