شبكة قدس الإخبارية

بسواعد المقاومة.. ميناء خانيونس بلا موافقة "إسرائيل"

رضوان الأخرس

غزة - خاص قدس الإخبارية: رأيت قبل أيام أحد أبرز قادة المقاومة في قطاع غزة، وقد نزل إلى شاطئ بحر خانيونس جنوب القطاع ليشارك في أعمال “الطوبار” والتشييد داخل ميناء خانيونس، والذي تعمل المقاومة بشكل أو بآخر منذ شهور من أجل تشييده، باستخدام ركام المنازل التي دمرها الاحتلال خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة صيف عام ٢٠١٤م، فمن وسط الموت يصنع رجالنا الحياة لشعبهم المخذول.

هذا الميناء سيكون مختلفًا إلى حد كبير عن ميناء مدينة غزة الحالي؛ فقد تمت الاستعانة بخبراء ومهندسين ليخرج الميناء بأفضل صورة ومعايير هندسية تتوافق مع الهدف المنشود منه، وهو أن يكون ميناءً خالصا وخاصا بسفر سكان القطاع، وسيكون باستطاعته حسب المخطط المرسوم استقبال سفن ومراكب أضخم وأكثر، ويتم كذلك تجهيز بعض مرافقه والأدوات المساعدة على تشغيله، ومن ذلك الرافعة المتحركة التي تم تصميمها وتجهيزها داخل قطاع غزة لتساهم الآن في أعمال البناء وغدًا إن شاء الله في نقل البضائع من السفن.

15034147_1148350965240637_1654989425_o

هناك إجماع من كافة فصائل المقاومة على هذا المطلب وعلى فكرة فرض الميناء، وإن كانت كتائب القسام هي من تتصدر المشهد والعمل على هذا الأمر، وقد كان هذا أحد أهم وأبرز مطالب المقاومة في مباحثات وقف إطلاق النار خلال عدوان ٢٠١٤م، وكذلك الشعب في غزة يتوق ويتمنى لليوم الذي ينال فيه حرية السفر، ويكون لديه بوابة نحو العالم لا يسدها سد ولا يحدها حد. سيكون المستفيد الأساسي من هكذا أمر في حال إنجازه هو الشعب الفلسطيني في غزة الذي ذاق ويذوق الأمرين من الحصار وإغلاق المعابر، وأتوقع أن تعطى فرصة لإنجازه سِلمًا من خلال الإطار المدني والسياسي لإبرام اتفاق لتشغيله عبر وسطاء، أو انتزاعه بكل وسيلة ممكنة.

العزم جاد هذه المرة لدى المقاومة، وعلى سلم أولوياتها إيجاد وإقرار ميناء للسفر يعين أهالي غزة على قضاء متطلباتهم، وأعتقد أنها لن تنتظر موافقة أحد على تشغيله في حال اكتمال تشييده، باعتبار أنه حق طبيعي وهو ما قد يفتح الباب على احتمالات مختلفة، ومن خلال تحليل السلوك الميداني لعمل المقاومة فإنها ستكون جاهزة للرد بالمثل في حال اعتدى الاحتلال على الميناء، وسيكون لديها سيناريوهات كاملة للتعامل مع الأمر والرد بالمثل.

وسيقول التاريخ إن فلسطينيي غزة في هذه الحقبة عبر مقاومتهم لم يكتفوا بطرق جدران الخزان بل خرقوا جدران الخزان أو كادوا أن يفعلوا ذلك، لإنهاء سنوات طويلة ومريرة من حصارهم، فالعالم لا يسمع أصواتًا لطرقات المستغيثين بقدر ما يصغي لخطى الثائرين.