شبكة قدس الإخبارية

مبادرة نتنياهو والسيسي: تحسين الأوضاع والهدوء بالضفة وغزّة

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: كشفت صحيفة إسرائيلية، تفاصيل وثيقة سرية تتضمن مبادرة سياسية قدّمها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورئيس المعارضة "يتحساق هرتسوغ" قبل نحو عام، تشمل السعي لاستقرار الوضع على جبهة قطاع غزة مع حل طويل الأمد.

وأفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية،  أنه في أيلول الماضي، وافق النظام المصري على عقد لقاء "قمة" في القاهرة أو شرم الشيخ يشارك فيه إلى جانب السيسي كل من نتنياهو وهيرتزوغ، ولم يكن من المستبعد أن يشارك فيه أيضا ملك الأردن عبد الله الثاني. ونقلت الصحيفة، عن براك رفيد معلق الشؤون السياسية فيها، أنه كان من المفترض أن يعلن كل من نتنياهو وهيرتزوغ في اللقاء موافقتهما على مبادرة للتسوية الإقليمية تقوم على حل الدولتين وتمهد الطريق أمام حل الأزمة السياسية الداخلية التي كان يواجهها نتنياهو وتسمح بضم حزب العمل للحكومة لضمان استقرار ائتلافه الحاكم.

وتضم المبادرة في بنودها الرئيسية التزام نتنياهو بمبدأ حل الدولتين عبر مفاوضات مباشرة ودون شروط مسبقة، إضافة إلى اعتراف متبادل وحل يعترف بالمستوطنين بالضفة ضمن كتل قائمة.

وتمثلت المفاجأة تمثلت في أنه بعد موافقة السيسي وهيرتزوغ على الفكرة؛ تراجع عنها نتنياهو خشية ردة فعل شركائه من اليمين، لا سيما بعد تفجر الخلاف مع حزب "البيت اليهودي" حول إخلاء النقطة الاستيطانية "عمونا" القريبة من رام الله، والتي دشنها المستوطنون بدون ترخيص، فيما يبدو أن هدف نتنياهو من التراجع عن القمة في القاهرة وتملصه من المبادرة التي قدمها يتمثل في إتاحة الفرصة لضم حزب "يسرائيل بيتنا" المتطرف بزعامة أفيغدور ليبرمان، وهو ما تحقق بضم الحزب وتعيين ليبرمان وزيرا للحرب. وقد تمثلت المفارقة في تراجع نتنياهو عن الوثيقة التي قدمها رغم أنها تتضمن اعترافًا عربيًا ضمني بيهودية "إسرائيل"، وحقها في ترتيبات أمنية والإقرار بوجوب الحفاظ على التجمعات الاستيطانية الكبرى، فيما تنظر "إسرائيل" بإيجابية لمبادرة التسوية العربية وتبارك أي محادثات تأتي بناءً عليها، إضافة لتجميد هادئ للبناء في المستوطنات المعزولة ما يسمح باستئناف المفاوضات، وعمل مشترك مع السلطة الفلسطينية لتطوير الوضع الاقتصادي وتوثيق التنسيق الأمني، كما تنص على أن "إسرائيل" معنية باستقرار طويل الأمد مع غزة، بما في ذلك تحسين الوضع الإنساني وترتيبات أمنية ناجعة.

وبنهاية المطاف، فان نتنياهو تراجع عن مبادرته عقب بروز مشكلة البؤرة الاستيطانية "عمونا" ومخاوفه من تفكك عقد الائتلاف الحكومي إذا ما أقدم على خطوات سياسية بهذا التوقيت. ونوه رفيد إلى أن الوثيقة التي تضمنت مبادئ التسوية الإقليمية تم إرسالها مسبقًا للسيسي وملك الأردن ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، الذي يحتفظ بعلاقات دافئة جدًا مع السيسي، وإلى وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، تضمنت عددًا من البنود منها شكر الرئيس السيسي على دوره، واعلان "اسرائيل" للالتزام بحل الدولتين وتطلعها لانهاء حالة الصراع والشروع بمفاوضات بدون شروط، إضافة إلى استعدادها للشروع بمباحثات مع الدول العربية بخصوص المبادرة

فيما يبدو أن اللافت في المبادرة، هو استعداد حكومة الاحتلال للعمل مع السلطة الفلسطينية للعمل من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية في الضفة وتعزيز التعاون الأمني، واستعدادها لاستقرار طويل المدى في غزة وضمن ذلك إعادة إعمار إنساني وترتيبات أمنية مفيدة.

وكانت صحيفة "هارتس" كشفت قبل نحو أسبوعين، مؤخرًا عن فحوى لقاء قمة سري عقد في العقبة بداية العام الماضي، وحضره كل من الرئيس المصري وملك الأردن، إضافة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونتنياهو وانتهى دون تحقيق تقدم سياسي.