شبكة قدس الإخبارية

أبو حبل.. شاب من غزة معتقل بالنمسا بطلب من "إسرائيل"

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: عشرة شهور مضت على اعتقال عبد الكريم أبو حبل (27 عاما) من قطاع غزة في السجون النمساوية، إلا أن قضيته لم تصل إلى أولويات وزارة الخارجية الفلسطينية حتى الآن.

فعلى الرغم من تلويح النمسا بنيتها تسليم عبد الكريم أبو حبل من قطاع غزة (27) عاما للسلطات الإسرائيلية، لا يزال اعتقاله خارج اهتمام السفارة الفلسطينية في النمسا، فلا محامي موكل من السلطة الفلسطينية يدافع عنه، والقنصل الفلسطيني فقد امتنع عن زيارته بعد إبلاغ الخارجية الفلسطينية باعتقاله، فيما أجلت المحاكم النمساوية محاكمة عبد الكريم دون تحديد موعد للجلسة القادمة.

التفاصيل

في (20) تموز ٢٠١٦، اعتقلت السلطات النمساوية عبد الكريم، بعد خمسة شهور على دخوله أراضيها، لتبدأ بتمديد اعتقاله مرة تلو الأخرى، وتأجيل محاكمته دون توضيح السبب الحقيقي لاعتقاله.

عام ٢٠١٣ تحرر عبد الكريم من سجون الاحتلال بعد اعتقال دام 10 سنوات. والده محمد إبراهيم أبو حبل  يقول لـ"قدس الإخبارية"، "حتى الآن لم نعرف التهم الموجهة له رغم أننا علقنا أملنا على الجلسة الأخيرة التي عقدت في ٢٨ نيسان".

ونقلت محامية عبد الكريم - والتي عينتها شكليا الحكومة النمساوية – أن النيابة العامة النمساوية قدمت في الجلسة القضائية الأخيرة لائحة اتهام بحق عبد الكريم، "المحامية ترفض توضيح المعلومات لنا، ولا تقدم لنا التفاصيل، فيما تأجلت المحكمة مجددا".

مصادر مقربة من عبد الكريم - رفضت الكشف عن هويتها- أكدت لـ"قدس الإخبارية" على أن الخارجية الفلسطينية أكدت أن السلطات النمساوية قد تسلم عبد الكريم لإسرائيل التي توجه له تهم تتعلق بمشاركته التخطيط لعمليات فدائية ضد الاحتلال، إضافة للتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي".

وتضيف، "تهم غير صحيحة وننفيها بشكل قاطع، كما نفاها عبد الكريم ولم تثبت عليه خلال التحقيق"، مبينة أن مدير الرعاية القنصلية في الخارجية الفلسطينية برام الله أبلغت العائلة بتشكيلها لجنة لمتابعة قضية عبد الكريم، وقالت: "لكن هذه اللجنة لم تقم بدورها المرجو، واكتفت فقط بإجراء الاتصالات مع القنصلية الفلسطينية في النمسا".

وأكدت ذات المصادر، على أنه لا يوجد أي تواصل جاد بين الخارجية الفلسطينية والحكومة النمساوية، ولم يطرأ أي جديد على قضية عبد الكريم ولم تبلغ عائلته بشيء، "ما نطالبه وعائلة عبد الكريم، تقديم ضمان على إطلاق سراح عبد الكريم وعدم تجديد اعتقاله، وعدم تسليمه للاحتلال.. ولكن من يقدم لنا هذا الضمان".

وعودات الخارجية

الخارجية الفلسطينية من جهتها، رفضت الإفصاح لـ"قدس الإخبارية" عن أسباب اعتقال عبد الكريم، مؤكدة على أنه لا يمكنها التصريح بذلك وعائلته على علم كامل بسبب اعتقاله، مطالبة بعدم إثارة القضية، "لقد قطعنا شوطا كبيرا حتى الآن، فانتظروا عودته".

وأضاف أحد المسؤولين في الخارجية - الذي رفض الكشف عن هويته – أن عبد الكريم بخير، وأن السفارة الفلسطينية تزوره باستمرار وعلى تواصل مع الجهات النمساوية لحل قضيته، مؤكداً على أن الحل قد يكون قريباً ولكن لا يوجد آفاق زمنية محددة.

فيما أكدت ذات المصادر المقربة من عبد الكريم لـ"قدس الإخبارية" على أن القنصل الفلسطيني لا يرد على اتصالات العائلة ولا يبلغها بالمستجدات بقضية نجلها كما أنه لا يزور عبد الكريم، وقالت: "طاقم القنصلية الفلسطينية يتذرع أنه امتنع عن زيارة عبد الكريم لإخضاعه للتفتيش العاري (..) هو مجرد حجة مصطنعة لمواراة تقصيرهم وإذا حدثت فعلا فهي انتهاك فاضح للأعراف الدبلوماسية".

وبينت أن الخارجية الفلسطينية حتى الآن لم توكل محامي للدفاع عن عبد الكريم، وكل محاميه كلفتهم السلطات النمساوية، كاجراء شكلي، موضحة أنه "قبل شهور وعدت الخارجية بتوكيل محامي معروف بنزاهته سواء عربي أو غربي إلا أن ذلك لم يتم حتى الان".

طلب إسرائيلي

من جهتها، تؤكد عائلة  أبو حبل أنها لا تعلم أي معلومة عن نجلها وظروف وأسباب اعتقاله، إذ لم يسمح له بالاتصال بالعائلة، فيما استطاع تسريب رسالة لها، أعرب فيها عن خوفه وقلقه مطالبا عائلته بمساندته والوقوف معه، كما أكد في الرسالة أدناه أن اعتقاله جاء بسبب كونه أسير سابق في سجون الاحتلال، مضيفا أن "إسرائيل" السبب وراء اعتقاله.

ويبين أبو حبل، أن الخارجية الفلسطينية أكدت للعائلة، أن اعتقال عبد الكريم جاء بعد تقديم "إسرائيل" طلب لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية "الانتربول".

وكان عبد الكريم طالب أسرته بإبلاغ هيئة الأسرى في غزة ورام الله، والمطالبة بزيارته أو تغيير المحامي "قبل فوات الآوان" كما قال، وختم، "الله يعلم بالحال كيف عايش، والحمد لله رب العالمين".

يقول محمد أبو حبل والد عبد الكريم، إن العائلة تواصلت مع هيئة شؤون الأسرى في مدينة رام الله بناء على طلب ابنها، وقد أبلغتها الهيئة بالتحرك والتواصل مع وزارة الخارجية.

وعلق، "عبد الكريم لم يرتكب أي مخالفة في النمسا، وفور استدعائه ذهب بقدميه وسلم نفسه، وقدم طلباً للعودة إلى غزة مجددا، لدينا تخوفات كثيرة، كل ما نريده الآن أن نسمع صوته ونطمئن عليه".

شبكة قدس الإخبارية اتصلت على وزير هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، الذي قال: "إن الهيئة وفور تلقيها قضية عبد الكريم قامت بتحويلها إلى الخارجية، إذ هي المؤسسة المخولة بالتواصل الخارجي"، مبيناً أنه لا يعلم أي مستجدات إضافية عن القضية.

فيما بين الناطق باسم مفوضية الأسرى والمحررين، ممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة نشأت الوحيدي لـ"قدس الإخبارية"، أنه لا يوجد أي جديد في قضية عبد الكريم، وقد يصله معلومات جديدة حوله خلال اليومين القادمين.