شبكة قدس الإخبارية

شهيدا نفق الشجاعية.. رسالة ماجستير ومشروع زواج توقّفا

هيئة التحرير

غزّة- خاص قُدس الإخبارية: في وصول كل منهما إلى غايته التي يتمنى، توقفت مشاريع أخرى، ربما ليست ذات أولوية لديهما، لكنهما آثرا المفضل بالأفضل، فكان لهما ما اختارا، بين خيارين لا ثالث لهما "الوصول إلى فلسطين المحتلة في معركة اعداد وتحرير، والوصول إلى الجنّة".

واستشهد الشابين اسماعيل عبد الكريم شمالي، ورامي منير العرعير من حي الشجاعية، اثر انهيار نفق للمقاومة شرق مدينة غزة.

وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عن استشهاد اثنين من عناصرها، مساء أمس الأربعاء، بانهيار نفق للمقاومة شرق غزة، حيث نعت المقاوميْن قائلة إنهما قضيا نحبهما في معركة الإعداد.

1

عن الشهيد اسماعيل شمالي

لم تبكِه عيون أهله فقط، إنما أدمى فراق الشهيد اسماعيل عبد الكريم شمالي، قلوب كل من عرفوه، حيث شهدوا له بالخلق الكريم والعلم الكثير وزاده شرفًا أن يكون من أهل الجهاد والقرءان، ويحسبه أهله بأن يكون من أهل الله وخاصته كما تمنى دومًا أن يكون ويوصف.

يدرس الشهيد شمالي (27 عامًا) درجة الماجستير وكان بصدد انجاز رسالته للدراسات العليا من الجامعة الاسلامية بغزة، تحت عنوان "النعم بين الزوال والدوام في ضوء السنة"، حيث شهد له مشرفوه وأساتذته أنه من أكثر الطلبة قراءة في الحديث الموضوعي وعلوم الدين.

21

يعمل الشهيد معلمًا في إحدى المدارس التابعة لوزارة التعليم شرق مدينة غزة، يقضي يومه في تدريس الطلبة، ثم يعاود اللجوء إلى عمله الآخر  في حفر الأنفاق الجهادية مساءً، فلا يتوانى في خدمة المقاومة برغم شهاداته العليا وعمله النهاريّ.

وبحسب أصدقائه، فانه كان من أكثر الناس إلحاحًا لطلب الشهادة، حتى كان يطلب من رفاقه المقربين وكل من يشاهده أن يدعو له بالشهادة، وأن يقضي في سبيل الله عند مماته، حتى قال أحد رفاقه بعد استشهاده "نلت ما تمنيت يا أبا مالك، فكم ألححت علينا أن ندعو لك بالشهادة".

24

وحول التزامه الديني، يبدو "مسجد بسيسو" بحي الشجاعية حزينًا بمن فيه، على فراق الشهيد شمالي، فلطالما شهدوا له بالالتزام، حتى يقول أحد رفاقه " لطالما جالسناك فكنت نعم المجاهد الروحاني وكنت كثير البكاء من خشية الله، وكفاك أن المحاريب والخلوات تشهد له بذلك".

عن الشهيد رامي العرعير

23

استشهد الشاب رامي العرعير (24 عامًا) من حي الشجاعية شرق غزّة، اثر انهيار نفق للمقاومة كان يعمل به ورفاقه مساء أمس الأربعاء، ونعته كتائب القسام، بأنه أحد أبنائها المجاهدين منذ سنوات.

أصدقاؤه ورفاقه شهدوا له بالخلق الحسن والمبسم الدائم، كما شهدت له محافر الارض كم كان خدومًا لها، وحلقات الذكر وتحفيظ الفتية للقرءان الكريم، بالرغم من انشغاله وعمله.

22

لم يمض على زواجه وحفل تخرجه من الجامعة الاسلامية الكثير من الوقت لكنه آثر حور الآخرة على نساء الدنيا وشهادة الجنان على شهادة الجامعة.

تخرّج الشهيد العرعير من الجامعة الاسلامية بعد دراسته للشريعة والقانون، مقررًا أن يستغل علمه في خدمة الناس ونصرة القضايا الاسلامية والوطنية، وعليه فانّه تخرج من الدنيا كذلك وهو يسعى في سبيل تحقيق غايته حتى نالها، بحسب أصدقائه.

2

الشهيد العريس، تزوّج قبل أشهر قليلة وزوجته حامل بطفله الأول الذي لطالما كان متشوقًا للقائه، لكنّ كل الأجيال التي تربت على يديه وحفظت ايات الله خلف ترتيله كان له بمثابة أبناء يحملون فكرته وغايته التي تمنى أن يقضي لأجلها، ويُزف عريسًا من جديد.

وبحسب مصادر عائلية، فان زوجته ودّعت قبل فترة قليلة والدها وأخوالها الثلاثة، وهي الآن تودع زوجها بعد أشهر قليلة من زواجهما وحملها بطفلهما الأول، التي لطالما حلمت أن تربيه وأبيه ليخرج مجاهدًا محبًا مخلصًا لوطنه ولربه كما هو أبيه.

وانطلقت مواكب تشييع الشهيدين من مستشفى الشفاء إلى بيوتهم في حي الشجاعية شرق غزّة، ليودعهم أهلهم، ثم إلى المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة، للصلاة عليهم لتواري جثامينهم الطاهرة الثرى في مقبرة الشهداء الشرقية.