شبكة قدس الإخبارية

في حضرة الشهداء.. "تقوع" تحتفل بأوائلها في صمت

قتيبة قاسم

بيت لحم - خاص قدس الإخبارية: اختفت مظاهر الفرحة في بلدة تقوع جنوب بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، رغم ارتسامها على محيا الطلبة وذويهم عقب الإعلان عن أسماء المتفوقين في الثانوية العامة و بالإعلان عن طالبتين من طلبة مدرسة بنات تقوع الثانوية ضمن قائمة الأوائل على مستوى فلسطين.

الطالبة خلود خالد صباح والحاصلة على معدل 99.3 الذي أهّلها للحصول على المركز الأول على مستوى محافظة بيت لحم عبّرت لنا عن سعادتها وفرحتها العارمة إزاء نتيجتها التي أبهرت الجميع والتي لم تكن تتوقعها من قبل.

هدية للشهداء

وقالت خلود في حديثها لـ"قدس الإخبارية": "أهدي نجاحي وتفوقي للشعب الفلسطيني بأسره ولبلدتي تقوع ولزميل الدراسة الشهيد البطل قصي العمور وشهيد البلدة محمد جبرين الذي شيّع جثمانه يوم أمس".

وعن سر نجاحها قالت خلود: "إن التوكل على الله أولاً ثم الانتظام في الدراسة والإقبال عليها بحب وبهمَّة وبلا توتر، هي أسباب تحقق المستحيل، فالتوجيهي_ حسب ما تقول_ ليس بعبعاً وليس مدعاةً للتوتر أو الإرهاق"، مؤكدة على أن دراستها كانت شبه عادية وبأوقات منتظمة طبيعية وبأقل مما قد يتوقعه الآخرون.

وعن أمنياتها للدراسة الجامعية قالت خلود بأنها حتى اللحظة لم تقرر طبيعة التخصص الذي ستدرسه إلا أنها تميل إلى دراسة القانون.

والدة خلود قالت بأنها جلست منذ الصباح تستمع إلى مؤتمر الوزارة في رام الله وبانتظار أسماء الطلبة الأوائل حيث كان اسم خلود في رأس القائمة في المرتبة الثانية على الوطن، وكانت الفرحة أكبر من أن توصف بالكلمات، فبادرت باحتضان ابنتي وعانقتها وسط بكاء شديد".

وأضاف، "منذ اليوم الأول في التوجيهي علقت خلود ورقة كتبت عليها "لن أتراجع عن 99"، فكانت دعوة للمثابرة والجد والاجتهاد ولقد حققت ما تمنته وتعبت لأجله، مضيفة إلى أن أبناءها كانوا قد حققوا على مدار الأعوام السابقة نتائج مبهرة على مستوى المحافظة والوطن.

وقريباً من منزل الطالبة خلود صباح كانت عائلة الطالبة سحر عادل الخطيب هي الأخرى تحتفل بصمت في ظل أجواء الحزن التي تسود البلدة التي شيعّت بالأمس أحد أبنائها شهيداً.

سر التفوق

قالت سحر الحاصلة على المركز الثامن على مستوى الوطن والثاني على محافظة بيت لحم بمعدل 99.1: "إن فرحتي ممزوجة بالألم على شهداء البلدة وخصوصاً شهيد الثانوية والزميل قصي العمور".

وأكّدت الخطيب في حديث لـ"قدس الإخبارية" بأنها كانت هي وزميلتها خلود محطّ أنظار المعلمات ومديرة المدرسة التي توقعت لهنّ التفوق وأن تكونا من الأوائل على مستوى الوطن، الأمر الذي دعاها للدراسة والاجتهاد حيث كانت تدرس ما يقارب عشر ساعات خلال فترة الامتحانات بينما كانت تدرس بشكل أقل خلال العام الدراسي.

وأشارت في حديثها إلى أن سر تفوقها ونجاحها يعود إلى علاقتها مع الله وإيمانها وبرّها بوالديها والمتابعة أولاً بأول والانتباه والتركيز خلال الحصة المدرسية إضافةً إلى أن التوجيهي في نظرها لا يكون إلا مدعاةً للجدّ والاجتهاد والأمل وخطوة مميزة إلى المستقبل.

وعن خيارات دراستها الجامعية قالت سحر إن طموحها ينحصر في تخصص التمريض وإدارة الأعمال ولا تفكر في دراسة أي تخصص آخر.

أما والدة سحر التي كانت تتوقع نجاحاً باهراً لابنتها كما قالت أكدّت بأن ابنتها ثابرت وتعبت لأجل حصاد هذه الفرحة التي تستحقها والتي أدخلت السرور على العائلة وعلى البلدة التي تميزت اليوم بتفوق اثنتين من طالباتها كما قدّمت شهيدين اثنين خلال الفترة الأخيرة أحدهما طالب في الثانوية العامة، وأشارت بحديثها الممزوج بالألم بأن طلاب التوجيهي هم جميعاً أبنائي ونحن نشاطر الجميع الفرحة ونتقاسم معهم الألم والأمل.