شبكة قدس الإخبارية

جنونية ارتفاع الأسعار.. ما السبب وإلى أين؟

شذى حمّاد

رام الله – خاص قدس الإخبارية: ارتفاع كبير وواضح بأسعار الخضروات لمسه المستهلك الفلسطيني مع دخول فصل الشتاء، رغم عدم تأثر البلاد بمنخفضات جوية كبيرة قد تؤثر على المحصول الزراعي.

ورغم أن موسم الشتاء في فلسطين غني بالمحاصيل الزراعية إلا أن أسعار الخضار ارتفعت بشكل ملموس في أسواق الخضار الرئيسية في مدينتي رام الله وأريحا، حيث وصل سعر كيلو الخيار (٥-٦ حبات) إلى سبعة شواقل، فيما وصل سعر كيلو البندورة إلى خمسة شواقل، وبلغ سعر كيلو الكوسا (١٢) شيقل، أما كيلو الملفوف فبلغ ثلاثة شواقل، وكيلو السبانخ وصل إلى ستة شواقل.

ويدعي التجار والمزارعين أن ارتفاع أسعار الخضار جاء بسبب تأثر المحاصيل الزراعية بالموجة الباردة التي عبرت  الأيام الماضية، وهو ما تنفيه هيئة حماية المستهلك.

رئيس جمعية حماية المستهلك الفلسطيني صلاح هنية بين لـ"قدس الإخبارية"، أنه سنويا ومع بداية موسم الشتاء يقوم التجار والمزارعين برفع أسعار الخضار رغم عدم وجود أي مبرر فالأجواء الجوية لم تؤثر على المحاصيل كما لا يوجد أي نقص بالسوق من أي نوع من الخضراوات أو الفواكه.

وأشار إلى أن القدرة الشرائية للمستهلك الفلسطيني أصبحت تتراجع مع ارتفاع الأسعار، "من المؤكد أن أسعار الخضار ستعود وتنخفض ولكن بعد أن يرهق المواطن بشكل كبير".

وبين هنية أنه يوجد أكثر من وسيط بين المزارع والتاجر النهائي ما يؤدي للتلاعب بالأسعار، والوسائط بالعادة يكونوا المستفيدين، فيما يكون المزارع هو المستفيد الأقل بينهم.

وعن دور وزارتي الزراعة والاقتصاد في حماية المستهلك الفلسطيني، أوضح صلاح أن الوزارتين دائما يقيسون ارتفاع الأسعار بالتغيرات التي تطرأ على العرض والطلب، "يرفضون التدخل باعتباره اقبال شديد اتجاه سلعة معينة ما يسبب ارتفاع بسعرها، أو نقص في توريد للمحلات التجارية باعتبار ذلك كله حركة سوق لا يمكن التدخل فيها".

إلا أن الوزارتين يرفضون التدخل أيضا لصالح المستهلك عندما تنخفض أسعار المنتجات والسلع عالميا، فيقول صلاح، "عندما تبعث منظمة الغذاء العالمية بانخفاض الأسعار الشهرية للحوم والحبوب والخضار والألبان، لا يتم مراعاة هذه الأمر وعكسه على المستهلك الفلسطيني في السوق المحلي، فالسعر يبقى ثابتا ارتفاعا".

تدخلات حكيمة لمنع ارتفاع الأسعار يتطلب من الجهات المسؤولة القيام به، ويبين صلاح أن وزارة الزراعة مطلوب منها أن تكون داعمة للمزارعين بتخفيض كلفة مدخلات الإنتاج، وتقوم بإرشادهم زراعيا، وفتح قنوات تسويقية لهم، لمساعدتهم على تخطي أزماتهم.