شبكة قدس الإخبارية

هآرتس: تمعّنوا وصية عمر العبد وتعلّموا من التاريخ

هيئة التحرير

رام الله- قُدس الإخبارية: قالت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية، صباح اليوم الأحد، إنّه على كل إسرائيلي عاقل أن يقرأ وصية الفلسطيني منفذ عملية حلميش عمر العبد، وأدت إلى مقتل ثلاثة مستوطنين قبل يومين.

وذكرت الصحيفة في مقال نشره الصحفي الاسرائيلي جدعون ليفي، "علينا قراءة وصيته، لأن الخيانة باعتقادي، تتمثل فعليًا بأن نُصدّق بأن البوابات الالكترونية، وهدم البيت، والاعتقالات من شأنها أن تمنع العمليات المقبلة، كما أن الخيانة هو استمرارنا في دفن الرؤوس في الرمال".

وأضاف ليفي، "على كل إسرائيلي أن يسعى لأن يفهمها جيدًا ويستشرف منها المستقبل، بغض النظر عن استنكارها، لأن الضفة الغربية كلها ستتحول إلى عمر العبد، لا أعرف متى تمامًا، لكنني أدرك أن غزة أيضًا ستلحق بهذا الركب، ومن كان منكم يشكك في أقوالي عليه أن يعيد قراءة التاريخ بتمعّن، وهذا ما يسببه الاحتلال عادة، دماء كثيرة تسفك من أجل مقاومته".

وأردف في مقاله، "العبد كتب في وصيته أنه شاب لم يتجاوز العشرين من عمره، وأن لديه أحلامًا كثيرة، لكنه يتساءل أي أحلام هذه، بينما يقتل الشباب منا والنساء بلا ذنب اقترفوه!، ماذا يمكننا أن نقول لعمر العبد؟هذا الشاب الذي يعيش في قرية جميلة، لكن واقعها مرير؟ الشاب الذي يقول إنه ذهب لتنفيذ العملية لأن المستوطنين يقتحمون الأقصى؟، ما كتبه هذا الفلسطيني، الذي قال إنه يفعل ذلك من أجل الله، كتبه فلسطينيون من قبله".

وذكرت الصحيفة، "تعالوا بنا نفترض أننا قابلنا الشاب قبل تنفيذ العملية، كيف يمكننا إقناعه بالعدول عن قراره؟ أيها الشاب إن شعبك غير صادق وليست قضيته عادلة؟ كيف يمكن لأي إسرائيلي أن يقنع شابًا فلسطينيًا لا يجد أفقًا للمستقبل في حياته أن قضية شعبه غير عادلة وأنه على خطأ؟ كيف؟!

وبحسب ليفي، فان حالة اليأس في الضفة وغزة كبيرة جدًا، فيقول هذا الوضع من شأنه أن يخطف النوم من عين كل إسرائيلي، لأن شابا فلسطينيا لم يعد لديه ما يخسره لن يستطيع أن يقف أمامه أحد، حتى لو حاول نتنياهو بنفسه فعل ذلك".

يختم الصحفي الإسرائيلي مقاله بالقول "بالأمس حاصر الجيش منزل عمر العبد، اعتقل شقيقه، وما زال ينفذ بعض العمليات، في هذه الأثناء يتم تزويد نتنياهو بكل التفاصيل، بينما قال يائير لبيد إنه العبد إرهابي كبير، في حين استنكرت ليفني هذه العملية، ولكنني لم أر أحدًا يسأل: ما الذي يحمل شابًا فلسطينيًا حالمًا على شراء سكين والمضي قدمًا لتنفيذ عملية؟