شبكة قدس الإخبارية

تطبيع بأمريكا.. فتيات فلسطينيات وإسرائيليات يخيّمن لأجل "السلام"

هيئة التحرير

واشنطن- خاص قُدس الإخبارية: فتيات فلسطينيات وإسرائيليات يشاركن "سويًّا" في مخيّم تطبيعيّ بمدينة "سانتا فيه" بولاية "نيو مكسيكو" الأمريكيّة، بهدف "جسر الفجوة العاطفية التي أوجدها نزاع عشرات السنين"، بحسب قول جمعية "الإبداع من أجل السلام" القائمة على المشروع، بينما يعتبره الفلسطينيون "مخيّمًا تطبيعيًا" يخلق حالة من التماهي مع المحتل دون الشعور بالعار.

أن نحو 20 فلسطينية وإسرائيلية يُشاركن لثلاثة أسابيع في مخيّم، للاستماع لـ "قصص أشخاص تعلمن أن يكرهنهم لأنهن أخذن عنهم فكرة العداء"، مضيفة أنّه يُعقد سنويًا، فمنذ عام 2003، شاركت أكثر من 200 فتاة بين سن (15 - 17 عامًا) في هذه المخيمات الصيفية، بحسب صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.

وتشارك الفتيات المشاركات بالمخيّم التطبيعي، تجاربهنّ عن الصراع "العربي-الإسرائيلي" ضمن فعاليات النشاط الحواري الذي يستمر حتى (40) ساعة، والذي يقوم على فكرة، أن "العدو هو شخص لم تسمع قصته"، عبر نشاطات متنوعة منها "التسوّق والذهاب إلى السينما، وتقاسم المهام المنزليّة، والنوم في غرف مشتركة" ومشاركة ورشات فنيّة علاجيّة".

[gallery ids="124559,124560"]
وتموّل المخيمات التطبيعية من القطاع الخاص على الرغم من منحة الحكومة الأمريكية لعام 2015، تتقاسم خلالها 20 فتاة نصفهن يهوديات إسرائيليات، والنصف الآخر فلسطينيات من مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، يصلنّ كلّ عام إلى "نيو مكسيكو" من خلال جمعية "الإبداع من أجل السلام".

تتكرر المخيمات التطبيعية سنويًا بنفس الآلية والتي تستمر لثلاثة أسابيع، لكنّها تترك آثارًا قوية، لا سيما بعدما يخضعن لمجموعة طلبات يكون أهمها أن يعملن كـ"رسولات سلام" بعد عودتهن كل إلى مدينتها أو قريتها"، وهو ما دفع إحدى المشاركات للقول بأنه "إذا تمكنت كل فتاة بعد عودتها من تغيير الطريقة التي ترى فيها عائلتها الأمور، عندها سيتمكنَّ من تغيير المجتمع.. خطوات صغيرة، ولكنها يمكن أن تقود إلى خطوة عملاقة"، بحسب تعبيرها.

تطبيع مرفوض!

من اللحظة الأولى للاعلان عن المخيّم التطبيعي، تعالت أصوات النشطاء الفلسطينيين بالرفض القاطع لكل محاولات التطبيع والتغيبب تحت شعارات السلام والتعايش والطفولة وحمايتها، مؤكدين أنّه يتم استغلال الفتيات قاصرات الوعي في سنٍ حرجة لتمرير مفاهيم معيّنة تلغي فكرة الاحتلال ومقاومته وتدفع لبناءِ جيلٍ مستسلم ومتعايش ومتقبل لوجود الاحتلال بكافة أشكاله.

 "السلام كفكرة مجرّدة هو أمل وطموح كل شعب يسعى للعيش بطريقة مدنية وحضارية مع الآخر، ولكن كيف تبرر السلام مع طرف يدّعي السعي إليه بيد، ويستبيح الحياة ووجود الإنسان باليد الأخرى"، قالها الناشط فياض عبد العال معلقًا على المخيم التطبيعي المشترك بين الفتيات الفلسطينيات والمستوطنات، بينما قالت براءة عمر  "أنّ مثل هذه السفريات تأتي بالمجّان، لذلك فالكثير يقبل بها دون التفكير بالعواقب، ويجب توعية جيل الشباب عن أساليب الاحتلال".

ورصدت شبكة قدس الإخبارية، عددًا من المنشورات الرافضة للمخيم التطبيعي،  وما شابهه من مخيمات وفعاليات تمولها جمعيات موالية للاحتلال، بزعم نشر السلام والتعايش والقيم والمحبة، بينما تهدف في حقيقتها إلى إماتة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ونزع صفة المقاومة ضد الاحتلال، من خلال إعلاء المفهوم الإنساني المجرد على فكرة المقاومة المشروعة أصلًا، بحسب نشطاء.

https://twitter.com/louaiHamdan/status/893735653657243650 https://twitter.com/iyadrabea/status/893775054777044992